شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
170- بقايـا مَسرحيَّـة
[في سنة 1384هـ/ 1965م، حاول صاحب الديوان تأليـف مسرحية شعرية سمَّاها: "جحيم الغيرة"، وكان قد أكمـل منهـا ثلاثة فصول في حوالي خمسمائة بيت، ولكنها ضاعت أثناء إحدى رحلاته في حقيبة ثياب، ولم يبقَ منها إلاَّ مقطوعات تناثـرت في مذكراته، ومنها على لسان "الغيران"]:
من طبعها اللهو، وفي قلبها
هوى؛ ولا عقل، ولا معرفهْ
وفي مزاجي اللَّهو مستحكم
لكنَّ لي عقل، ولي فلسفَهْ
كيف التقينا دونما موعدٍ
ودون أن أعرف منها صفهْ؟
ويجيبه رفيقه:
الحب جبّارٌ وسلطانه
إذا غزا قلبَ امرئ أتلفه
لا علم، لا منطق فيه، ولا
دين؛ وأمـا العقـل مـا أسخفَـهُ!
ومنها ضمن حوار دار بين "الغيران" والفتاة "رباب":
 
كيف أصغيتِ إلى الإِثم وصدَّقتِ اللَّعينا؟
كيف لم تنزجري خو
فاً ولا عقلاً ودينا؟
ألأنِّي كنتُ في حبي
لكِ الخلَّ الأمينا؟
فتجيب:
لم يكُنْ إثماً.. ولكن
كان وهماً وظنونا؛
كان شكّاً.. غيرةُ
الحب أهاجته فنونا!
فيقول الغيران:
غيرة الحـبّ؟.. نعـم؛ قـد
فَتَنَتْ عقلي فتونا!
وأصابتني شدوها
وسهاداً وجنونا
فتهاويتُ على جرحي
مخبولاً، طعينا
وتطوحتُ وحيداً
وتعذَّبتُ جزينا
همسات الشك من
حولي شمالاً ويمينا!
ثم يتذكر ما نقله "صالح" بأنها قالت للتاجر "قاسم": وأنتَ الحبيب فيقول:
لا تكذبي؛ عيناك تُفصح
بالحديث الصادق!
لا تنكري؛ شفتاكِ تحكي
حُلـمَ قبلـةِ عاشـق!
قد قلتِها في نشوةِ
الذكرى للهوٍ سابق!
ساقتْكِ في تياره
نزوات طيش ماحق
أضنى فؤادك منه ما
يُضني فؤاد مفارق
وانسفْتِ في غيبوبةٍ
توهي، ورعبٍ دافق
وضميرك المسكـين، يرجـف
تحت همّ ساحق!
لا تنكري، الأوراق تر
وي عنه قصة فاسق!
لا تنكري، قد قالها
لك في دهاء منافق:
"أنت الحبيبة" فانخذلْـ
ـتِ وقلتها بتوافق!
هل كان شيء بعدُ؟
قوليها: فلستُ بواثق!
وترتجف "رباب" وتُخرج "المصحف" من جيبها وتقول:
مهلاً؛ خذ "الميثاق" إني تائبهْ
قد عدتُ نحـوك يا حبيـبي آيبـهْ
ما كان لم يك غـير طيـش حماقـةٍ
أجَّجتَ فيهـا أنـتَ نـاراً لاهبَـهْ
قد قلتَ لي شيئـاً أثـار مشاعـري
وأهاد فيَّ ظنون أمس الخائبهْ
واستصرخ الشيطان ضعفاً في دمـي
وأثار أعصابـي ونفسـي الغاضبـهْ
ما بين أوهامـي وبـين وساوسـي
لم أدر صادقة أنا أم كاذبهْ؟
قد كنتُ في غيبوبتي مجنونةً
عمياء مجهدة المشاعر تاعبهْ
ما كـان شـيءٌ بعـد إلاَّ يقظـتي
وأنا إليـك اليـوم أضـرع تائبـهْ
ومنها في إحدى مناجاته:
طمعتُ بأن تُشْفَى بها غلـةُ الهـوى
وتهدأ أشجان الغرام الثوائرُ
فأعطيتُها من كـل حسـن جميلَـه
ومن كل شانٍ ما تصيـب الخواطـرُ
ولكنها واخيبتاه تنكَّرت،
وكُشِّفَ لي من طبعهـا ما يُحـاذر
فيعزيه رفيقه بقوله مضمَّناً:
تصبَّر ولا تحـزن، وصابـرْ، وتـبْ
عن الأماني؛ وسلم، فالحظوظ عواثرُ
"وهبها كشيءٍ لم يكن، أو كنـازح
عن الدار، أو مَـنْ غيَّبتـه المقابـرُ"
ومنها من قصيدة يرثيها بها في آخر المسرحية:
أبكهـا يا شعـري، وودِّعْ صباهـا
وابك فيها حُلمَ الهـوى ووعـودهْ
وابك عمراً أفنيته في هواها
ترتجي وصلـه وتخشـى صـدودهْ
ومنها يرثيها أيضاً:
ابكِهـا يا شعـري وودعْ صباهـا
وارث عمراً أفنيته في هواها
كم تبتَّلتَ بالدموع إليها
تتقي هجرها وترجو رضاها
كنتَ تخشى عذاب ساعـة هجـر
آملاً كل لحظةٍ أن تراها
كيف يُسْطاع الظنُّ أنـك تسطيـع
ولو قد ماتَـتْ – بـأن تنساهـا؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :457  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 194 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.