شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 7 -
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عثمان يقول):
عثمان: يلوح لي يا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ موقفنا في الجهة الجنوبية من بلادنا سيختلف ظن الموقف في شرقها.
عقيل: كيف يا عثمان؟
عثمان: إقبال الناس على الدخول في الإسلام أقلَّ منه في الشرق والشمال أليس كذلك.
عقيل: بلى. بلى. ولكن ما هو السبب؟
عثمان: الجهة الجنوبية من هذه البلاد تزخر بجاليات من أعداء الإسلام الذين يحرضون الأهالي على عدم الدخول فيه.
عقيل: سندعوهم للإسلام ونخبرهم بين ثلاث. أما الدخول فيه، أو دفع الجزية، أو الحرب.
عثمان: ولكن دعاتنا قد انتشروا بينهم فوجدوا مقاومة مركزة ضد الإسلام.
عقيل: إذن فلا مفر من القتال.
عثمان: هذا ما أظن أننا سنكره عليه..
عقيل: هل لدينا العدد والعداد..
عثمان: أما العدد فكبير جداً وأما العدد فنحتاج إلى مزيد منها.
عقيل: ألا يمكن تدبر ذلك؟
عثمان: بعثت أشتري ما يلزمنا من تجار الأسلحة.
عقيل: بورك فيك ولكن.
عثمان: ولكن ماذا؟
عقيل: المال من أين تدبرته؟
عثمان: تجار الأسلحة يعرفونني ولي علاقات طيبة بهم وسيمدونني بما احتاج والتسديد قسم منه فوراً والقسم الآخر فيما بعد.
عقيل: أعانك الله وقوَّاك في خدمة الدين ورسوله.
عثمان: ربنا يتقبل منك الدعاء..
(يدخل سهيل مسرعاً والموسيقى مصاحبة فيقول له عقيل):
عقيل: ما وراءك يا سهيل؟
سهيل: لاحظت كشافتنا تجمعات غير عادية على ضفاف نهر جوبه..
عثمان: تجمعات على ضفاف نهر جوبه؟
سهيل: أجل يا عثمان أجل..
عثمان: لعلّها تجمعات المستقبلين..
سهيل: إن المجتمعين في كامل أسلحتهم وبينهم عدد ممن يضعون الصلبان على صدورهم..
عقيل: ما رأيك يا عثمان بعد ذلك؟
عثمان: أكاد أجزم أنها تجمعات لصدّ هذا الدين عن التقدم نحو الجنوب.
عقيل: إذن فالحرب واقعة لا محالة..
سهيل: أجل يا بن أبي طالب..
عثمان: فلنستعد لها ولتكن أنت قائدنا.
عقيل: لا بل أنت يا عثمان وأنا سيف من سيوفك..
عثمان: هذا غير ممكن..
عقيل: بل هو الذي سيكون فأنت أدرى ببلادك ومداخلها ومخارجها..
عثمان: إذن سأعده أمر منك..
عقيل: سمه ما شئت ونحن منذ الآن تحت تصرفك. فسر بنا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحج، آية 40).
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت حزقيال يقول):
حزقيال: لقد نجح المسعى يا عزرا. يا لأفكارك الشيطانية..
عزرا: كان من حسن الحظ يا حزقيال حضور مندوب البطريرك كرياكوس الأسقف انتياخوس.
حزقيال: وقد ألهب حضوره حماس الجماهير وعزمها على صد الاندفاع الإسلامي بكل الوسائل الممكنة.
عزرا: كان الأسقف انتياخوس بارعاً في مخاطبة الجماهير.
حزقيال: إنه خطيب رائع يعرف كيف يغزو العقول ومن ثم يسيطر عليها.
عزرا: أعرفت الخطة؟
حزقيال: أية خطة..
عزرا: خطة العمل بعد أن أصبحت الجماهير كالخاتم في إصبع الأسقف يحركها كيف يشاء..
حزقيال: لا أدري ولكن الذي أدريه هو..
عزرا: هو ماذا؟
حزقيال: هو أني مستعد لقتال المسلمين أكثر من أي وقت مضى.
عزرا: وهذا بالطبع من نتائج خطاب الأسقف.
حزقيال: ومتى كان اليهودي شجاعاً.
عزرا: هذا صحيح ولكن خطاب الأسقف فعل بك ما لم يفعله السحر.
حزقيال: أرجو أن يستمر مفعول هذا الخطاب أثناء المعركة المرتقبة مع المسلمين.
عزرا: لقد أنستني شجاعتك حديثنا عن الخطة.
حزقيال: صحيح يا عزرا صحيح. قل لي ما هي الخطة؟
عزرا: هجوم مباغت على المسلمين وإبادتهم عن بكرة أبيهم.
حزقيال: يا لها من خطة بارعة ولكن..
عزرا: ولكن ماذا؟
حزقيال: أترى المسلمين أغبياء إلى هذا الحد؟
عزرا: كيف؟.
حزقيال: كأن لا يحسبون لمثل هذه المباغتة.
عزرا: ولكن المسلمين ثملون بما حققوه من نصر للإسلام في المنطقة الشرقية..
حزقيال: ولكني أرى من الحكمة وسداد الرأي أن ينبه قائدنا إلى مثل هذه الأمور.
عزرا: هيا بنا إليه. هيا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت راحيل يقول):
راحيل: (بتنهد) ليت عزرا لم يدعنا للحضور من الكونغو..
راشيل: لماذا يا راحيل؟
راحيل: وتسألينني لماذا يا راشيل وأنت ترين أسباب مخاوفي..
راشيل: أتعنين القتال المرتقب مع المسلمين؟
راحيل: بلى. بلى. وهل خلق اليهود للقتال..؟
راشيل: ولكن..؟
راحيل: ولكن ماذا..؟
راشيل: عزرا يعلم الغيب حين أرسل يدعوكم للمجيء لعقد صفقات تجارية تدر أرباحاً طائلة.
راحيل: أين هي هذه الصفقات..؟
راشيل: لقد جمدها ارتقاب الناس للمعركة التي سنقضي فيها على المسلمين وبعدها يعم السلام والرخاء والاستقرار والطمأنينة.
راحيل: أواثقة من انتصارنا في المعركة..
راشيل: كل الثقة يا راحيل. وأنت؟
راحيل: أما أنا فجد خائفة وقلقة من أن تتحول المعركة لصالح المسلمين. ويكون زوجي وزوجك وقوداً لها..
راشيل: إنك تهولين الأمور ليست عندك من شجاعة زوجك حزقيال..
راحيل: ومتى أصبح حزقيال شجاعاً؟
راشيل: إنه مع زوجي عزرا في مقدمة الجيش ينتظر إشارة من قائده الأسقف انتياخوس للانقضاض على المسلمين..
راحيل: ليت الأسقف انتياخوس يكون وحده الضحية..
راشيل: راحيل.. راحيل.. ما بك. أبلغ بك المبلغ إلى هذا الحد؟
راحيل: لقد ترملت مرة يا راشيل ولا أريد أن أترمل ثانية..
راشيل: لا. لا. أمرك عجيب يا راحيل. لقد ثبط كلامك من ثقتي بانتصارنا على المسلمين.
راحيل: ليتني أستطيع اختطاف حزقيال من بين المقاتلين والعودة به إلي الكونغو.
راحيل: ألا يسرك أن ترى رأسه مكللاً بأكاليل النصر.
- أخشى أن أرى الطير تأكل رأسه..
راعيل: لا. لا. أنت فظيعة.. فظيعة.. سأهرب بعيداً عنك فقد حطمت أعصابي.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت انتياخوس الأسقف يقول):
انتياخوس: يا جنود الصليب. المعركة بيننا وبين المسلمين معركة حياة أو موت. واعلموا أنكم إن انتصرتم عليهم في هذه المرة فلن تقوم لهم قائمة بهذه الجهات بعد اليوم.
أصوات: الويل لهم. الموت لهم.
انتياخوس: خطتنا واضحة وقد فصلها لكم قوادكم..
أصوات: بلى. بلى.
حزقيال: اسمح لي يا جناب الأسقف القائد بالكلام..
انتياخوس: من أنت؟ ومن أي فصيل؟
حزقيال: أنا حزقيال من الفصيل العاشر. ألا تذكرني يا حضرة القائد؟
انتياخوس: تكلم ماذا تريد أن تقول؟
حزقيال: الخطة الموضوعة لي عليها اعتراض وقد أوضحته لقائد فصيلة ولكنه لم يستمع لقولي..
انتياخوس: حسناً. قل ما هو وجه اعتراضك على الخطة التي وضعتها؟
حزقيال: أتظن المسلمين أغبياء بحيث لم يرسلوا عيونهم ويكتشفوا تجمعاتنا هذه حتى يكون عنصر المباغتة في خطتك ناجحاً.
انتياخوس: عدد المسلمين قليل وسلاحهم ضئيل وهم ما يزالون ثملين بما حققوه من دعاية لدينهم في المنطقة الشرقية وما أظنهم يحسبون لمجابهتنا.
حزقيال: لقد رأيت دعاتهم قبل أيام بين ظهرانينا يبشرون بدينهم. ألا تعتقد يا جناب الأسقف أنهم وقفوا على استعداداتنا لقتالهم أو على الأقل.
انتياخوس: أو على الأقل ماذا؟
حزقيال: أصبح عندهم شك من جهتنا والشك يوجب الحذر والتحوط..
انتياخوس: إنك فيلسوف يا حزقيال. لعلّك طالعت كثيراً من كتب الإغريق فأصبحت لك ملكة حب الجدل والسفسطائية.
حزقيال: لعمرك يا جناب السقف لم أقرأ في حياتي كتاباً من كتب الإغريق وما سمعته مني هو من قبيل الاحتياط للطوارىء من جهة وتبادل الرأي من جهة أخرى.
انتياخوس: خطتنا وضعت بعد دراسة وافية للأمر..
حزقيال: ونحن معك حتى النصر.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عقيل بن أبي طالب يقول):
عقيل: ما هي آخر الأخبار عن أعداء هذا الدين..؟
عثمان: لقد تجمعوا للكيد لهذا الدين وأهله.
عقيل: وسيرتد كيدهم إلى نحورهم بإذن الله. وما هي خط خطتهم؟
عثمان: المباغتة.
عقيل: أيظنوننا نائمين غافلين عما يبيتونه لنا.
عثمان: هكذا يخيل إليهم ولعمري أنه من حسن الحظ ويمن التوفيق وستكون مباغتتهم شراً عليهم لا علينا..
عقيل: ومتى سيقومون بهذه المباغتة..
عثمان: الليلة يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم..
عقيل: ولا شك أنك أعددت لكل شيء عدته..
عثمان: بلى. بلى.
عقيل: عسى أنك وضعت المهاجرين منا في المقدمة وأنا معهم فإني تواق للاستشهاد في سبيل الله..
عثمان: لقد رتبت الأمور حسب مقتضياتها ولا سيما بعد أن نولتموني شرف القيادة..
عقيل: هذا صحيح وإنك والله القائد الكفء.
عثمان: أدع الله لنا بالنصر الذي وعد بد عباده المؤمنين..
عقيل: اللَّهم آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد..
عثمان: والآن استميحك الذهاب لتفقد رجالنا فإني أنتظر هجوم الأعداء بين الحين والآخر..
عقيل: وأنا سأذهب حيث وضعتني..
عثمان: وفي المقدمة كما طلبت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها أقدام جنود الأعداء ونسمع بعدها صوت انتياخوس يقول):
انتياخوس: لقد اقتربنا من مضارب المسلمين. خففوا وطأ أقدامكم حتى لا يشعروا بنا. وإياكم والهجوم قبل أن يقرع الناقوس.
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عثمان يقول):
عثمان: ها هم يدنون من مضاربنا يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عقيل: بلى. يا عثمان. وأراهم يزحفون بأعداد وفيرة..
عثمان: إنها معركة حياة أو موت بالنسبة لهم ولنا.
عقيل: ما هذا يا عثمان؟
عثمان: كل الاستعداد..
(نسمع أصواتاً غريبة وحشية صادرة من المهاجمين تختلط بصليل السيوف وسقوط القتلى وأنين الجرحى وصوت عثمان يقول):
عثمان: الله أكبر الله اكبر الله أكبر.. اهجموا. دافعوا عن هذا الدين.
عقيل: يا معشر المسلمين إنهم ينهزمون. سدوا عليهم الطرق.
عثمان: الله أكبر الله أكبر. قتل عدو الله قائدهم انتياخوس. إنهم يفرون لا يلوون على شيء (نسمع عويلهم وهم ينهزمون).
عقيل: الحمد لله الذي صدق وعده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :868  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.