الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > 242- نشيد الأسف

242- نشيـد الأسـف

أسفـي ها هنـا حقيقـةُ نفسـي

وضميري، وبوحُ عقلـي وحسّـي

أسفي.. جنَّتي وناري، وأحلامُ صبايا عمري، وخمري وكأسي

ها هنا قد فنـدتُ أوهـام حظـي

وهنا قد أودعـتُ أسـرار بؤسـي

ها هنا ملتقى التجارب من أيام سعدي، ومن لياليَ نحسي

* * *

أسفي أنَّني كشفتُ ليومي

وغدي فيه بعض أسـرار أمسـي!

ما تَقَنَّعتُ بالتبارير لكن

قد ترهبنت قانعاً بالتأسّي

وتعبَّدت للحقيقة في محراب صدقي؛ وكنت أستاذ نفسي

وأنا الشاعر النزوع إلى الشرِّ بحسّي، وللضلال بحدسي

الخيالات والظنون رفاقي

حيثُ أمسي، معي تبيـتُ وتمسـي

ما تذوقتْ لذةً قط إلاَّ..

نازعتني نفسي إليها بلَقْسِ ⁽¹⁾

وتماديت، واستضافت نجومُ الليل ما أشتهيه من كلِّ جنس؛

بين "روما" و"لنـدنٍ" و"دزولْدُورف" و"بـيروت" عشـت أوقـات أنسـي

طهر عمري أفنيته في شبابي

بين درسٍ، أو غربةٍ، أو بحبسِ؛

قد عرفتُ الزمـان يقسـو علـى الحـرِّ، ويحنـو علـى الذليـل الأخـسِّ

غير أني ظلْتُ في ملكوتِ الروح أطوي آفاقها دون وجْسِ ⁽²⁾

قطٌّ لم أشترِ بأخرايَ دنيايَ وأستبدل الثمين ببخسِ؛

وإذا ما دنت قطوف الأماني

"صنت نفسي عمّا يدنِّـس نفسـي"

بيروت: 9/9/1393هـ

5 أكتوبر 1973م

تعليق

القراءات :356

التعليقات :0

صفحة 270 من 639

بتاريخ: 16/02/1436ھ الموافق: 12/08/2014م

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.