الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > البابا والتناغم بين السياسي والديني

البابا والتناغم بين السياسي والديني

لم تكن الكنيسة الكاثوليكية بعيداً عن مجريات السياسة كما يزعم البعض، فبعد وصول الرئيس رونالد ريجان إلى البيت الأبيض في بداية الثمانينيات الميلادية والحديث عن إمبراطورية الشر -أي الاتحاد السوفييتي- آنذاك، سعت تلك الإدارة الجمهورية التي تمثل بداية لفكر المحافظين الجدد إلى استمالة البابا “جون بولس الثاني”، والذي ينتمي لأصول بولندية وكانت بولندا تشهد صداماً بين الحكم العسكري الموالي للاتحاد السوفييتي ونقابة التضامن، وتم دعم هذه النقابة سياسياً من المنظومة الغربية ودينياً من بابا الكنيسة الذي يتحدث في مذكراته عن تعاطفه مع اليهود الذين كانوا يدرسون معه في طفولته في بولندا:Memory and Identity Personal Reflections, London, 2005, p.99 . وقد أدت زيارة البابا لبولندا –آنذاك- دوراً سياسياً غير منظور لصالح انفصال بولندا عن المنظومة الشيوعية المتآكلة.

رَأْسُ الكنيسة الكاثوليكية -الحالي- بينديكتوس السادس عشر يزور الأماكن المقدسة في منطقة الشرق الأوسط، ومع أن الكنيسة البروتستانتية هي التي كثيراً ما تتحدث عن العهد القديم Old Testament -أي التوراة- وأن العهد الجديد -أي الإنجيل- لا يمكن فهمه إلا بالرجوع للعهد القديم وهذا مما أفلحت الحركة الصهيونية في تسويقه داخل المجتمعات الغربية إلا أننا وجدنا “بينديكتوس" في أحاديثه أثناء هذه الزيارة عن العهد القديم وتوثيق العلاقة بين المسيحيين واليهود، وجدنا مزايدة صريحة على الكنيسة البروتستانتية في هذه القضية، وهي مزايدة تشبه مزايدة كل من اليمين واليسار الغربي في كسب الود اليهودي، وإذا كان البابا “بولس الثاني” لم يلتفت إلى معاناة الفلسطينيين في زيارته عام 2000م، تحت ذريعة أن البابا لا يتدخل في الشأن السياسي، فإن البابا الجديد لن يحظى الفلسطينيون المشردون عن أراضيهم والذين يحاصرهم ويحيط بهم جدار عنصري فاصل هو الأسوأ في تاريخ البشرية لن يحظوا في الغالب بأي موقف من البابا الذي أسرفنا في الترحيب به.