الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > (36) ابنتي أم هاني

(36) ابنتي أم هاني

يظهر من سرعتك في الإجابة على رسائلي، أنك تسرفين في أكل المخللات والمواد الحريفة والنشويات.. وفي هذه المرة لن يكون لدي نصح جديد.. لا بد أن تتولى نصحك إرادتك، قبل أن تجدي نفسك أمام مجموعة معقدة من المشكلات الصحية والتحولات الجثمانية، التي تتحول بسهولة إلى مشكلات نفسية..

إنها غلطة لن تغفريها لنفسك.. أقول غلطة وبودي أن أقول جريمة.. لا سبيل للتخلص من آثارها..

حسن جداً أن لا تفقدي إيمانك بالخير.. وبأنه وقاية.. ما الحياة إذا خلت من هذا الإيمان؟ نعم ما هي ومهما كان الاختبار قاسياً ومريراً؟.

أرجو أن أشترك معك في عملية اختيار الأثاث الذي تتطلعين إلى اختياره، فلا تتسرعي.. فاللقاء قريب بمشيئة الله.

إذا كانت هذه فرصة مناسبة، فهي لا تكلفك إلا الانتظار بعض الوقت مش كده ولاّ إيه؟

الوقت والظروف تزيدني تمسكاً بفكرتي في أن تتابعي دراستك بجامعة بيروت.. ولك أن تختاري.. لن أكون بحاجة إلى أي نوع من الليات لبضعة أعوام لاحقة.. فحاذري أن تصنعي شيئاً منها بعد الآن..

لم أبعث ولن أبعث إليك كتاباً أو كتباً في تربية الأطفال.. سأكتفي بأن أصرخ!

دعيه للطبيعة فهي أرحم وأحكم من كل كتب التربية.. الطبيب فقط عندما يمرض.. دعيه لظروف الحياة بجميع تغيراتها ليكتسب القوة والقدرة والتكيف.. دعيه يمارس الرياضة الحرة بطريقته.. لا تعترضي طريقه إلا بقدر ما يجنبه المخاطر..

حاولي تنظيم نومه وطعامه.. ودعيه بعد ذلك لمزاولة نشاطه على الأرض وتحت السماء..

هذه مجرد نصيحة أرجو أن لا تجدي صعوبة في مراعاتها.. جنبيه الخوف والفزع لينشأ شجاعاً ثابتاً.. وفي بساطة!!

هذه كلمة مختصرة ليحملها مسافر صباح الخميس.

تحياتي وقبلاتي على الهواء.

والدك