حكى المؤرخون عن احتفالات الأعراس في العصور الإسلامية الذهبية ما لا يكاد يصدقه العقل ولا يحيط به الإدراك في السرف والترف والمغالاة في المظاهر ومن ذلك أنه "لما كانت ليلة البناء وجليت بوران بنت الحسن على المأمون فرش لها حصير من الذهب وجيء بمكتل مرصع بالجواهر فيه درر كبار نثرت على النساء، وفيهن زبيدة - وحمدونة بنت الرشيد، فما مست إحداهن من الدر شيئاً، فقال المأمون: شرفن أبا محمد وأكرمنه... فمدت كل واحدة منهن يدها فأخذت درة فبقي سائر الدر يلوح على ذلك الحصير الذهب ويتلألأ...".
* * *
قلت: وأين الثرى من الثريا؟ وهذا أصل النثرة أو النثيرة ولعلَّها أسبق تاريخاً وأوسع نطاقاً من هذا الذي قرأناه".. وتختلف أشكالها وأقيامها باختلاف الأزمنة والأمكنة والظروف والبيئات.. وقد تأثرت بها البيوت والعوائل فأبين إلا أن يحافظن على هذا التقليد بأي وضع يكون.. ولا بأس أن يمثل دوره في (قطع صغيرة) من الفضة.. أو من النيكل.. وحتى من الحمص- والفشار)، كما كان يفعل ذلك أيام الصرورات. أو (الصرارات) بعد انقضاء الزيارات وبين ضجيج الزفاف والنقارا. وشتان بين ما كان.. وما يجب أن يكون.. ولكنه مجرد التقليد وكان الله في عون الضعيف، والناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم ولا بد من هجر ما يضر والاستحسان بما ينفع والرجوع إلى هدى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح فهو طريق النجاة وبه يصلح أمر الدنيا والآخرة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.