شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية
سعادة الدكتور تركي بن حمد التركي الحمد))
بسم الله الرحمن الرحيم، في الحقيقة يفاجأ الإنسان بهذا الكم من الكلمات التي لم يعتد عليها، فأنا لم أعتد على التكريم بهذا الشكل، طبعاً شاكراً للجميع كل هذا الشيء، ولكن الإنسان يخجل ولا يدري ماذا يقول في مثل هذه الحالات إلا أن يشكر الحاضرين، أولاً يشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على هذه السُّنة الحميدة، التي أرجو أن تنشر في جميع أنحاء الوطن الشكر أيضاً لإخواني ولأساتذتي الذين ألقوا الكلمات، وأخص بالذكر الدكتور محمد عبده يماني الذي قال "نختلف معه ولكن نحترمه" يا سيدي نريد الاختلاف فقد تعبنا كثيراً من الاتفاق، تعبنا من الاتفاق كثيراً فنريد شيئاً من الاختلاف، لأن الاختلاف يعطي معنىً للحياة، والأشياء لا تُعرف إلا بأضدادها فأرجو أن تختلف معي في هذه النقطة. ومن ناحية أخرى الإنسان فعلاً يُحرج في مثل هذه المواقف لأننا لم نعتد تكريم الأحياء، اعتدنا دائماً تكريم الأموات، وليس فقط بل أيضاً اعتدنا على سماع أصوات الموتى. الآن عندما نتكلم وننظر إلى المؤثر علينا في حياتنا نترك الأحياء نترك المستقبل وننظر إلى الماضي ونستقي منه، وما هو الماضي في كثير منه؟ ما عدا المقدّس منه طبعاً لأنه أعتقد أن هناك من يسمع ما يريد أن يسمع ولكنه لا يريد مثلاً بعض الأحيان أن يدرك ما هو المقصود؟ الماضي هو سلطة كما قال رحمه الله الفيلسوف زكي نجم محمود الماضي هو سلطة الميت على الحي ولكن الحي هو الذي يصنع، وهذه المشكلة أننا لم نستطع إلى الآن أن نضع حداً بين سلطة الميت على الحي وبين ما يجب على الحي أن يفعله!
هذه قصة طويلة وممكن أن نتحدث ونتناقش فيها ولكن هذه الكلمة يجب أن تكون موجهة للذين قاموا بهذه الأمسية والذين حضروا هذه الأمسية وتجشموا العناء.
سبق في مرة من المرات كتبت مقالة عندما مات كاتبنا الكبير عزيز ضياء - رحمه الله -، كتبت الكلمات وظهرت الأشياء فكتبت مقالة بعنوان "إن الأموات لا يشمون الزهور" فعلاً الأموات لا يشمون الزهور عندما يموت الفرد ويضعون في المقبرة فتأتي بالأزهار الجميلة الفوّاحة الرائحة ولكنه لا يشمها، فلماذا لا نجعل مفكرينا وأدباءنا وكتابنا يشمون الزهرة قبل الوفاة؟ وأنا أعتقد هذا شيء يدفعهم إلى مزيد من الإنتاج. أخي مشعل السديري قال:"أن تركي الحمد لا يحتاج إلى تقديم ولا إلى إشادة" الإنسان في طبعه إنسان يرتاح عندما يجد أن هناك من يقرأ ويتابع، فأنا أتكلم عن نفسي وقد أتكلم عن كثيرين. الإنسان يحتاج إلى دفعة معنوية هذه طبيعته كإنسان، وأنا أعتقد أن هذه الليلة وأعتبرها من أبدع اللحظات في حياتي لأنها أعطتني دفعة فشكراً لكم جميعاً. والسلام عليكم ورحمة الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :642  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج