شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
508- مِن شهيد في (كربلاء)
[إلى صديقي الشاعر أحمد المعلّمي..! وكان أرسل إليَّ من دمشق قصيدة حزينة مطلعها: "ضاع مِني المشيب بعد الشباب* فمقامي فيها يُساوي اغترابي".. وقد قرأتها يوم "عاشوراء" وما عرفت نفسي فيه إلاَّ حزيناً؛ فقلت أجاري قصيدة الشاعر الصَّديق]:
ليسَ حِقْداً، ولا لحزِّ الرِّقاب
قد شحَذْنا سيوفنا في المخابِي
بل لِسرٍّ في عَالَمِ الغيب مكنون
يُصلِّي لَهُ ذوو الألبابِ
يَغتذِي الحقّ، وهو بعدُ وليدٌ
وسَيُغذى بهِ زمان الشبابِ!
ليؤدِّي رسالَةَ الحقِّ؛ يَتلو
قُدسَ آياتِها على الأصْحَابِ
حينَ يدْرِي مَعنى الشهادة في
الحق: ومَعنى السجون والاغترابِ!
حين يدْري أنَّ الألى سبقوه
قد أبانوا له صراطَ الصَّوابِ
يَومَها: يصدحُ الحنانُ بلحْنٍ
يتَسامى بالشعر، والإِطْرابِ
تتهادى على قوافيه أهْوالُ
المآسي. وشاردات الرغابِ
تجتني منْه الحب شِعراً ولحناً
وتُلاشي به هُموم الصعابِ:
وتُغَنى "لدستور" حُكماً رشيداً
لا "حروفاً" حبيسة في كتابِ!
في صداها حريَّةُ الفكر تشْدُو
بقوافي الأخلاقِ للأترابِ
تطردُ الخوفَ من قلوب الحيارى
وتبثّ المنى لأهل العذابِ
* * *
يا صديقي نحنُ الألى أيقظوهُ
صَوتَ حُبٍّ. وقُوةٍ لا تُحابِي
يتحدَّى بالصِّدقِ إفكَ المخازي
وبراحِ "الحياة" خَمر التّبابِ
فلماذا قد قُلتَ يا خيرَ خِلٍّ:
"ضاع مِني المشيبُ بعدَ الشبابِ"؟
أنا ما زلت زهرةٌ يتصبَّى
حُسْنها الشعر بالمعاني العِذابِ
وإذا فاتنا الصِّبا نَتَصابَى!
ربَّما -للأفذاذ- يحلو التَّصابِي؟
مثلما قد قالوا قَديماً بأن
الفَذّ في قَومِه: هُوَ المتغابِي!
* * *
يا صديقي، في يوم "عاشور" حَرَّرتُ
جوابي مُضَمَّخاً باكتِئابِي!
يوم ذكري، لَولاَ التُّقى قلتُ: أني
كنت فيه بصارمي وحرابِي..!
وبأنِّي صُرعْتُ فيه شهيداً
ويقيني زادي، وحُبي شرابِي
إنَّ صوت "الحُسين" ظمآن يتلُو
لِلْمريدين "سورة الأحزابِ"
"يَحْسَبُون الأحْزَابَ لَم يَذْهَبُوا" كَلاَّ
فَهُم هُمْ "بادُونَ في الأعرابِ"
لم يكن لي أباً، إذا أنا لم أقضِ
شهيداً في الحق. دون ارتبابِ
هكذا جَلْجَلَ "الحسينُ" بصوتٍ
ذَاب مثل الأنين بين الرَّوابِي
"سُنَّةُ" الله في الَّذين خَلوا مِنْ
قَبلُ تجْري على مَدى الأحقابِ
"مَنْ أطاعوا ساداتهم" دون عَقْل
أُخِذوا يَوْمَ حَشرِهم بالعقابِ
سيكون الرجاء منهم، بأن يجزَوْا
"بِضِعْفَين" مِن "أليم العَذابِ"!
* * *
يا صديقي؛ "أمانة الله" في الكون
ستودِي بالخَلقِ يومَ الحِسابِ
وهي صِدقُ الضمير في شعر حر
لا يُماري بشعره. أو يجابِي!
إن يوم "الحسين" قد ماتَ حَيّاً
ينفخ الروح في رَمَادِ الترابِ،
يلْعن الكذب كيف كان، ولو في
صَلوات الرياء في المحرابِ..!
يا صديقي هذا كتاب شبابي
فيه يرجو بَعثي فباركْ كتابِي
لا تلمني، إن كنتُ فيه حزيناً
إنَّ يَومَ "الحُسين" يوم اكتئابِ.!
بروملي: 10 محرم 1399هـ
10 ديسمبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :338  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 538 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج