أأشكو البين أم أشكو الهُياما |
أم الشوق المبير أم السَّقاما |
وكيف، ومن يعبِّر عن ضلوعي |
ومن يصف الصبابةَ والغراما؟ |
لساني، لا تجيد اليوم قولا |
فما ترك الذهولُ لها كلاما |
سكرتُ بنكبتي زمناً ولمَّا |
صحوتُ.. وجدتُ ما حولي حُطاما |
فلا عُشي العزيز، ولا حبيبي |
ولا كأس تدارُ، ولا ندامى |
ولا أمل يُهدهدُ ما تمادى |
من الأشجان أو يشفي أواما |
وكل رغائبي في العيش أضحت |
مضيَّعة، وأحلامي يتامى |
* * * |
أينجو تائِهٌ فَقَدَ الرفيقا |
ويأمن بعد أن جهل الطريقا؟ |
بأيَّة مهجةٍ يرجو خلاصا |
ولم تترك له البلوى صديقا؟ |
إذا ما مدَّ طَرْفاً نحو رجوى |
رأى من دونها الخطر المحيقا |
فعاد بذل خيبته حسيرا |
وآب بدمع حسرته غريقا |
تعذَّبَ في شبيبتِه.. يتيماً |
ومفؤوداً مغترباً.. رقيقا |
يُعانق ما يحاذرُ حين يغفو |
وينظر كلما يؤذي مفيقا |
وحيداً ينفدُ العُمر انتحاباً |
ويصهره زفيراً، أو شهيقا |
* * * |
يُكابدُ ما يكابدهُ ادِّكارا |
وأشواقاً، وآلاماً كبارا |
ولا أملٌ يعاوده عزاءً |
ولا خلٌّ يُساندهُ.. انتصاراً |
يترجم طرفه عما يُعاني |
بأدمعه التي تهمي غزارا |
وبنفث من حُشاشته قصيدا |
يؤجُّ بيانه لهباً.. ونارا |
ومارجُ روحه يَنْماعُ فيه |
حنيناً، أو رثاء، أو فخارا |
* * * |
ألا.. يا روَّع الله المآسي |
فقد روَّعن شعري فاستطارا |
فلاذ بكهف صمتي مستجيرا |
وعاذ بصمت كهفي واستجارا |