شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسلمون في سانتياجو (1)
(عاصمة جمهورية تشيلي)
يبلغ عدد المسلمين في سانتياجو وبقية المدن الأخرى من جمهورية تشيلي كما أحصتهم جمعية الاتحاد الإسلامي هناك، ما يقارب من ثلاثين ألف مسلم تقطن الأكثرية منهم في مدينة (سانتياجو) عاصمة تشيلي وهم خليط من العرب الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين وبعض الهنود والملايويين والتشيليين الذين اعتنقوا الإسلام.
وللمسلمين هناك جمعية تسمى جمعية الاتحاد الإسلامي تأسست بمدينة سانتياجو في 25 أيلول 1926 - ومعترف بها رسمياً. ومنذ قيام هذه الجمعية وهي تعمل على توحيد كلمة المسلمين في جمهورية تشيلي وبث روح الآخر والتآلف بينهم وتقديم المساعدات إلى المعوزين منهم ومن أهل البلاد الأصليين.
وتستأجر الجمعية شقة بسيطة تتخذ منها مكتباً لضمان استمرار الاعتراف بشرعيتها ولم تستطع الجمعية - بالرغم من محاولاتها المتكررة - شراء وتشييد مركز لها تتخذ منه مصلى ومدرسة لتعليم الدين ولغة القرآن الكريم ويرجع فشل الجمعية إلى عجزها المادي ذلك لأن معظم المسلمين في تشيلي من ذوي الدخل المتوسط أو الدخل المحدود، والأغنياء منهم يعدون على الأصابع. والدخل المحدود ظاهرة ملموسة بين المسلمين من سكان أمريكا الجنوبية. وجل ما استطاعت أن تفعله هذه الجمعية هو بناء مقبرة إسلامية لدفن موتاهم بعد أن كانوا يدفنون في مقابر المسيحيين من دون أن يصلى عليهم.
وبالنظر لعدم استطاعة المسلمين هناك بناء أو شراء مركز يجمعهم بالرغم من كتاباتهم للدول والمؤسسات والهيئات الإسلامية باسطين لهم ما هم فيه من أخطار تتهدد عقيدتهم ووجودهم كمسلمين في هذا الجزء النائي من العالم فقد ساورهم اليأس والألم المرير والخيبة. وكانت الإرساليات التبشيرية تراقب عن كثب، فلما علمت بخيبتهم ويأسهم جاءتهم بعروضها السخية ومغرياتها البراقة فارتد والعياذ بالله بعض من المسلمين وقد تحدثت إلى بعض هؤلاء المرتدين الذين ما يزالون يحملون أسماء إسلامية كالحسن والحسين وعلي وكانت إجاباتهم واحدة: تركتمونا وأهملتمونا وسدت النصرانية سبل العيش في وجوهنا من جهة ومدت لنا معطياتها ومغرياتها من جهة أخرى فتلفتنا هنا وهناك لعلّنا نجد من قادة المسلمين وزعمائهم من يدفع عنا هذا الخطر الداهم فلم نجد أحداً مع الأسف. وهكذا وقعنا والحبل على الجرار ثم ودعوني بابتسامة صفراء تطفح بالسخرية والازدراء فأنكفأت راجعاً وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وتبلغ مأساة المسلمين ذروتها حين تسمع عن تزاوج بين بنات المسلمين وشباب المسيحيين والمشركين التشيليين ولقد حدثني أكثر من أخ مسلم هناك أن لدى أحدهم بنتين بلغتا سن الزواج وأن والدهما خشية تزوجهما من مسيحيين يقيم الولائم والحفلات في داره ويدعو شباب المسلمين إليها لعلّهم يرون بناته فيتزوجون بهما.
ولقد قال لي أحد المسلمين أنه حين رزق بابنة راودته نفسه أن يئدها كما كانت تفعل بعض القبائل العربية في الجاهلية ولم يخلص من هذا النوع إلا بعد أن أرسل ابنته إلى بعض أقاربه في سوريا.
كيف نعالج هذه المعضلة
اجتمعت أثناء وجودي في سانتياجو بزعماء المسلمين فيها مرات ومرات وتداولنا في الأمر وناقشناه وقلبناه على وجوهه فلم نجد حلاً لهذه المعضلة سوى إيجاد مركز يتلاقى فيه المسلمون ويتخذون منه مصلى ومدرسة ومن ساحته ميداناً لمزاولة بعض النشاطات الرياضية والتسلية البريئة، وقد سألتهم عن تكاليف شراء أي بناء لهذه الغاية فأجاب رئيس للجمعية السيد محمد توفيق روميه بما يلي:
قبل أن تستولي العناصر الشيوعية على السلطة في التمثيل كان أي بناء يمكن تحويله إلى مركز إسلامي ويحتوي على حديقة واسعة يكلف ما يزيد على مائتي ألف دولار أمريكي. أما اليوم وبعد أن بدأ النظام الشيوعي في تشيلي بمصادرة الأموال والمصالح الأجنبية وأملاك الرأسماليين بغية تطبيق المبادىء الماركسية اللينينية فقد بدأ الكثير من المغتربين ومن أبناء البلاد بالهجرة وهم يبيعون بيوتهم وممتلكاتهم بأقل من ربع ثمنها الحقيقي لهذا السبب يمكن اليوم شراء دور كانت تكلف سابقاً مائتي ألف دولار بـ 30 ألف دولار. وبما أن الجالية الإسلامية ليست لديها المقدرة على جمع هذا المبلغ فإننا نلتمس من حضرة صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين وإمام المسلمين جلالة الملك فيصل أن يتفضل علينا بهذا المبلغ الذي سنستطيع به تحقيق هذه الأمنية الغالية كما نرجو في حالة تكرم جلالته بهذا التبرع أن يأمر بتحويله على ممثليه جلالته في فنزويلا وأن يأمرها بتشكيل لجنة من أعضاء السفارة فيها وبعض قادة جمعية الاتحاد ليتم بواسطتهم شراء المركز الذي نرجوه.
ثم أردف قائلاً: وإني أؤكد لك أن الجالية الإسلامية سوف تتكفل بتأثيث المركز والمسجد والمدرسة وبنفقات إدارته وصيانته وما عليكم إلاّ أن تزودونا بالكتب الدينية والمدرسية والمجلات والصحف.
فوعدتهم بنقل ملتمسهم هذا إلى الأمانة العامة للرابطة لترفعه إلى المقام السامي. وقد تلقت الأمانة العامة قبل أيام خطاباً من رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي هناك مؤرخاً 28/8/1971 وفيه تعزيز للمحادثة التي جرت بيننا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1024  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج