شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
239- علـى قبـر نابليـون
لست أدري أأجتلـي عـبرة الحـا
ضر أم عبرة السنين الغوابرْ؟
فهنا.. في (فرساي) كم شيدَ الظلـ
ـم حصوناً وكم بـنى مـن مآثـرْ
وهنا.. في (باريس) يرقد (نابليون) تحت القباب، وبين المرامرْ
وحواليه من معاركه الكبـ
ـرى جـلالٌ، وهيبـةٌ، وشعائـرْ
كلما جئته ظننت بأني
كنت تحت الأعلام بـين العساكـرْ
وتفانيتُ في خياليَ؛ واستصـ
ـغرتُ من في زماننـا مـن أكابـرْ
كم تحدَّى الأحـداث حـتى طـواه
(الموت) قسراً واصطاده وهو ساخرْ
والمنايا إن أقبلت لم تفرِّق
بين ميـتٍ شهـمٍ، وميـت عاهـرْ
كان مـلء الزمـان يرهبـه المـو
تُ وتحنو لـه جبـاه (القياصـرْ)!
وله مقولٌ سديدٌ، ورأيٌ
مثلما سيفه جريءٌ، وباترْ
وإذا سُخِّرَ البيانُ وسيفٌ
لشجاعٍ فهو المطاعُ الظافرْ
غير أن الزمان ليس أميناً
إنهُ قلَّب الطبائع؛ غادرْ
ولبيب الأبطال لا يتباهى
بطراً أو يأسى إذا آبَ خاسرْ
ولقد كان (النسر) فذّاً؛ فـلا يُطـ
ـغيه نصـرٌ، ولا يخـاف المخاطـرْ
هذَّبته تجارب الدهر حتى
كاد أن يُصبح المثال السائرْ
رغم ما يغتلي من الحـس فـي قلـ
ـب شغوف بالحسن هيمان شاعرْ
تتمادى به (الصغائرُ) أحيا
ناً فيجني بهـا ذنـوب (الكبائـرْ)
(كلمةٌ) قالها وقد بشروه
بغلامٍ.. جرَّتْ عليه الجرائرْ
في (واترلو) أفـاق رجـع صداهـا
فرعاها لا (قيصـراً) بـل (ثائـرْ)
رفع الطرف قائـلاً رب هـلْ هـ
ـذا عقاب؟ وسلم الأمـر صابـرْ
أسفي أنـني – ومـا أنـا في قـو
مي – ولكنَّني البعيد الشاعرْ
لم أجد في أبطال قومي فذّاً
مثله؛ في العصور هـذي الأواخـرْ
باريس: 23 جمادى الأولى 1393هـ
23 يونيو 1973م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :308  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 267 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج