شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ما إِنْ رميتَ ولكنَّ الإله رَمَى (1)
الشعبُ نحوكَ يا مولاي ظمآنُ
شَوقاً ولكَّنهُ بالنَّصرِ ريَّانُ
خوَّلتهُ العِزَّ عقودَ اللواءِ على
"تاجٍ" برأسِكَ أضحى وهو مُزدانُ
ما انفكَّ يخطو على هَامِ العُلى خَبَباً
وكُلُّ ساحاتِه بيضٌ ومُرَّانُ
إن أشرعتْ فجنودُ اللهِ مُطبقةٌ
على العَدوَّ ومن في قلبِه رَانُ
كم حاول البغيُ بثَّ السُّوءِ مُبتدأً
فارتدَّ مُنتكِصاً والشرُّ عُريانُ
وكم صفحتَ امتناناً بعدَمَا انطلقتْ
يَدُ الجزاءِ وقلبُ الجيشِ حَردانُ
جاوزتَ بالحلِم من سارَ المِثالُ بهم
قُدُماً فأنت لهْم في الفضلِ عِنوانُ
إنَّ (الجزيرةَ) من أقصى الشَّمالِ إلى
أقصى الجنوبِ لأهلِ الضَّادِ أوطانُ
لا فرقَ في الحِسَّ والنَّجوى وإن شَطَحتْ
بنا المَوامي ودسَّ الحقدَ خَوَّانُ
فما الرياضُ سوى (أمِّ القُرى) وطناً
وما دمشقُ سوى (صَنعا) وبغدانُ
ونحن في الدين والفُصحى بنو رَحِمٍ
وفي سَائرَهَا لا شك لَهفانُ
عهدٌ ولو مادَ "رَضوى" أو هوى حِصَنٌ
واندكَّ دون اتحادِ العُرب ثَهلانُ
ونحن باللهِ نَرجو أنْ يَدومَ لنا
عِزٌّ دعائِمُهِ عَدلٌ وإِحسانُ
فلا حَياةَ لنا إلاّ بنُصرَتِهِ
ولن يَذَلَّ على الإِخلاصِ غَيرانُ
ماالمجدُ لهوٌ وتخريفٌ وشنشنةٌ
ولا ادعاءٌ وتفريطٌ وإدغانُ
المجدُ سيفٌ وإِقدامٌ وتَضحيةٌ
والمجدُ عدلٌ وإصلاحٌ وعمرانُ
والمجدُ (دِينٌ وتوحيدٌ) على سَنن
مضى عليه الألى بالفتحِ قد بَانوا
كانوا ولا شيءَ من غِلَّ ومن حَسدٍ
عَوناً على الحقِّ مهما لاَحَ طُغيانُ
فاستسهَلوا الصَّعبَ واقتادتْ لهم أُممٌ
عَظيمةٌ وعنتْ فُرسٌ ورُمانُ
(كانوا مُلوكاً سريرُ الشرقِ تحتَهُمُ
فهل سألتَ سريرَ الغَربِ ما كانوا)
(عالينَ كالشمسِ من أَطرافِ دَولتِها
في كُلَِّ ناحيةٍ ملكٌ وسُلطانُ)
يا من أناطَ (الثُّريا) في خَمائِلِهِ
ومن تَسامتْ بِهِ في المجدِ عَدنانُ
خَلَّ (الأبالسِ) فيما يعمهونَ بِهِ
فكلُّ ما نَقِموا إفكٌ وبُهتانُ
لو يعلمُ اللهُ خيراً في نُفُوسِهِمُ
ما كان يَلحَقُهُم ضيمٌ وخُسرانُ
فكلُّ من لمْ يُنَقَّ القلبَ عن دَنَسٍ
فإنَّهُ جَلَّ من سَوّاك نَدمانُ
من يتَّقِ اللهَ يُحمدُ في عَوَاقِبِهِ
ويكفِهِ شَرَّ مَنْ عَزُّوا ومَنْ هَانوا
وأنت مُنذُ استعَنتَ اللهَ في مِننٍ
تَتْرى ويَمتدُّ منها الدَّهرَ أَفنانُ
ما إنْ رميتَ ولكنَّ الإلهَ رمى
فاحفظْهُ يحفظْكَ مهما ضَلَّ حَيْرانُ
وإنَّ قومَك بالطاعاتِ قد ظَفِروا
فلن يُخيفَهُم في الرَّوعِ عِصيانُ
قد بايعوا اللهَ في يُمناكَ واشتملوا
على السلاحِ وحولَ الشيبِ شِبّانُ
همُ السّنامُ وفي أيمانِهم عِبرٌ
لم تروِهَا في الوغى عَبسٌ وذِبيانُ
لا يذهبونَ مع الأحلامِ في سِنَةٍ
ولا تطيرُ بِهم في الجورِ غُربَانُ
يستعذبونَ الحِمامَ المُرَّ في شَرفٍ
وهم إذا جَاءَ وعدُ الحقَّ إخوانُ
إذا تنادوا إلى الهَيجاءِ بَادرَهَا
حِمْسٌ كأنهمُ أُسدٌ وعُقبانُ
لا تستطيعُ المنايا الغُلبُ وَقْفَهمُ
عن الجهادِ ولو لم يبقْ جُثمانُ
تلك العزائمُ في الإِسلامِ بالغةٌ
باللهِ ما شَهدتْ صَبياً وجِيرانُ
* * *
(مولاي) حسبُكَ هذا الفَخرُ مُرتجزاً
كأنَّما صَوتُه في الخُلدِ رنَّانُ
لو كان لي مِقوَلُ الدنيا بأجمعِها
لكي أُشيدَ به لم يُوفِ تِبيانُ
فأنت فوقَ الذي يَسطيعُه قَلمي
ولو تمثَّلَ في (بُردَيَّ) حَسَّانُ
هيهات ما أنت إلا آيةٌ سَطعتْ
بقدرةِ اللهِ فاختارتْك "تِيجانُ"
فاهنأ بمقدمك العَالي إلى (بَلدٍ)
يرنو إليك ولو لم تَبدُ أَعيانُ
أسدى بك اللهُ في أصقَاعِنا نِعماً
ليستْ تُعَدُّ وللتاريخِ حُسبانُ
وفي الجزيرةِ أمن لا نظيرَ له
في العَالمينَ وما في ذاك نُكُرانُ
فالحمدُ للَّهِ حَمداً لا يَزالُ بِنا
يَدعو المزيدَ وبقيا الخيرِ شُكرانُ
ولا برحتِ لدينِ اللهِ منتصراً
ما ماسَ غُصنٌ وثنى عِطَفهُ البانُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :430  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 165 من 1070
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج