قِفوا قليلاً… |
يا رفاقَ اللَّيلِ |
فالْفَجْرُ… بعيدْ |
لا تَظْلمونا؛ لَمْ نكُنْ بالظَّلمَهْ |
وما قَتلْنَا الحقَّ في محرابِهِ؛ |
ولا خَنَقْنَا صوتَهُ |
ولا جَحَدْنا فَضْلَ ما نَعْرِفُ مِن آدابِهِ |
ولا أردْنا موتَهُ |
ولا حَضَرْنا مائتمَهْ |
والنُّورُ… لم نَسْفِكْ دَمَهْ |
ولا حَطَمْنَا علَمَهْ |
وقد رَشَفْنَاهُ سَعِيراً… وجَرَعْنا حمَمَهْ |
ولم نَخَفْ من أجلِهِ |
نارَ الجحيمِ الحُطَمَهْ |
والصُّبحُ يَدْري أننا |
كُنّا نخافُ العَتَمَهْ |
واللَّيلُ صُنّا سِرَّهُ |
ولم نُفنِّدْ أنجُمهْ |
والأبدُ الأخْرسُ |
لم نَنْبُسْ لَهُ بكَلِمَهْ |
والقَدرُ الأبْكَمُ |
عانقْناهُ.. قَبَّلْنَا فَمَهْ |
والدَّمْدَمَاتُ ف الضّلوع |
كَمْ كَتَبْنَاها.. وذابَتْ في الشفاهِ تَمْتَمَهْ؛ |
وحسراتِ أسفٍ |
ورجفات هَمْهَمَهْ |
* * * |
قِفوا قليلاً |
يا رفاقَ اللَّيلِ؛ |
فالْفَجْرُ بعيد |
ومِن وراء نورِهِ |
يكمُنُ ليلٌ موحشٌ… بليدْ |
يلوكُ أشلاءَ الأماني |
وحُطامَ الأمَلِ البديدْ |
ويتَمطّى… مُثْقَلاً |
كالجملِ الحَسِيرْ؛ |
أوْ كَلُهَاثِ ندمٍ |
يَجْهَشُ في جراحِ بطلٍ أسيرْ |