شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ريش متناثر من جناح طائر (7) (1)
والبقية لا تأتي!
لقد مات (أنطونيو) وبقيت أحذيته وزجاجاته.. مختلطة، ويقال والعهدة على الراوي: إنه لا وارث له، إلاّ في أعقاب الأجداد من ناحية الخالات.
وترك حانوتاً قد اجتمع فيه ما يصل الرؤوس بالأحذية..، ثم مات..، ولم يترك وريثاً إلاّ في الناحية التي ذكرناها..
ومررت على ذكرياته.. كرسيه حيث يجلس، وكأسه حين يشرب، ومخاريزه الكهربائية على الأحذية.. وبقايا من ضحكاته وشيء من نعسات الجفون في مقلتيه.
وجدت مكانه خالياً، عاطلاً، وليس خالياً.. أمامي اليوم وجاء وجه الذئب ملوي أنفه إلى وراء، وعينان زرقاوان، لهما بعد الأهداب وميض خبيث!
وكما يعلم القراء -حفظهم الله- أن أنطوان، وأنطونيو بمثابة اسم واحد أو كما قال (شوقي):
أنا أنطنيو وأنطنيو أنا
نحن روحان حللنا بدنا (2)
قلت لهذا المزمجر، المشمخر: بعينيك الحلوتين أين أنطونيو؟
فأشاح ببرطم له غليظ، وقال: ومن أنطونيو؟
الذهول أقل ما يمكن حسابه، ومع ذلك فقد أدركت غلطي على نحو ما!
قلت له بضعف حال:
ألا يوجد هنا إنسان بهذا الاسم؟
فقال بدون تأثر: لقد مات!
قالها هكذا، وكأن الموت أغنية من الأغنيات.
ولقد -لعمر الله- وقف لساني.. إنه يتكلم عن إنسان مات كما يتكلم عن خنفساء وطأها أحدهم في الطريق.
مات أنطونيو، والكأس تزهر في يديه.. فإلى الجحيم! لو كنا نقدر مواقع الموتى في الآخرة!
هذه كأس أنطونيو..
أنطونيوس، أنطانيان على كل مجال في الأسماء اللاتينية، وهذا مخرازه على الجلود.
فما أشق التلاؤم بينهما، وما أعجب التفكير فيهما؟
حذاء، وكأس، بين القدم.. والرأس، تالله، لقد كدت أختبل؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :219  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج