إلى أينَ؟ قالت؛ والدموع تَرَقرقُ |
أفي كلِّ عامٍ رحلةٌ وتفرّق؟ |
أنزوةُ عشقٍ، أم همومُ سياسة |
وبينهما عُمْر المُخاطِر موثقُ |
فقلتُ أعِشقاً، والشباب قد انقضى، |
وشحَّتْ دواعيه وشاخ التعشُّقُ؟ |
فتاكِ الذي قد كانَ.. قد شاب رأسه، |
وقد حالَ ما قد كان يزهو ويونقُ، |
صَبَا ما صَبَا؛ في عنفوان شبابه، |
ونهر الأماني بالهوى يتدفَّقُ، |
وها هُوَ قد جفَّت مناه، وأجدبتْ |
مراعيه، والأحلامُ باليأس تُحرقُ، |
فلا نزوةٌ تحدُر رحيلي، ولا إلى |
مطامع دنيا يطَّبيني تَشوُّقُ، |
ولكن إلى "البيتِ العتيقِ" أحثُّها |
نجائبَ آمالٍ تُخِبُّ وتُعنِقُ، |
لأخلع أوزار الذنوب بسوحه، |
وفي بابه يأوي رجائي ويطرق، |
وأستلم "الركن اليماني" مقبِّلاً |
وأهوي إلى أستاره أتعلَّق، |
عسى نظرة تمحو ذنوبَ شبيبتي، |
وأخرى بها شيخوختي تتوفَّق. |