شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عيش وملح (4) (1)
الكمال هو الغاية التي لا تُنال اختص الله به نفسه؛ لأن ذوي البصائر المستنيرة لا يمكن أن يؤمنوا بإله غير كامل، فكان الله سبحانه وتعالى مثال الكمال في أسمائه وصفاته، وفي كل ما أطلقه على نفسه من الآلاء التي لا حدود لها.
وتخبط الناس، وذهبوا كل مذهب يتقسمون طرقاً شتى إلى الكمال، وما هم ببالغيه، مهما تعسفوا واشتطوا.
هناك روضة غناء، ولكنها مسحورة، (للجن بالليل في حافتها زجل) كما يقول الأعشى الكبير (2) ، فهي أبداً تنتقل على مناكب الريح وتخترق الآفاق وتدور وتدور، كأنما تقوم على نظام شمسي بديع، ومن دون الوصول إليها آفات ومكاره وأوعار كبار.. تلك الروضة هي التي يتبوأ فيها الكمال عرشه الجميل فليس إليه من سبيل.
وإذا أراد الله بإنسان عكس أمره وبيان شره، سلَّط عليه الغرور الأجوف، فإذا انتفخت ثيابه بالغرور انكشف منه الأشر المستور أُلقي في روعه أنه قد تمنطق بالكمال، فأخذ يطبق فمه خوفاً على الدر أن ينتثر، وطفق يغمض عينه حرصاً على النور أن ينتشر.. فمن هو المغرور المفتون بنفسه؟.. إني لأستطيع أن أسميه، ولكني أخشى على الزجاج أن ينكسر.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :245  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج