يطلق الناس على الصوت الجميل إذا ما ترنم به أحدهم في قطعة شعرية شائقة أو رائعة.. (المجس) ويجمعونه على (مجسات). ولم أهتد إلى سر هذه التسمية فيما وقفت عليه من مأثور ومنقول ومخطوط ومطبوع.. غير أنني قرأت أبياتاً لشاعر جاء منها قوله:
فظلـت تطـارح أوتـاره
بأهزاجـها - وبأرمـالها
وتعمل جساً لجـس العروق
وتلوي الملاوي بأمثـالها
* * *
واستنتجت من ذلك أن القدماء سموا ذلك بالمجس لأنه يجس نبض قلوبهم أو عروقهم، ويحرك ساكن لواعجهم.. ويثير كامن أشجانهم.. وفي اللغة: جسه بيده ليتعرفه - والأرض وطئها.. وجسه بعينيه أحدّ النظر إليه ليتبينه فكأنما المجس للمنشد.. كالمجبر للجراح أو الطبيب، والمجسة أيضاً موضع اللمس.. ومن هنا اتضح القصد وزال اللبس.. وكفانا الله شر المس.