شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
500- تحيَّة "الإِخاء" في عامها الثامن عشر
حيِّ "الإِخاء" (1) "مجلَّةً" وشِعاراً
ظلت (2) ؛ ودامَ لنا هدى ومنارا
في ظِلِّها؛ ما زالَ "إخوان الصَّفا"
يتناخبون الفنَّ، والأفكارا
كان "النذيرُ" بها "بشيرَ" مَودةٍ؛
يرْوي العلوم، ويرصدُ الأخبارا (3)
واليوم يرعاها ويُتْقِنُ فنَّها..
من أتقنَ "التَّحريرَ" والأشعارا
"فيكتور" عن عبَّاس يروي فَضْلَها
لِلْعُرب: طابَ سريرةً وشِعَارا (4)
في "سنّ رشد" الفنّ تاهَتْ غادة
تسبي القلوبَ، وتخلب الأبصارا
* * *
أبناء "فارس ما برحتم أمَّةً
تهدي الشُّعوبَ، وتُنْجب الأحرارا
"كسرى أنُو شروان" والزُّعماء، و"الآيات" والحكماء، والأبرارا
و"ابنُ المقَفع" و"البديعُ" و"حافظاً"
و"ابنَ الحُسينَ" القائدَ المِغوارا؛
والشَّاعر "الخيّام" طبَّق شعره الآفاق.. حتَّى قيلَ لَيس يُجارى
وإذا نسيت -وللْقريض- تعبدي
مُذْ كنْتُ - لَنْ أنسى الْفَتَى "مهيارا"؛
وهو الَّذي قد عزَّ دِيناً.. مثلما
قد عَزَّ أصْلاً –حين تاه فخارا (5)
مِنْ "سَيف ذِي يَزنٍ"؛ إلى "باذَان" إذْ
قَمَعَ الضَّلالَ، وأيَّدَ "المختارا"
و"الفُرْسُ" لِلإسلامِ حصْنُ مَودةٍ
وبهمْ يصولُ زعيمُهمْ "كرّارا"؟
يحْيى "حضارة فارسٍ" ويَذبُّ عَنْ
شرع "الرَّسُولِ" ويَقْمَعُ الأشرارا
مَا مِنْ حديثٍ لِلنَّبيّ "مُحَمَّدٍ"
إلاَّ وزَينتمْ بِهِ الأسْفارا
و"الضَّاد" في "فَيْروزَابادْ" تَرَعْرعت
و"الرَّيُّ" قَدْ حَفِظَتْ لَهَا الآثارا
لي في "الإِخاء": "مَجلةً"، وشَريعَةً؛
أمَلٌ؛ إذا ما اليأسُ ثارَ وجارا؛
وإذا طغَتْ حولي الوسَاوِسُ لُذْتُ
ُبالأشعار فيها خاشعاً أتوارى
لولا "الأخوَّة" لي؛ لكانَتْ "غُربتي"
قد مَزَّقتْني لَلرياح نثارا
في "جملةٍ" من كاتبٍ، أو "نغمةٍ"
عن شاعر، أو"صورةٍ" تتكارى (6)
أنسى الوجود ومن تَعاظم أو قَسا
وأذوبُ في مَلكوتها.. غفّارا!
لِلحُبِّ قد خَلَق الورى مَنْ صاغَهُ
شِعراً، وطوَّر فنَّهُ أطوارا!
والمجدُ للشُّهداءِ "زيد" و"جدِّه"
سَنّوا "الطريقة" بيْعَةً، وخيارا.!
لي في "الإخاء" "مجلةُ" آوي إلى
صفحاتها فأرى الظلامَ.. نهارا؛
واللهُ.. للأَخلاقِ؛ بل لِلْعِلم؛ بل
للشعْر؛ بلْ لِلمسلمين حَيَارى!
تاهوا سكارى في صحارى فرقة
- هُمْ في العَذاب؛ وما همو بسكارى!
لكنْ.. ولي أمل يناجي أوبة
تَاهَت تناغي في الخيال صحارى!
و"العُربُ" في أمَم تَتيهُ من الثرى
والنائبات بأرضهمْ تَتَبارى
لمَّا حَباهُمْ ربهم "خَيْراتِه"
عافُوا العُلومَ، وقدَّسُوا الدِّينارا!
إن صَاح ناصحهمْ نفَوهُ، وإن أبي
قتلوهُ؛ أو حاكوا لَهُ الأخطارا!
و"الغربُ" يضحكُ ساخراً. ومُعَربداً
و"الشرق" ينفث في الحريق شرارا!
و"القدس" تجأر في الإِسار و"مكة"
تبكي اليتامى: خاضعين أسارى
"موسى". و"عيسى" و"النبي محمد"
جعلوا "الإِخاء" شريعةً وشعارا
وتوارث الأبنَاءُ عَنهمْ ودَّهَمْ؛
عَدْلاً، وعَهْدَ صداقةٍ. وجوارا
عاشوا "السَّلام"؛ عبادةً، وسياسة
لا سُلطةً تطغى. ولا "استعمارا"!
حتَّى توافدَ من وراء البَحْرِ مَنْ
نهب الديارَ. وطاردَ "الديَّارا..!
زعموا "الوراثة"؛ وادعوها باطلا
ولبعضهم قد لفقوا الأعذارا
سخريةٌ جَعَلتْ "صلاح الدين" في
أكفانه يتملْمَلُ اسْتنكارا
لكنَّهُ أغضى أسى لما رأى
أهْلَ البلادِ غَدَوْا بها كُفارا
* * *
"فكتور"؛ شعري لا يعبِّر عن مَدى
حُزني: ولكن منه أقبسُ نارا (7)
"ناراً" تراءت "لِلْكَليمِ" فخرَّ.. لا
يدري.. وشافَهَ ربَّه الجبارا
وصغى وتاه.. وهكذا مَنْ قَبْلَهُ
أو بَعْدَه.. يتهافتون حَسَارى!
* * *
فكتور" عُذري إن تَعذَّر عَاصِياً
" وَصْلُ "البَدائع" أنَّهنَّ عذارى
وأنا الذي – رَغمَ اعْتصام مَبادئي
بالحق – قد جارى العُصَاةَ، وبارى
فاقْبل إخائي في "الإخاء"؛ وحيِّها؛
لا زلتَ فيها لِلْبيان مَنارا
بروملي: 8 ذي القعدة 1398هـ
10 أكتوبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :369  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 530 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الرابع - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج