شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
177- الحنيـن إلى الوطـن
لولا هواي البِكرُ في عرصاتها
ما فـاض دمعـي عنـد ذكـر صفاتهـا
بلدٌ؛ شبابي مادَ بين غصونها
وطفولتي رقصت على همساتها
بلدٌ؛ دمـي مـن عطرهـا، ومشاعـري،
من نَسْجها، وحُشاشتي من ذاتها
بلدٌ؛ بياني من "ثمار" ترابها
وقصائدي من بعض "منتوجاتها"
ما خانني ألمٌ وقد فارقتُها
-كُرْهاً- ولا شوقٌ إلى نسماتها
أبداً أحنُّ إلى مخايل أوبة
تشفي بها نفسي صدى صبواتها
وأُعلِّلُ القلب الجريح بذكر ما
أَرويهِ عن أشيائها وسماتها
وبكلِّ ما عانيتُه من أجلها
وبكل ما قاسيتُ من نكباتها
بين الحتوف، وخائفاً، ومشرَّدا
ومُكبَّلاً في ليل "زنزاناتها"
وبما بهِ صارعتُ بطش طُغاتها
وبما به جاهدتُ ضدَّ غزاتها
لولا الحنـين؛ ومـا أعاقـر مـن مُـنى
ذابت حياتي في لظى حسراتها
بمدام ذكراها تُعربدُ مهجتي
فأهيم بالأنخاب من كاساتها
نشوان؛ روحي تجتلي آفاقها
وتسائل الأفلاك عن حاناتها
* * *
وطني؛ وقـاك الله – كـم لك مـن يـدٍ
عندي.. أعيـش علـى حسـاب هباتهـا
إن كان لي خيرٌ فمن إفضالها
أو كان لي مجدٌ فمن حسناتها
* * *
وطني؛ بإسمك قد رقيتُ منازلاً
في العزِّ، لا يُعْلَى على درجاتها
قامرتُ ضدَّ الكون باسمـك فـي العُـلا
فقَمرتُ من يسعى إلى قصباتها
تاريخكَ استَعْلى على نظرائه
كجبالكَ استَعْلَتْ على أخواتها
ما الكونُ إلاَّ نَغْمةٌ قدسيَّةُ الْـ..
أَلْحانِ.. أنتَ أَحبُّ مقطوعاتها
وقصيـدة الإِبـداع لمـا صاغهـا الْـ....
..ـخَلاَّقُ كنتَ الفذّ من أبياتها
والدَّهر إن غنَّى فأنت نشيده
وإذا انتشى فالراحُ أنتَ بذاتها
* * *
وطني؛ حياتي؛ دون أية منَّة
لكَ قـد وهبـتُ الكـلَّ مـن ساعاتهـا
فإذا طمحْتُ إلى مجالي لَذَّة
وشـرى خيالُكَ مِلْـتُ عـن شهواتهـا
وإذا رمتْنِي محنةٌ في مهمةٍ
فتَّشتُ عن ذكراك في فلواتها
غزلي، ومدحي أنـتَ مـا أَطريـتُ مـن
أسمائها وعَشِقتُ من غاداتها
حُبِّي، وتمجيدي، وكلَّ مشاعري
لكِ، بل وأشعاري، على عِلاَّتها
لندن: 17 ربيع الأول 1387هـ
24 يونيو 1968م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :363  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 202 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.