قال الإمام ابن القيم: "وفي السنن عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه: قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى يستاك وهو صائم" وقال البخاري: قال ابن عمر: "يستاك الصائم أول النهار وآخره". وأجمع الناس: على أن الصائم يتمضمض وجوباً واستحباباً، والمضمضة أبلغ من السواك، وليس لله غرض في التقرب إليه بالرائحة الكريهة، ولا هي من جنس ما شرع التعبد به، وإنما ذكر "طيب الخلوف عند الله يوم القيامة" حثاً منه على الصوم لا حثاً على إبقاء الرائحة..بل الصائم أحوج إلى السواك الفطر. الخ.
* * *
قلت: يرحم الله الإمام ابن القيم فإن من العامة من يحسب أن الخلوف مستحباً.. فهو يستبح لو تأذى به من حوله، اعتقاداً أنه مطلوب ومحبوب وجهلاً بالهدف الصحيح المراد من طيب المخلوف ومع ذلك فقد عقب على كلامه السالف الذكر بهذه الجملة: (معناه فإن الخلوف لا يزول بالسواك فإن سببه قائم وهو: خلو المعدة عن الطعام وإنما يزول أثره وهو المنعقد على الأسنان واللثة) فليفهم هذا اللذين يحرصون على طاعة الله ورسوله، فإن السواك مرضاة للرب ومرضاته كما يقول الإمام المشار إليه مطلوبه في الصوم أشد من طلبها في الفطر.