شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
175- دامغـة الدوامـغ
سبيل الأولين:
أتمضي في سبيل الأولينا
فتمدح تارة، وتذم حينا؟
وتفخر بالتي لا فخر فيها
وتجهر بالتي تندي الجبينا؟
وتخفض بالملامة شأن قوم
لترمع شان قوم آخرينا؟
وتنكر ما تشاء بلا حياء
ولو كان الحقيقة واليقينا؟
* * *
أتمضي.. في سبيل الأولينا
فتنبش مثلما نبشوا الدفينا؟
وتستجدي المفاخـر من "نـزار" (1)
وتهتك حرمة "المتقحطنينا" (2) !
وتستعدي البيان بلا اعتبار
"فتجهل فوق جهل الجاهلينـا" (3) !
وتذكي نارها؛ بعد انخماد
وتبعثها، وقد همدت سنينا!
وقد عبث "الكميت" (4) بهـا فنونـا
و "دعبل" (5) لم يدع في النظم "نونا"
ولم يترك "أبـو الذلفـاء" (6) مجـداً
لقحطان؛ به يتفاخرونا
وأغرق "شاعر الإِكليـل" (7) حـتى
تحمل وزرها سباً مشينا!
* * *
سبيل المنصفين
أتمضي..؟ أم سبيلك مستقل
لحبت طريقه للمنصفينا؟
سبيل "محمد" (8) وهـدي "علـيٍّ" (9)
و "عترته" (10) ونهـج "الراشدينـا" (11)
فلا مجد لمقترف فسوقاً
ولا من كان فظّاً، أو خئونا
ولا للظالمين؛ وإن أشادوا
قصوراً، أو سدوداً أو فنونا
"أبو لهب" (12) و "عبهلة" (13) و "عمرو"
و "صاحبه"؛ خساس مجرمونا
و "سلمان" (14) و "عمار" (15) و "زيد" (16)
كرام في الأنام مسودونا
* * *
شرعة الحق:
خذوها شرعة للحق؛ نادى
بها "موسى" وكل "المرسلينا"
يموت لأجلها الأحرار دوماً
ويعرفها جميع المخلصينا
"حسين" (17) ليس أكرم من "يزيد" (18)
أءذا لم نعتبر خلقاً ودينا!
هي التقـوى؛ يعـز بهـا ذووهـا
ويخسأ من يجانفها لعينا
* * *
الأئمة واليمن الخضراء:
وصحب قد لقيت وهـم حيـارى
يلومون الزمان وينقدونا!
يقولون "الأئمـة" مـن قريـش (19)
هم الداء الذي بهم ابتلينا
لقد كنا على "الخضـراء" نحيـا (20)
كما يحيا الكرام مبجلينا
ولليمن "السعيدة" (21) في البرايا
حضارة قادرين موفقينا
فلماجاء "أهـل البيـت" ذلـت (22)
وأصبح أهلها في البائسينا
أما قـد قالهـا "نعمـان" (23) جهـراً
و "حاتم" (24) بها في العالمينا
* * *
* * *
منطق التاريخ:
فقلت وهل ترى في عهـد عـاد (25)
تولاكم "أمير المؤمنينا"!؟
وما اسـم الإِمـام زمـان هـود (26)
وعهد السيل حـين محا "معينـا" (27) ؟
وهل في النار أدخلهم إمام
وفي "الأخدود" (28) كب المسلمـينَ؟
و"جرهم" (29) هاجرت و"الأوس" بانت (30)
و "غسان" (31) ، وقوم أخرونا
لماذا غادروا الوطن المفدى
إذا كانوا به مستمتعينا؟
ولو عرفوا السعادة في ثراه
لما انتجعوا "الحجـاز" (32) مهاجرينـا!
ولا ذهبوا "العراق" (33) لكسب عيش
ولا ركبوا إلى "مصـر" (34) السفينـا!
أمن خوف ومسغبة تولوا
يجوبون المهامه هاربينا؟
سياط "القيل" (35) تعرق كـل ظهـر
على الدنيا وتنتظر الجنينا
لتخلق منه "للأذواء" (36) عبداً
يطأطئ رأسه للحاكمينا
فإما غازِياً يخشى المنايا
وإما مستضاماً مستكينا
"لتبع" (37) يبتني قصراً مشيداً
ويعمر معبداً "ويحر" (38) طينا
وقد ينبو به خلق كريم
ويرفض عيشة المتذللينا
فيترك أرضه والأهل فيها
ويمضي يسكـب الدمـع السخينـا
* * *
سيف بن ذي يزن:
و "سيف" (39) بعد أن أعيـا صراخـاً
يهيج نخوة المستعبدينا
ليرفع وطأة الأحباش عنهم
وقد هدموا "المحافد" والحصونـا (40) .
فلم يفزع لدعوته غيور
يكون له مغيثاً أو معينا..!
وهاجر ينشـد "الأغـراب" غوثـاً
ووافى باب "كسرى" مستعينا!
وهَانت أرض "حمير" (41) عند "كسرى"
فأعطاها العصاة المجرمينا!
لصوص قادهم سيف فخوراً
وبورك في اللصوص الفاتحينا
أعادوا "للسعيـدة" تـاج سيـف
وعاشوا باسمه متحكمينا
* * *
طغاة .. ليسوا سادة:
ورب "الفيل" "أبرهـة" (42) أيعـزى
إلى "الآل" (43) الكرام الطاهرينا؟
وهل "إرياط" (44) أو "بسرُ" (45) "زيود" (46)
فينتظما قطيع الآثمينا؟
و "يعفر" (47) و "الجراكس" (48) و "ابن فضـل" (49)
أكانوا "سادة متعدنينا؟" (50)
و "تورنشاه" (51) لم يـك "هاشميـاً" (52)
وقد قتل الملوك مصفدينا
وأورثها؛ وقـد هزلـت وجاعـت
خليفته المعربد "طغتكينا" (53)
وهل لبني "رسول" (54) في "علي" عرى قربى؛ وكانوا مفسدينا
* * *
الإمام الهادي:
وهل من "حمير" قد جـاء "يحـيى" (55)
وكان العادل، البر الأمينا؟
ومن "خولان" (56) قد قصدته عمـداً
مشايخها الكرام مبايعينا..!
وكان "بيثرب" في دار عز
يجاور قبر خير المرسلينا
فلبى دعوة الأحرار كيما
يزعزع دولة المتجبرينا!
أهاب بهم إلى كسب المعالي
وأنْ يتجنبوا الخلق المشينا
وقال لهم: أطيعوني إذا ما
أقمت العدل فيكم أجمعينا
لكم أن لا أغل ولا أداجي
وألقى خصمكم في الأولينا
ولي أن تمحضوني النصح ودّاً
وتحتكموا إليّ مجاهدينا
وتلك مبادئ لا ريب فيها
دلائلها هدى للمتقينا
ويوقن من يمارسها اعتباراً
ويخزى معشرٌ لا يوقنونا
تراهم يخدعون بكل إفك
نفوسهم؛ وهم لا يشعرونا
ويرتكسون في الظلمات جهلاً
وفي الطغيان بغياً يعمهونا
قد اعتسفوا الطريـق بـلا دليـل
فهم في ريبهم يترددونا
يسرون القلى لبني "علي"
ويختلفون فيما يعلنونا (57)
* * *
عصر الإمام الهادي:
وفي "بغداد" (58) مأفون غبي
وفي "صنعاء" يطغى العابثونا!
قد اقترف "القرامط" (59) كـل شـر
وقد عبث "الجفاتـم" (60) ساخرينـا
"وللأبناء" (61) عنـد بـني "شهـاب"
تراث هم لها يتربصونا!
و "للأذواء" في همدان (62) بغي
وفي "برط" (63) يسود المفسدونا
و "ريدة" (64) لا يقر لها قرار
و"صعدة" عرضة للناهبينا
وكل ثنية فيها زعيم
يشرع ظلمه للغافلينا
ولا من هيبة لبني "زياد" (65)
وقد سلكوا سبيل المترفينا
* * *
يوم المنارة
ولابن الفضـل في صنعـاء يـوم (66)
رهيب لم يكن في الغابرينا
أطل من المنارة والعذارى
عرايا يستغثن الفاسقينا..!
ببيت الله يقترف المعاصي
ويغتصب الحرائر، والبنينا!
ويفعل مـا يشـا فسقـاً وظلمـا
ولا يخشى التبابع (67) والذوينا!
* * *
نعمان والإرياني:
بني "نعمان" لا تبغـوا علـى مـن
يـرى منكـم رجـالاً صالحينـا (68)
محمدكم (69) تجاوز في الدعاوى
وقال الزور والبهتان فينا
خذوا قلم "الذكـي" فقـد تمـادى
وقد أعيا الكرام الكاتبينا!
و"إريانيكم" (70) إن حاف يوماً:
فقدماً كان قاضينا الأمينا
وكان أبوه (71) "زيديّاً عتيقاً"
وهم كتبوا لنا مستوزرينا
وتلك قصائد الشعراء منهم
وتلك مؤلفاتُ الناثرينا!
* * *
نحن مظلومون
ألا: لا تنكئوا جرحاً قديماً
فلسنا.. للعروبة منكرينا
ولا للعرق نغضب إن غضبنا
ولم نك في الورى متعصبينا
نبجل كل ذي حلم وعلم
ونحتقر الطغاة الجاهلينا
وبالأحساب لا نسمو؛ إذا لم
تكن أحسابنا خلقاً ودينا!
* * *
"بنو الزهـراء" نحـن؛ إذا انتسبنـا
و"للسبطين" نعزى أجمعينا
وهم مـن تذكـرون إذا عكفتـم
على صلواتكم متعبدينا!
فلا تستكثروا خيراً بُلِينا
به، كـي ندفـع الثمـن الثمينـا!
"أمية" (72) لم تدع منا رضيعاً
لكي يستوطـن الحضـن الحنونـا!
وأوسعنا بنو "العباس" (73) قتلاً
وإن كانوا الموالي الأقربينا
ولليمن السعيدة قد بذلنا
الأئمة، والأرامل، والبنينا
وقد ظل الأئمة ألف عام
بهدي أبيهم متمسكينا
يخوضون المكاره والمنايا
ويعتنقونها مستقتلينا
ولا يستعذبون العيش حتى
يصير الحق أبلج مستبينا
لهم وقفات صدق لا تبارى
إذا وثـب "الأجانـب" (74) معتدينـا
ورغماً قد بغى منهم غواة
فباتوا في عداد الظالمينا
إذا "العلوي" لم يك مثل زيد
فلا تنكر ملام اللائمينا
* * *
آل البيت وبكيل:
جحافل آل "عثمان" (75) أبادوا
و "للأقباط" (76) قـد ثبتـوا سنينـا
وها هـم في الجبـال وفي الـبراري
جهاداً.. يستطيبون المنونا!
وحولهم البواسـل مـن "بكيـل" (77)
وأنصار الدعاة المخلصينا!
ومن في الخير لا يخشون شرّاً
وفي اللأواء لا يتأخرونا
"يعينون الموالد والمنايا
ويبنون الحياة ويهدمونا"
ولو وجدوا إلى نجم سراطاً
لطاروا نحوه مستبسلينا
وتلك سجية الآباء منهم
وقد ظلوا لها متوارثينا
إذا ديس العريـن مضـوا غضابـاً
ليصطلموا الذي داس العرينا
إذا قالوا: بكيل حنت رؤوس
وخر لها الجبابر ساجدينا
بنفسي، والأب الغالي، ونجلي
ومالي أفتدي "المتبكلينا"!
* * *
يمن الثأر
وقائلة؛ وقد نزق اصطباري
وكدت أذوب بالذكرى حنينا
أبكّي من مضـى مـن أهـل ودي
وأستبكي ديار الناجعينا
وأرثي "سـادة" (78) سيقـوا اعتباطـاً
إلى ساح المنايا موثقينا
"ولم تغسل جماجمهم بسدر
ولكن في الدماء مرمّلينا"
"تظل الطير عاكفة عليهم
وتنتزع الحواجب والعيونا" (79)
* * *
علام الدمـع والحسـرات هـذي؟
فقلت: لكم شفـى دمـع حزينـا!
ستسلو؛ قـل: لا أسلـو ديـاري
ستنسى؛ قلت: لن أنسى القطينـا!
عدمت الدمع؛ إن لم أنتزفه
دماً بعد اللواتي. واللذينا
وظلت تأكل الحسرات قلبي
إذا لم أرع حقهم المصونا
ولا أبقت لي الأيام خلا
إذا سالمت خصمهم الخئونا!
سأطلب ثأرهم؛ حتى أراها
بلاقع؛ أو نعود محكمينا!
ونشفي غلة ونميت ضغناً
ونستقضي المغارم والديونا! (80)
وقد يكبو بفارسه جواد
وقد يتصارع المتحالفونا؟
ورُبَّتما يودُّ البعض منهم
بأنهم عداد الهالكينا!
فذرهم يلههم أمل خلوب
فسوف إذا أفاقوا يعلمونا
ودعهم في جهالتهم حيارى
سكارى؛ يسرحون ويمرحونا
سيعلم كل ختال أثيم
بأنا – رغم كل العالمينا
سنجعل من حصونهم قبوراً
ونبني من قبورهم حصونا
* * *
تذكير:
بني وطني؛ سلام من محب
لكم؛ لم يدخر عنكم ضنينا
لأجلكم يعادي من يعادي
ولا يخشى المشانق والسجونا
سلوا سجانه (81) .. لم كـان يغضـي
ويحني – وهـو يجلـده – الجبينـا؟
وعن صرخاته؛ والقوم غفل
على "عرباتهم" يتبخترونا!
وأهل العلم، والسادات طرّاً
و "نواب" البلاد "مخزونا" (82) !
وكم مـن مسلـم لاقـى نكـالاً
و "أصحاب المعالي" غافلونا!
* * *
و "زين العابدين" (83) "بـأرض سـام"
يعاني ما يعاني المبعدونا
وكانوا يكرهون النصح منه
ومن أعدائه يتقربونا
إلى أن أقبلت سوداء أخزت
مواطرها ظنون المرتجينا!
أذكركم بما ذقتم قريباً
من البلـوى.. فقـد لا تذكرونـا!
* * *
نصيحة:
"بكيل" والأشاوس من بنيها
و "حاشد" (84) بالرجـال المخلصينـا
و"مذجح" (85) بالحشود إذا استثـيرت
و "عك" (86) بالجنود مدججينا
لكم من أرضكم حصـن حصـين
إذا كنتم جميعاً.. صادقينا!
فكونوا إخوة في الله حقّاً
ولا تقفوا طريق الملحدينا!
ولا "المستخربين" (87) وإن أجادوا
أفانين البيان مزخرفينا!
"بأهل البيـت"، بالأخيـار منهـم
بصفوتهم، قفوا متمسكينا!
و "بالشورى"، وبالإِصـلاح نـادوا
وثوروا في وجوه الظالمينا
* * *
بني وطني.. سفينتكم أغيثوا
أعيروها الهداة المرشدينا!
فإنَّ البحـر مصطـخب غضـوب
وإنّ الحَيَنَ؛ يوشك أن يحينا
* * *
الملك فيصل بن عبد العزيز:
بني قومي حـذار.. فـإن تمـادت
غوائلنا هلكنا أجمعينا
لكم من "فيصـل" (88) وبـني أبيـه
مثال في السياسة تقتدونا
أهاب بقومه نحو المعالي
وأخرج من كنوزهم الدفينا
وقرب كل ذي رأي، وتقوى
ومعرفة وأقصى الآخرينا
* * *
خطر الشيوعية:
بني قومي؛ إذا لم تستقيموا
فسوف تـرون.. ما قـد تكرهونـا
"غراب الشوم" ينعق فـي حماكـم
لكيما تصبحوا متفرقينا
وتغدو أرضكم منكم خواء
ويملكها "الأجانب" آمنينا
وتعلو راية طبعت عليها
وعلامة من قـد اتبعـوا "لينينـا" (89)
* * *
فهل تستبدلون بهدي "طه"
و "عترته" ضلال الجاحدينا؟
أبعد "محمد" وبني "علي"
نبايع بالإِمامة "كوسجينا" (90)
لقد هزلـت إذن؛ والمـوت خـير
وأشفـى.. فانظـروا ما تأمـرونا!
ولي أمل؛ وفيكم من يرجى
وفي الألواح ما لا تعلمونا!
* * *
دعاء:
حناناً يا إله العالمينا
ورفقاً بالعبيد المخلصينا
إذا كان العقاب فلا مناص
فقد كنا جميعاً مذنبينا!
وإن كان اختباراً وابتلاءً
لتعلم بالبلاء الصادقينا!
فإني.. والذين يرون رأيي
ببابك واقفين؛ ولاجئينا
إلهي فاكفنا شر الأعادي
وكيدهم ومكر الماكرينا
وأسكنا رضاك ندى وفضلاً
فإنك إن رضيت فقد رضينا
لندن: 11 محرم 1386هـ
مايو 1967م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1995  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 200 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.