شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
238- لحظـة انعـدام
أظلمَ الأفـق؛ واكفهـرَّتْ نواحـي
الأرض واستيقظت عيون الفجائـعْ
من بروقٍ.. إلى رعودٍ..
إلى إعصار نارٍ.. إلى هديـر زوابـعْ
فكأن الفناء قـد حـان؛ والحشـرُ
دنا؛ و (النظام) خرَّ.. بلاقعْ
(لحظة) مثل الدهر مـرت بفكـري
جمعتْ بين مستحيل وواقعْ
جعلتني أنسى زماني ونفسي
تائهاً في قفرٍ مـن الوهـم شاسـعْ
وكأني أنـا الزمـانُ.. قـد استـو
عبتُ معنى الفنـا وسـر الطبائـعْ
وكأني (معنى) يناجـي (انسجامـاً)
في (صلاة) لخاشع القلـب راكـعْ
وكأني قـد استحلـتُ إلى طيـف
خيالٍ في حسـن هيمـان خاشـعْ
(أسفي.. أنـني): أضعـتُ شبابـي
في خيالٍ؛ أو في جدالٍ ضائعْ
(أسفي.. أنـني) مـع العلـم قـد
ضُللتُ، فانسقت خاضعاً للمطامـعْ
خلَّبُ الوهـم قـد سبانـي؛ فهـوَّ
مْتُ على ورده البهي الرائعْ
والأماني كما تصبَّتْ جناني
قد سقتني كأسَ السـراب اللامـعْ
(أسفي.. أنني) بسابقِ علمٍ
قد تحدَّيتُ بالظنونِ الشرائعْ
كم تفننـت في اختـلاق المعاذيـر
وأغرقت في اختراع الذرائعْ
ألأني أعمى البصيرة راوغتُ
المعاصي؟ ولم أصخْ للرَّوادعْ
كم دموعٍ ذرفتهـا وهـي تبكـي
نفسها عندما تذوب هوامعْ
تنشدُ الصدق وهو قد مات فيهـا!
وتناجى إخلاصهـا وهـو ضائـعْ
(أسفي.. أنني) أفقت، وقد
أجدبَ حزني، وجف حوض المدامعْ
حطم الغدرُ كل ما كان لـي مـن
أملٍ صادقٍ، ورأيٍ صادعْ
قتل الخوف كلَّ همسةِ فنٍّ
لشعورٍ فذٍّ وحسٍّ بارع!
(أسفي أنني) بـلا (أسـف) أحيـا
ولكن كتائه في (الشوارع)
باريس: 20 جمادى الأولى 1393هـ
20 يونيو 1973م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :289  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 266 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.