شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
30- محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
[أنشدها الشاعر في حفلة الذكرى للمولد النبوي الكريم بعدن 12ربيع الأول سنة 1364هـ/ 1945م]:
نورٌ تألَّق في الوجود سناه
غمر الْمَمَالِك والشعوب ضياهُ
مسحَتْ به الصَّحرا كرى وأهامها
ومحا بِه الكون الشقيّ دُجاهُ
في يوم مطلع فجره ولد الهدى
وانبثَّ بين العالمين شذاهُ
يفشي صفات "محمد" خير الورى
وأجلَّ من تشدو به الأفواهُ
* * *
كم موقفٍ واللَّيل داجٍ والورى
غافٍ تمتَّع بالكرى عيناهُ
وقف النبي بها وحيداً حائراً
النجم سامره الذي يرعاهُ
الغارُ معبده البعيد عن الورى
والكائنات صلاته ودعاهُ
والبيد مسبح فكره وخياله
والقفر روض شعوره ورُباهُ
والوحيُ منبعه الزَّكيّ: فؤاده
ينبوعه، ولسانه مجراهُ
مسترسل النظرات يطلب ملجأً
يأوي إليه فقد قلى دنياهُ
حيناً يفكِّر في السماء وربّها
والكون والملك الذي سوّاهُ
يرنو إلى هذا الوجود فيرتئي
ما لا يُسيغُ ويرتضي مرآهُ
ظلمٌ، وإلحادٌ، وجهلٌ مطبقٌ
وتناحرٌ، وتخاصم، وسفَاهُ
* * *
هو ثورة العصر الجديد تأججت
لهباً تُدمدم في العقول لظاهُ
تودي بعصر الموبقات وتبتني
عهداً يرى فيه الوجود شفاهُ
كيف الركون إلى الحياة وكونها
قد أظلمَتْ أصقاعه وسماهُ
أربابه أصنامُهُ، وحماته
أجلافه، والموبقات حجاهُ
والموت شاعره البليغ تروقه
كلماته، ويهزُّه معناه
والشرّ حاديه الذكي يسوقه
أيَّان شاء، ويستجيد حداهُ
* * *
يا منقذ الإِنسان من آلامه
بالخير والحق الذي يهواهُ
أُرسِلْتَ والكون الفسيح معذبٌ
هاجَتْ نوائبه وثارَ شقَاهُ
أفقٌ تضلّ به العقول ومسلكٌ
تَاهتْ معاركه وطال مداهُ
كنتَ المحلّق قشعماً في جوّه
ودليل حائره، وكنت سناهُ
أوذيتَ لما قمت تدعو صابراً
لله محتسباً تريد رضاهُ
ودهتك أوباش الحياة بكلِّ ما
يشقي ويضني بؤسه وضناهُ
فصبرتَ لم تعبأ بنفثة مجرم
وحديث جلفٍ جهلُه مولاهُ
وثبتّ كالطود الأشمّ وهكذا
الرجل العظيم ثباتُه سيماهُ
وصبرتَ في وجه الحوادث باسماً
والصبر تحمد في الورى عقباهُ
وخرجتَ مضطراً تودع "مكة"
وأعزّ ما يبكي الفتى مأواهُ
هاجرت محتسباً لربّك صابراً
تطوي الفلا ورماله ولظاهُ
كنتَ الطريد العبقري! وهكذا
يلقى العظيم من الأنام جزاهُ
* * *
لولا ثبات "محمد" وصمودُهُ
ما نال ما يبغي ولا واتاهُ
الشمسُ.. ليس الشمس أنقى صفحاً
منه، وأين فخارُه وهداهُ؟
والبحرُ.. ليس البحرُ أعظم همةً
منه، وأين شعوره ونداهُ؟
قد جاء بالقرآن حقاً معجزاً
الله هدياً للورى أوحاهُ
صوتٌ يرنُّ على المدى، وحقيقةٌ
غرَّاء تخرس عندها الأفواهُ
سجدتْ له الأقلام خاشعةً كما
سجدت لخالقها نهىً وجباهُ
كلماته نورٌ يشعّ: ولفظُه
زهرٌ يروقك حسنه وشذاهُ
في كل سطر من سطور بيانه
روحٌ تهزُّ الكائنات قواهُ
ما الشعر؟ ما إبداعُه وخيالُه؟
ما السحرُ؟ ما تأثيره ورقاهُ؟
وحيٌ تُقدِّسه العقول، وتستقي
من نبعه، وتَعَلُّ من ريَّاهُ
يحيا به الكونُ الكبير مفكِّراً
فكأنما هو قلبه وحجاهُ.!
* * *
صفحاً رسول الله، إنا معشر
حادوا عن الحقّ القويم وتاهُوا
لو قمت راعتْك الحياة وظلمها
والأرض والعيش الذي تحياهُ
زنديقها السَّامي بكلِّ فضيلةٍ
وسفيهها المتعبدُ الأوَّاهُ!
وجهولها اللبق الذكي، ولصها
الحامي الأمين، وناسها الأشباهُ!
* * *
كنَّا هُداة العالمين شعارنا الحق
الصراح وهديُه وسناهُ
واليوم.. لو بعث النبي لراعه
أنَّا أضعنا دينه وعلاهُ
عدن: 1364هـ/ 1945م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :355  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج