شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة - 10 -
سلوى: إيه هو اللي مش معقول يا عايدة..
عايدة: وصول فريد وفوزي فجأة..
سلوى: أجادة فيما تقولين.. فريد وفوزي يصلان قبل الموعد المقرر.. لوصولهما. أترى أخاك يهزل أو يمزح..
عايدة: خذي كلميه..
(وتأخذ سلوى السماعة من يد عايدة وتقول):
سلوى: مرحباً صادق.. أنت تضحك علينا ولا إيش.. طيب كيف وصلوا.. باخرتهم لم ترسو بأحد المواني بسبب العواصف.. خذي يا عايدة..
عايدة: طيب فوزي فين نَزَّلتوه.. تقول إيه.. نازل في بيت فريد.. يعني البرنامج تغير.. طيب تقدر تجينا حالاً.. حسناً بانتظارك..
سلوى: يظهر إنّو باخرتهم ما قدرت ترسي بأحد المواني التي كان مقرر أنها أن ترسو به فتغير موعد وصولها.. وعلى كل حال الحمد لله على سلامتهم..
عايدة: صحيح.. الحمد لله على سلامتهم بس من الصعب إنو فريد يخلي.. ((فوزي)) ينزل في الفندق وبيته زي ما أنت عارفه واسع وفيه كل إمكانات الراحة..
(يدخل والد عايدة وهو يقول والموسيقى مصاحبة).
مصطفى: أنسوكم فوزي وفريد..
سلوى: أنسنا بوجودك يا عمي..
عايدة: أنس الله بحياتك يا والدي..
مصطفى: وكانت مفاجأة لي عندما هاتفني (فريد) يخبرني بوصوله مع ((فوزي)) قبل الموعد السابق بيومين..
عايدة: لأنهم لم يمروا بأحد المواني المحددة في طريقهم بسبب العواصف..
مصطفى: إيش أنتو عندكم الخبر..
سلوى: ايوا يا عمي ((صادق)) كلمنا بالتليفون واحنا منتظرين قدومه..
مصطفى: أظنه سيتأخر قليلاً..
عايدة: لماذا يا أبي..
مصطفى: لأن موعد الحفلة التي كنا سنقيمها على شرف ((فوزي)) و ((فريد)) في الفندق تغير فلازم عمل ترتيب جديد وموعد جديد وتغيير في بطاقات الدعوة..
سلوى: عملوا لنا شغلانه.. وتعب زيادة..
مصطفى: كله يهون في سبيل تكريم فوزي يا بنتي ((سلوى)).
سلوى: ربنا يطول في عمرك..
عايدة: وبقية مواد البرنامج بالطبع سيطرأ عليها بالتبعية بعض التغييرات..
مصطفى: أهم مادة في البرنامج كانت الحفلة.. أما بقية البرنامج فتعديلها بسيط..
سلوى: ومسألة نزول ((فوزي)) في دار فريد اعتبرت أمراً واقعاً يا عمي..
مصطفى: بالطبع يا بنتي ولا سيما وعلاقة ((فريد)) بفوزي كما تعرفين..
سلوى: أنا استأذن يا عمي..
مصطفى: لا.. لا.. لازم تتغدى معنا.. صادق.. سيأتي عما قريب وسنتدارس معه الترتيبات والتعديلات الطارئة..
عايدة: اسمعي كلام بابا يا سلوى..
سلوى: أمرك يا عمي..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((فوزي))):
فوزي: يظهر العم مصطفى عامل لنا برنامج طويل وعريض يا ليتك يا فريد لم تخبره بموعد وصولنا..
فريد: واجبك كبير يا ((فوزي)) ومعزتك عند العم ((مصطفى)) وولده ((صادق)) فوق الوصف والبيان..
فوزي: لكن ما قمت به نحوهم في محنتهم كان بدافع إنساني وأخوي..
فريد: بدافع إنساني وأخوي.. المهم كنت لهم ملاك رحمة في ظلمة الحادث الفظيع..
فوزي: أنا في قرارة نفسي غير مرتاح لبرنامج التكريم..
فريد: لماذا..
فوزي: أتدري لماذا لأن التكريم كان يجب أن يكون لك وليس لي فأنت الذي أعليت شأن دينك ورفعت اسم بلدك عالياً..
فريد: ولكن تكريم بعض مواطنين لك هو تكريم لي.. ثم إن الحفل الذي سيقيمونه إنما هو وفاء لبعض واجبك عليهم..
فوزي: على كل حال، جزاهم الله عما يقومون به نحوي خير الجزاء.. قل لي يا فريد..
فريد: تفضل..
فوزي: ألا سبيل إلى التحلل من بعض ما جاء في البرنامج.. فهو كما ترى مزدحم كأنما عمل لشخصية كبيرة لا لإنسان بسيط مثلي..
فريد: لقد قلت لك إن موضوع التكريم إنما هو سداد لبعض معروف أسديته.. أما التحلل من بعض مواد البرنامج فسأسعى مع صادق وسامي لإلغائها..
فوزي: على فكرة يا فريد.. أنا معجب بسامي.. لقد كنت أستكبر ما كنت.. تقوله لي عنه، فلما رأيته ((صفَّرَ الخبرَ الخُبْرُ))..
فريد: يا سلام يا ((فوزي)) أراك بدأت تستشهد بالشعر..
فوزي: هي العدوى وقد جاءتني منك..
فريد: ستشفى منها عندما تعود إلى موطن عملك..
فوزي: من يدري فقد لا أشفى منها..
فريد: إذن فارحل واسكن معي..
فوزي: وعملي..
فريد: يمكنني مساعدتك مادياً على القيام بمشروع تجاري ولا سيما مجال العمل واسع في بلادي..
فوزي: ولكني مسرور بعملي وناجح فيه كما تعلم والحمد لله..
فريد: كما تشاء يا فوزي..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سامي يقول):
سامي: أنا مخجول منك يا صادق..
صادق: على إيش يا سامي..
سامي: على أنني تاركك وحدك في الميدان وأنا..
صادق: وأنت تناضل في ميدان الدراسة وهو أهم..
سامي: كان يجب أن أعتذر عن عضوية لجنة الاحتفال بسبب دراستي..
صادق: أفكارك النيرة يا سامي تكفيني عن قيامك بالأعمال الجسمانية وأنا.. عندي فراغ كبير أقطعه في مثل هذه الأعمال..
سامي: شكراً على اختراعك الأعذار عني..
صادق: لا أعذار ولا يحزنون أنا قلت الحقيقة.. أفكارك التي تزودني بها بين الحين والآخر أفيد لي من مشاركتك الجسدية..
سامي: شكراً.. قل لي..
صادق: تفضل..
سامي: هل دعوتم الإذاعة والتلفزيون للاشتراك في حفل التكريم..
صادق: (يضرب كفاً على كف ويقول) لا.. أما قلت لك يا سامي إن آراءك خير لي من أي جهد جسماني تقوم به.. لقد نسيت ولكني سأفعل شكراً.. سأدعوهم..
سامي: حسناً بالطبع اتفقتم مع أحد المصورين لأخذ صور تذكارية للحفل..
صادق: وهذه فاتتني يا صادق.. وسأتداركها.. فكر كمان يا سامي..
سامي: بالطبع لديك قائمة بجميع ماهيَّات الحفل..
صادق: أجل.. أجل..
سامي: أطلعني عليها..
صادق: تفضل.. خذها..
سامي: هل تسمح لي بمراجعتها..
صادق: خذ حريتك.. بينما أمتع ناظري بمكتبتك العامرة..
سامي: إنها مكتبة بسيطة.. تفضل..
صادق: إنها في منتهى التنسيق والأناقة..
(وينتهي سامي من قراءة القائمة ثم يقول):
سامي: القائمة محتوية على كل المطلوب.. الله يعطيك العافية..
صادق: الله يعافيك.. طيب أنا استأذن..
سامي: مع السلامة وإلى اللقاء..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت فريد يقول):
فريد: ما لي أراك ساهماً واجماً يا فوزي… أتشكو من شيء يا عزيزي..
فوزي: لا… ولكن..
فريد: ولكن ماذا..
فوزي: لا أدري ماذا أقول يا صديقي.. إنني أشعر بأحاسيس غريبة بعد العشاء العائلي الذي دعانا إليه العم مصطفى في داره..
فريد: ماذا تقصد..
فوزي: لا أدري يا فريد.. دعني فقد يكون ما أحسّ به حالة طارئة ستزول..
فريد: ولكني صديقك بل وأخوك ويجب أن تفتح لي صدرك.. هل أزعجك شيء في حفلة البارحة..؟!
فوزي: وأي إزعاج..
فريد: (ويعتدل فريد في جلسته ويقول) إزعاج! ما الذي أزعجك يا صديقي وقد كنت موضع رعاية الجميع وعنايتهم..
فوزي: (ويضحك فوزي ويقول..) أزعجتني سلوى..
فريد: سلوى خالة سامي..
فوزي: أجل يا فريد.. أجل..
فريد: ماذا قالت لك.. ماذا فعلت معك حتى أكلم سامي ليعاتبها..
فوزي: (ممعناً في ضحكه) يقولون عنك إنك واسع الخيال.. وإن خيالك دائماً في رحلة ولكن..
فريد: ولكن ماذا..
فوزي: رحلة خيالك هذه المرة محدودة الأفق..
فريد: (ويضرب على جبينه ويقول): صدقت خيالي بدأ ينضب وتفكيري أخذ يتبلد.. الآن أدركت.. يا لغبائي..
فوزي: الحمد لله.. اعرفت..
فريد: نعم.. نعم..
فوزي: ما رأيك..
فريد: طبيت بسرعة..
فوزي: وغرقت لشوشتي..
فريد: والله وقعت يا حلو.. إنها نعم الفتاة خَلقاً وخُلقاً ولكن..
فوزي: ولكن ماذا..
فريد: لاحظت.. أقول بصراحة..
فوزي: قل لا عليك.. قل..
فريد: لاحظت عطفاً خاصاً من ((عايدة)) عليك..
فوزي: ولكني لم أشعر به..
فريد: طبعاً لانشغالك ب- ((سلوى))..
فوزي: ولكني أعلم فيما أعلم أن ((عايدة)) هي فتاة أحلامك يا فريد..
فريد: قلت لك من قبل لا تنكأ الجراح.. كانت حقاً ولكن ((أيام زمان))..
فوزي: أنا آسف يا فريد.. ولكنك أنت فتحت الباب..
فريد: أرى أن الصراع بين ((سلوى)) و((عايدة)) الصديقتين سيكون.. شديداً ومريراً..
فوزي: أنا كنت ألمس أيام الكارثة التي حلت بأخي ((عايدة)) أنها تميل إلي ولكني كنت أفسره بأنه اعتراف بالجميل..
فريد: ولكني أراه اليوم يا فوزي ثورة حب عارمة نحوك..
فوزي: لعلَّ ذلك من وحي خيالك.. وما أكثر رحلاتك الخيالية..
فريد: و((سلوى)) كما يلوح لي.. أو كما أراها في مرآة خيالي هي الأخرى تحبك ولكنها..
فوزي: ولكنها ماذا..
فريد: كأني بها تعرف من قبل أن ((عايدة)) تميل إليك فهي لهذا تكبح جماح عواطفها ولكن إلى متى..
فوزي: ولكن يا عزيزي أنا لا أشعر بأي انعطاف نحو ((عايدة)) وإن كنت أجلها وأحترمها وأهنىء سلفاً من ستكون زوجته..
فريد: غريب أنت يا فوزي..
فوزي: كيف يا فريد..؟
فريد: الحب يسعى إليك وأنت لا تدري به..
فوزي: حتى ولو كنت أدرى به فأنا مجنون ((سلوى)) وسلوى لا غير..
فريد: حسناً ولكن ما هو هدفك من وراء حبك ((لسلوى))..؟
فوزي: هدف كل إنسان شريف.. الزواج.. في حال التجاوب العاطفي..
فريد: هل تسمح لي بأن أجس النبض..
فوزي: من الآن وقد فوضتك وأوقع لك على بياض..
فريد: نصيحتي أن تفرمل عواطفك.. إن علاقة ((سلوى)) ((بعايدة)) علاقة قوية.. جداً وأخشى…
فوزي: تخشى ماذا..
فريد: أن تضحي ((سلوى)) بمشاعرها على مذبح صداقتها ((لعايدة))..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :610  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج