شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بدلة العيد
وإذا كانت العشرة الأولى من ليالي رمضان، نشط سوق البزازين والقماشين وراجت بضائعهم وانتفض الخياطون يواصلون ليلهم بالنهار في التفصيل وأخذ المقص يعمل في أنواع الثياب والجيب و(الشايات) وكانت (الأكوات) أو (البالطوات) مما لا ينظر إليه بعين الرضاء من القدامى الأولين، فإنه من ألبسة وأزياء المقلدين للإفرنج فإن كل أب أو عم أو خال مسئول عن رعيته. فلا يجوز له أن يعودهم ما لم يعتادوا من الزي الجديد، وقصاراه أن يعمل لابنه العزيز واحداً أو أكثر (جبه مفضضة) وشاية لمن (الأبريسم) أو (المصري) أو (الشامي) أو القماش الملون بالأحمر. والمزركش بالرغلة أو المكلل (بالشبر) ويختم ذلك فوق رأسه (بعمامة) ضخمة من الكوافي المقصص الألفية ويكون لها قرص من الفضة المموهة بالذهب ودائرها من الشاش المسدى بالصب وفي قدمه حاشا المقام "نعل مختصر" أو ما لا أدري الآن لبعد العهد به فإذا أراد ناقد بصير أن يزن كل هذه المجموعة - فإن الحاصل يزيد على وزن الطفل المسكين مرات عديدة، فإذا حمل كل هذا الثقل وصار في طريقه صبيحة يوم العيد كان كمن يرسف في القيود فلا ينقل خطوة إلا بعد أن يشهق ويزفر ويقوم ويعثر.
وقد أنقذ الله الجيل الحاضر وأراحه من هذه (الخزعبلات) التي ما أنزل الله بها من سلطان كما تنفست الصعداء جيوب الوالدين إنهم حرصوا عليها من جانبهم لما وجدوا غلاماً واحداً يخضع لها ويحفل عنها وكذلك الدهر حال بعد حال.
على أن ما يحسبه المكلف قد خف عبؤه عن القديم. قد تجد الفرق فيه مضاعفاً إلى ما جد في زماننا هذا من أوضاع لا تهادن جيوب الكثرة الساحقة من متوسطي الحال ومحدودي الدخل والقول الفصل في هذا وغيره.. هو المثل الدارج (مد رجلك على قد لحافك) (وما تجود يد إلا بما تجد).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 831 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان الشامي

[الأعمال الكاملة: 1992]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج