لست أدري أأجتلـي عـبرة الحـا |
ضر أم عبرة السنين الغوابرْ؟ |
فهنا.. في (فرساي) كم شيدَ الظلـ |
ـم حصوناً وكم بـنى مـن مآثـرْ |
وهنا.. في (باريس) يرقد (نابليون) تحت القباب، وبين المرامرْ |
وحواليه من معاركه الكبـ |
ـرى جـلالٌ، وهيبـةٌ، وشعائـرْ |
كلما جئته ظننت بأني |
كنت تحت الأعلام بـين العساكـرْ |
وتفانيتُ في خياليَ؛ واستصـ |
ـغرتُ من في زماننـا مـن أكابـرْ |
كم تحدَّى الأحـداث حـتى طـواه |
(الموت) قسراً واصطاده وهو ساخرْ |
والمنايا إن أقبلت لم تفرِّق |
بين ميـتٍ شهـمٍ، وميـت عاهـرْ |
كان مـلء الزمـان يرهبـه المـو |
تُ وتحنو لـه جبـاه (القياصـرْ)! |
وله مقولٌ سديدٌ، ورأيٌ |
مثلما سيفه جريءٌ، وباترْ |
وإذا سُخِّرَ البيانُ وسيفٌ |
لشجاعٍ فهو المطاعُ الظافرْ |
غير أن الزمان ليس أميناً |
إنهُ قلَّب الطبائع؛ غادرْ |
ولبيب الأبطال لا يتباهى |
بطراً أو يأسى إذا آبَ خاسرْ |
ولقد كان (النسر) فذّاً؛ فـلا يُطـ |
ـغيه نصـرٌ، ولا يخـاف المخاطـرْ |
هذَّبته تجارب الدهر حتى |
كاد أن يُصبح المثال السائرْ |
رغم ما يغتلي من الحـس فـي قلـ |
ـب شغوف بالحسن هيمان شاعرْ |
تتمادى به (الصغائرُ) أحيا |
ناً فيجني بهـا ذنـوب (الكبائـرْ) |
(كلمةٌ) قالها وقد بشروه |
بغلامٍ.. جرَّتْ عليه الجرائرْ |
في (واترلو) أفـاق رجـع صداهـا |
فرعاها لا (قيصـراً) بـل (ثائـرْ) |
رفع الطرف قائـلاً رب هـلْ هـ |
ـذا عقاب؟ وسلم الأمـر صابـرْ |
أسفي أنـني – ومـا أنـا في قـو |
مي – ولكنَّني البعيد الشاعرْ |
لم أجد في أبطال قومي فذّاً |
مثله؛ في العصور هـذي الأواخـرْ |