شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 23 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول):
دنقل: تعال يا فرهود تعال بسرعة..
فرهود: ما وراءك يا دنقل.
دنقل: وجدتها. وجدتها..
فرهود: من هي التي وجدتها؟
دنقل: بنت عمك يا حلو..
فرهود: بنت عمي..
دنقل: ايوا بنت عمك بشحمها ولحمها..
فرهود: في أي مكان..
دنقل: (يضحك بسخرية): العشرين أهيف وأنا أقول لك أين هي؟
فرهود: بشرفي سأدفع لك..
دنقل: (ساخراً) شرفك القديم ولاَّ الجديد..
فرهود: ألا تصدقني؟
دنقل: لا أصدقك حتى أرى العشرين أهيف في يدي..
فرهود: اتفضل هذه عشرون جنيه..
دنقل: استنى لمَّا أعدهم..
فرهود: عديتهم بالضبط والربط..
دنقل: تمام يا فندم.. تمام.. يا لله بينا..
فرهود: إلى أين؟
دنقل: إلى ابنة عمك..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عفاف الصحفية تقول):
عفاف: لقد اتصلت بدور السينما الهامة وأعطيتهم حسب توصيتك إعلاناً عن المعرض..
ضحى: والإذاعة والتلفزيون أهم يا مدموزيل عفاف..
عفاف: غداً إن شاء الله سأذهب إلى قسم الإعلانات في الإذاعة والتلفزيون لهذه الغاية.
ضحى: ما رأيك لو أعلنا عن جوائز لمن يزورون المعرض..
عفاف: كيف يا مدموزيل ضحى؟
ضحى: نسمي جوائز ونعلن أن بطاقات الدخول للمعرض مرقمة والمرجو من الزائرين الاحتفاظ بهذه البطاقات التي تشتمل على الأرقام من بينها ا,رقام الرابحة..
عفاف: فكرة هائلة يا مدموزيل..
ضحى: سآخذ موافقة مدام جوزفين عليها..
عفاف: عسى أن تسرعي فيها فإنها في رأيي مدهشة رائعة لاجتذاب الزائرين..
ضحى: سأعمل كل جهدي يا عفاف.. على كل حال فكري أنت أيضاً في نموذج لبطاقة الدخول..
عفاف: في الحقيقة أنا عندي نماذج عديدة وغداً سأريك هذه النماذج..
ضحى: لا تنسي ترقيم هذه البطاقات حتى يجري السحب عليها..
عفاف: حسناً.. سأفعل..
ضحى: إلى الملتقى غداً إن شاء الله.. معك سيارة يا عفاف؟
عفاف: لا ولكني بانتظار أخي فتحي يأتي ليصحبني للدار.. وأراه تأخر يظهر أنه انشغل مع خالد..
ضحى: من خالد؟
عفاف: صديق فتحي وهما زملاء في الجامعة ولا يفترقان عن بعض إلا في وقت النوم..
ضحى: أذكر أنني رأيت خالد ولكن أين.. ذاكرتي ضعيفة.. أصبحت يا عفاف..
عفاف: الذاكرة لا تعي من الأشياء إلاَّ ما تحب..
ضحى: أنا لا أوافقك على هذا الرأي فالذاكرة تنطبع فيها الأشياء ذات الأثر والأهمية..
عفاف: ولعلّ رؤيتك لخالد لم تترك أثراً أو لم تكن ذات أهمية..
ضحى: بالعكس.. الآن تذكرت أين رأيته..
عفاف: أين رأيت خالد؟
ضحى: أثناء التحقيق في حادث ليلى.. وقد سألني سؤالاً لم أشأ الجواب عليه..
عفاف: لعلّه كان سؤالاً سخيفاً..
ضحى: لا.. ولكنه سمح لنفسه بالسؤال من غير استئذان ولذلك استنكفت عن إجابته..
(نسمع بوق سيارة هي سيارة فتحي فتقول عفاف):
عفاف: السيارة فتحي فيها..
ضحى: تفضلي..
عفاف: وأنت باقية؟
ضحى: لا.. سألحق بك..
عفاف: تصبحين على خير..
ضحى: وأنت من أهله..
(موسيقى تصحب نزول عفاف التي ما أن تر فتحي حتى تقول):
عفاف: تأخرت يا فتحي فأين كنت؟
فتحي: قل لها يا خالد.. أين كنَّا؟
خالد: كنا نستمع إلى محاضرة الدكتور الأستاذ منصور عن النظريات الاقتصادية المعاصرة.. ثم اشترينا تذاكر لحضور حفل البازار الخيري الذي تقيمه جمعية ((المرأة الفاضلة))..
فتحي: فهمت أين كنا؟
عفاف: بلى.. ولكني أثقلت على مدموزيل ضحى فقد حبستها في مكتبها أكثر من اللزوم..
(ويرى فتحي ضحى وهي تهم بركوب سيارتها فيقول):
فتحي: صحيح يا مدموزيل ضحى ما تقوله أختي عفاف؟
ضحى: ماذا قلت له يا عفاف؟
عفاف: قلت له تأخرك جعلني أثقل عليك..
ضحى: لا تصدقها يا فتحي فقد أسعدتني بوجودها..
عفاف: شكراً ذلك من كمالك ولطفك وإنسانيتك.. ما رأيك يا مدموزيل ضحى لو اسعدتينا بذهابك معنا لحضور حفل البازار الخيري الذي تقيمه جمعية ((المرأة الفاضلة))..
ضحى: أأنت ذاهبة إليه؟
عفاف: نعم..
ضحى: يا لها فرصة طيبة..
عفاف: ما رأيك نصرف سيارة مدام جوزفين ونذهب معاً في سيارتي..
ضحى: وهو كذلك.. شكراً..
(نسمع صوت المحرك وبعده نسمع صوت فتحي يقول):
فتحي: أنت عارف السكة يا سواق..
عفاف: إيه الكلام دا يا فتحي..
خالد: دعيه إنه يمزح يا عفاف..
عفاف: السواق الذي يمزح معه فتحي هو خالد صديق فتحي وزميله بالجامعة.
ضحى: أستاذ خالد..
خالد: نعم يا مدموزيل ضحى..
ضحى: أنا آسفة على إجابتي القاسية لك أمام المحامي السيد مجدي..
خالد: شكراً وأنا أعتذر أن سؤالي كان في غير محله..
فتحي: لازم نغرمك على سؤالك البايخ يا خالد..
ضحى: أتريد غرامة أكثر من السواقة.
خالد: هذا شرف لي يا مدموزيل…
ضحى: مرسي يا فندم..
فتحي: لقد ترفقت يا مدموزيل في الحكم عليه وأنا أطلب تشديد العقوبة..
خالد: أنا بأمركم..
فتحي: حكمت المحكمة على المدعو خالد العامري بحفلة غداء في بحيرة الغيوم وتحتفظ المحكمة بحق تعيين مبدأ تنفيذ العقوبة..
(يضحكون وتقول ضحى):
ضحى: حفلة الغداء عليّ أنا بعد يوم افتتاح المعرض..
خالد: شكراً.. ألا تشرفيني بهذه الحفلة يا آنسة وحفلتك نحتفظ بحقنا فيها إلى ما بعد افتتاح المعرض أو لأي وقت تختارينه..
فتحي: موافقون..
عفاف: هل أنت صاحب الحق يا فتحي حتى توافق..
ضحى: كلمتك ما تزال على الأرض يا فتحي.. موافقون.. (يضحكون)..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت دنقل يقول):
دنقل: ما دامت ليلى التي رأيتها في السجن هي ليست ليلى بنت عمك. هيا بنا إلى المنزل الذي تشتغل فيه ضحى..
فرهود: هيا بنا..
(نسمع صوت محرك السيارة يعقبه صوت دنقل وهو يقول):
دنقل: لعلّ ضحى هذه اسم على اسم كما كان ليلى اسم لليلى غير ابنة عمك..
فرهود: أنا من رأيك يا دنقل لكن..
دنقل: لكن ماذا؟
فرهود: قال بلى.. ولكن ليطمئن قلبي..
دنقل: ياه.. أنت تحب ابنة عمك حباً جنونياً. وإذا كانت بنفس حلاوة ليلى التي رأيناها في السجن فأنت معذور لو رحت على السرايا الصفراء..
فرهود: السرايا الصفراء يعني مستشفى المجانين..
دنقل: ايوا عقبال ما تكون من نزلائه..
فرهود: ولم هذه الدعوات الصالحات يا دنقل إن شاء الله صحبة أو جمعاً زي ما يقولوا هنا..
دنقل: هل وصلنا..
فرهود: وصلنا بعدما صرنا خالصين.. هذه هي الفيلا..
(تقف السيارة وينزلان ويسيران صوب الباب ثم يدق الجرس فيفتح بيومي الباب وما أن ير فرهود حتى يقول):
بيومي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. خير إن شاء الله يا حضرة..
فرهود: أنت عارف لأنك رأيت وجهي قبل اليوم..
بيومي: وزمارة رقبتك أيضاً..
دنقل: أتكلم يا حضرة من دون تريقة..
بيومي: وأنت ما دخلك في الموضوع يا حضرة.. أنت محاميه..
دنقل: لا.. أنا رفيقه..
بيومي: تشرفنا.. وعايز إيه يا رفيقه..
فرهود: نريد أن نعرف أين ضحى؟
بيومي: قلت لك يا أستاذ في المرة الماضية أن ضحى غير موجودة عندنا..
فرهود: لعلّها عادت بعدما خرجت.. لأن البقال الذي بجواركم يؤكد اشتغالها في هذه الفيلا..
بيومي: مع الأسف يا أستاذ ليس لدينا من يشتغل بهذا الاسم..
فرهود: شكراً..
بيومي: أرجوك يا حضرة تخفف من مشاويرك بعدما عرفت وعسى أنك اقتنعت..
فرهود: ألا تدلني أين أجدها..
بيومي: يا أخي أنا لا أعرف واحدة بهذا الاسم حتى أدلك عليها..
فرهود: يعني البقال كذاب..
بيومي: اسأله.. مع السلامة..
فرهود: أنا يا دنقل شايف أني سأحجز غرفة في السرايا الصفراء..
دنقل: لازم أحسن غرفة لأنك من الوزن الثقيل..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خطار يقول):
خطار: شيخ عامر.. شيخ عامر..
عامر: ما بك يا خطار..
خطار: تعال واجلس..
عامر: ما وراءك..
خطار: سأقص عليك هذه الرؤيا..
عامر: قل إن شاء الله رؤيا خير..
خطار: رأيت فيما يرى أني واقف أمام فيلا جميلة وقد أخذ مني الجوع والعطش مأخذه وكأني قادم من مكان بعيد مشياً على الأقدام وقد نفد آخر قرش في جيبي..
عامر: نعم وبعد..
خطار: فقلت في نفسي أطرق باب هذه الفيلا لعلّ من فيها يتحسنون علي بشيء يسد جوعي وعطشي.. فطرقت الباب.. وفتح الخادم وسألني فشكوت إليه حاجتي وإذا..
عامر: وإذا ماذا؟
خطار: وإذا بي أسمع صوتاً كأنه صوت ابنتي ليلى.. فما تمالكت شعوري فدفعت بالخادم وانطلقت وراء الصوت والخادم يصرخ خلفي: لص.. لص.. أمسكوه..
عامر: يا له من حلم.. وماذا بعد؟
خطار: ووصلت إلى مصدر الصوت وإذا أنا أمام ابنتي ليلى. فانهلت عليها لثماً وتقبيلاً وانخرطنا معاً في بكاء ونحيب ثم صحوت..
عامر: خيراً إن شاء الله.. إنه بشرى بقرب لقائك لليلى..
خطّار: بشرك الله بالخير.. بشرك الله بالخير.. هل من جديد عن ليلى من خالد؟
عامر: خالد كتب لي أنه وجد فتاةً بهذا ولكن اتضح أنها ليست هي..
خطار: لقد بدأ اليأس يتسرب إلى نفسي يا شيخ عامر..
عامر: لا تيأس وتوكل على الله ولا شك أنه سيكشف عنك هذه الغمة..
خطار: ولكن أصبحت شيخاً فانياً قدم في الأرض وأخرى في القبر.. أخشى أن أموت.. وأنا لم أر ليلى..
عامر: ما قدره الله سبحانه وتعالى سيكون فسلم أمرك إليه..
خطار: سلمت أمري لله. سلمت أمري لله..
عامر: هيا يا خطار تهيأ للسفر معنا..
خطار: إلى أين؟
عامر: إلى منازل الشيخ فرحان.. فنحن مدعوون لحضور أعراس أولاده الخمسة.. وستشهد أعراس البادية كما شهدت أعراس المدن..
خطار: شكراً وأنها فرصة للنسيان أيضاً..
عامر: بلى.. بلى.. هيا بنا..
خطار: هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت بيومي وهو يتكلم بالهاتف ويقول):
بيومي: هلا.. مين.. مدام انطوانيت.. ست ليلى موجودة.. قولي لها من فضلك بيومي..
ضحى: عم بيومي نهارك سعيد..
بيومي: نهارك فل وياسمين وورد.. ازي الحال..
ضحى: بخير ولله الحمد.. أنت أزيك..
بيومي: بخير..
ضحى: والست الكبيرة إن شاء الله مبسوطة من الممرضة الجديدة..
بيومي: يعني ولكن لن تجد من يملأ فراغك يا مدموزيل.. الست الكبيرة هي التي تقول ذلك وقد كلمت السيد الناظر عنك..
ضحى: جزاها الله عن كل خير.. هل سأل عني أحد؟
بيومي: نعم ومن أجل ذلك أنا طلبتك بالتليفون..
ضحى: مين يا عم بيومي..
بيومي: ابن عمك العزيز بسلامته..
ضحى: يا إلهي.. ألم يكف عن السؤال؟
بيومي: لقد حضر ومعه شخص آخر أخافني منظره..
ضحى: وماذا قلت له؟
بيومي: كالعادة لا أعرف ورجوته ألاَّ يريني وجهه بعد اليوم..
ضحى: كثر خيرك ربنا يكفيني شره.. شكراً على سؤالك يا عم بيومي. تحياتي واحترامي للست الكبيرة..
بيومي: لا شكر على واجب.. سلام عليكم..
ضحى: مع السلامة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 63
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج