الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > > ريش متناثر من جناح طائر (6)

ريش متناثر من جناح طائر (6) ⁽¹⁾

-1-

لم يخطر على بالي قط، ولم يدر بخلدي أني سأبلغ الثمانين من العمر وأتجاوزها بعام واحد، وكما سبق أن قلت: إن جسمي من قمة رجلي إلى أخمص رأسي يكتظ بمواضع الكي بالنار.

والكي بالنار هو دواء البادية الوحيد أينما حلوا أو رحلوا.

-2-

في نحو سنة (1347هـ) كنت أدرس بمدرسة الفلاح بالقشاشية بمكة، وكان من زملائي فيها علي حناوي وعبد الله بلخير وإبراهيم جفالي وغيرهم، وفي نفس هذا العام تخرج كل من السادة أمين كتبي ومحمد حسن فقي وعلوي مالكي وسواهم.

كان مدير المدرسة عبد الله حمدو السناري ومن أساتذتها حامد كعكي ومحمد نوري والطيب المراكشي وعمر حمدان ومحمد العربي وإبراهيم نوري، وفي أيامها جاء الرجل الفاضل الذي كان يصرف على مدارس الفلاح من جيبه الخاص.. وأعتقد أن اسمه (..... رضا) ⁽²⁾ من عائلة رضا بجدة.. وألقى السيد أمين كتبي قصيدة كان مطلعها:

من نورك النيِّران: الشمس والقمرُ

وفي ندى راحتيك البحر والمطرُ

ولا بد أن سجلات مدرسة الفلاح تحتفظ بكل شيء من هذا القبيل.

بعد ذلك أصبح السيد علوي مالكي مدرساً للإنشاء، والسيد أمين كتبي للخطابة، والسيد حسن فقي مساعداً لمدرس الخط الشيخ سليمان غزاوي، وكان خطاطاً مجيداً شهيراً بمكة المكرمة رحمه الله.

وكان أول درس في الإنشاء ألقاه علينا الأستاذ علوي مالكي رحمه الله هذه الأبيات على السبورة (اللوحة السوداء) بقلم الطباشير:

دبج نميقة شوق بين خلين

تجرعا من كؤوس الضر والبين

وصف ودادهما فيها وشوقهما

واحذر من الحشو والإطراء والمين

إلى آخرها.

الشعر النبطي

أنا أعتبر الشعر النبطي امتداداً ورديفاً للشعر الفصيح، ويقال: إنه انتشر في القرن الرابع الهجري أيام قبائل بني هلال وبني سليم وغيرهم وجاء على ألسنة أمثال أبي زيد الهلالي ودياب بن غانم والزناتي خليفة كما تقول بعض التواريخ والأساطير.

مكة المكرمة -8/7/1413هـ