شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحياة مع الأموات! (1)
.. طيلة عمري وأنا أحيا مع الموتى المتفوقين من الناس.. أعايشهم وأنادمهم، وألقى منهم كل الأفكار ذوات الابتكار..
أنا أعايش الموتى الممتازين معيشة غليظة كثيفة.. قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة، وقد تكون على حق أو على باطل..
وأنا امرؤ أعتقد أني على نصف عقل.. إذا كان بعض الناس يزهون بعقول كاملة ويزدادون عليها عقولاً أخرى.. وهم يؤمنون إيماناً تاماً بأن عقولهم كاملة.
هل هناك من له عقل كامل؟
إذاً لقد كان نبياً..
وإذا كان عاقلاً جداً مثل ابن سينا والفارابي، فإنه يكون عندئذ مغروراً مفرطاً في الغرور..
وهل العقل الإنساني كامل؟
حينئذ تتماثل المذاهب والمواهب، ولا يكون بين كل ذلك أي اختلاط..
الناقص يدل عليه نقصه.. والكلام يشير إليه كماله.. وبالرغم من أنه لا هناك نقص مطلقاً، ولا كمال مطلقاً، فهناك وسط بين الحالتين يدل على المسافة.. أجل أنا أعيش مع الجاحظ والتوحيدي وأبي هلال العسكري والجرجانيين وأبي قدامة وابن خلدون والذهبي والأصفهاني.. كما أني أعيش بين أرسطو طاليس وسقراط وأفلاطون وأفلوطين وأبيقور وجورجياس، ومع ذلك فإني أجلس مع برناردشو وأناتول فرانس وشكسبير وهيجو وجوته.
ليس هذا استعراضاً لقراءاتي.. ولكن ألم أقل لكم إني أحيا بين الأموات الخالدين؟
تالله إن هذا لهو العيش الكريم..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :462  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 62 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج