أظلمَ الأفـق؛ واكفهـرَّتْ نواحـي |
الأرض واستيقظت عيون الفجائـعْ |
من بروقٍ.. إلى رعودٍ.. |
إلى إعصار نارٍ.. إلى هديـر زوابـعْ |
فكأن الفناء قـد حـان؛ والحشـرُ |
دنا؛ و (النظام) خرَّ.. بلاقعْ |
(لحظة) مثل الدهر مـرت بفكـري |
جمعتْ بين مستحيل وواقعْ |
جعلتني أنسى زماني ونفسي |
تائهاً في قفرٍ مـن الوهـم شاسـعْ |
وكأني أنـا الزمـانُ.. قـد استـو |
عبتُ معنى الفنـا وسـر الطبائـعْ |
وكأني (معنى) يناجـي (انسجامـاً) |
في (صلاة) لخاشع القلـب راكـعْ |
وكأني قـد استحلـتُ إلى طيـف |
خيالٍ في حسـن هيمـان خاشـعْ |
(أسفي.. أنـني): أضعـتُ شبابـي |
في خيالٍ؛ أو في جدالٍ ضائعْ |
(أسفي.. أنـني) مـع العلـم قـد |
ضُللتُ، فانسقت خاضعاً للمطامـعْ |
خلَّبُ الوهـم قـد سبانـي؛ فهـوَّ |
مْتُ على ورده البهي الرائعْ |
والأماني كما تصبَّتْ جناني |
قد سقتني كأسَ السـراب اللامـعْ |
(أسفي.. أنني) بسابقِ علمٍ |
قد تحدَّيتُ بالظنونِ الشرائعْ |
كم تفننـت في اختـلاق المعاذيـر |
وأغرقت في اختراع الذرائعْ |
ألأني أعمى البصيرة راوغتُ |
المعاصي؟ ولم أصخْ للرَّوادعْ |
كم دموعٍ ذرفتهـا وهـي تبكـي |
نفسها عندما تذوب هوامعْ |
تنشدُ الصدق وهو قد مات فيهـا! |
وتناجى إخلاصهـا وهـو ضائـعْ |
(أسفي.. أنني) أفقت، وقد |
أجدبَ حزني، وجف حوض المدامعْ |
حطم الغدرُ كل ما كان لـي مـن |
أملٍ صادقٍ، ورأيٍ صادعْ |
قتل الخوف كلَّ همسةِ فنٍّ |
لشعورٍ فذٍّ وحسٍّ بارع! |
(أسفي أنني) بـلا (أسـف) أحيـا |
ولكن كتائه في (الشوارع) |