عن شقيق بن سلمة قال: ودخلت على سلمان الفارسي فأخرج إلي خبزاً وملحاً وقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن يتكلف أحد لأحد لتكلفت ذلك...
* * *
وما أحوج الناس في هذا الزمان -وقد غلا فيه كل شيء- إلى الأخذ بهذه السنة في عدم التكلف فإنهم ما يزالون يصعدون فيها ولا يلوون.. ويزيدون ولا ينقصون. وذلك في واقعه الصحيح، وحب للقطيعة لا الصلة.. وما أجدرنا باتباع قوله تعالى: وَاْلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُروُاْ وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً(1).. وقديماً قال العقلاء (الجود بالموجود).. وما دخل على الناس شر من التقليد والمباهاة.. والله لا يحب المسرفين.