شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اللورد أوين والتطرف السياسي ضد الآخرين
لم أرَ سياسيًا كرهه الأقربون والأباعد مثل السياسي الإنجليزي ديفيد أوين David Owen، الذي وجد نفسه فجأةً في عام 1977م وزيرًا للخارجية في حكومة (جيمس كالاهان)، التي لم تعمّر طويلاً حيث خسر (كالاهان) الانتخابات في بريطانيا لصالح (مارجريت تاتشر) المحافظة سنة 1979م، في تلك المدة التي لم تتجاوز العامين في المنصب الذي شغله أوين كشف عن شخصية متطرفة، حيث تعامل مع قضية ردوسيا (زيمبابوي حاليًا) بكثير من الإنحياز للأقلية البيضاء مما أوقع حزب العمال الذي كان كثيرًا ما يتخذ قرارات لصالح الشعوب المضطهدة، في مأزق خطير كما أنّه انحاز لحكم شاه إيران السابق في الوقت الذي كانت الأحداث تأخذ منحى خطيرًا، ويذكر المؤرّخ الإنجليزي David Childs أن النواب من الصفوف الخلفية للبرلمان كانوا أكثر استشرافًا منه للواقع السياسي الذي كانت تمرّ به منطقة الشرق الأوسط.
ويصفه أحد كبار منظري الحركة العمالية في بريطانيا دينيس هييلي بقوله إن غطرسة (أوين) تسببت في انتشار موجة عداء له تبدأ من موظفي سكرتيريته وتنتهي عند سائق سيارته.
(روي جينكنز) وزير المالية العمالي الراحل 1967-1970م وأحد الشخصيات السياسية المؤثرة في بريطانيا على مدى نصف قرن من الزمن، وصف (أوين) الذي ينتمي مثله ليمين الحزب، بأنه مثل شجرة مادة السم الخرافية والتي تتسبب في تحطيم الحياة من حولها ولمسافات بعيدة جدًا، وفي كل مناسبة كان يشارك الحديث فيها عن القضية الفلسطينية كان يُبدي عداءً للعرب والمسلمين ويتحوّل فجأة من شخصية إنجليزية إلى أخرى موغلة في الاعتقاد بأدبيات الصهيونية العنصرية.
(أوين) أو شجرة (السم) تسبب في سقوط حكومة كالاهان مع عوامل أخرى لا مجال لذكرها الآن، ثم انشق بعد عام واحد فقط من هزيمة (كالاهان) عن حزب العمال ليؤسس مع (شيرلي ويليامز) وآخرين حزبًا جديدًا دُعي باسم الديمقراطيين الاجتماعيين ولكن الحزب انتهى بسبب سوء طالع هذا الإنسان، وعندما اختير وسيطًا دوليًا في حرب البلقان رفض الاعتراف بأي كيان ووجود سياسي لمسلمي البوسنة،- وأخيرًا- كان ضيفًا على البلد العربي (مصر) وبدلاً من أن يكون ضيفًا مهذبًا كان على النقيض من ذلك –وقحًا- فلقد زعم بأنه ليست هناك حاجة للاحتفال بذكرى حرب أكتوبر ويبقى السؤال مطروحًا، لقد انتهى (أوين في بلده) فلماذا نبعثه نحن من قبره؟، فهناك من هو أولى منه بالاحتفاء والتكريم! .
 
 
طباعة
 القراءات :192  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 100
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج