لو كان ليسَ بمجبرٍ في أمره |
ما بات يعتلج الهوى في صدره |
من بعد ما صنع الجوى بضلوعه |
زمناً، وعاث بقلبه وبفكره |
حمل الأسى والحب غير مخيَّر |
فتحكَّما في سره، وبجهره |
يا ياويحه ما انفكَّ يتلف عمرهُ |
في غير ما فيه سلامة عمره |
فضميره دامي المشاعر موجعٌ |
وكيانه تنحل شدةُ أسره |
ويراعه يُشْوَى بنار بيانه |
ولسانه تكوى بلوعة شعره |
بأساه يحتفل الوجود كأنه |
سر الوجود بخيره، وبشرِّه |
فالليل لم يُطلع دجاه نجومه |
إلاَّ لتنظر ما مصائر أمره |
والشمس ترعى شجوه إن أشرقَتْ |
والريح؛ نوح عويلها من ضره |
والسُّحبُ؛ ما ذرفت دموع حياتها |
إلاَّ لكي تخضلَّ تربة قبره |
والزهر لا يفتر إلاَّ باسما |
عن ثغره، أو نافحاً عن عطره |
والطير إن غنى فمن أسجاعه |
وإذا بكى؛ فبشعره، وبنثره |