صَوْتُ المودَّةِ لا جَرَمْ |
والسَّبقُ من دَأْبِ الكرمْ |
أهلاً بِداعيةِ الإخا |
ءِ، جَلا مفاتنَها القلمْ |
فأتَت بمأثورِ الوفا |
ءِ، جرى بمَروِيِّ النَّغمْ |
تَسرِي به بِدَعُ العرو |
ض، على السَّجيَّة من أممْ |
بَيناه يمرَحُ في السُّفو |
ح، إذا به فَرعَ القِممْ
(1)
|
فَوضَى الطَّبيعة، لا نِظا |
مَ، فلا ضياء، ولا عَتَمْ |
لكنَّه فنُّ البليـ |
ـغ، على قوالبها انسجمْ |
وسجيَّةُ الطَّبع القَويِّ |
إذا ترفَّقَ واحتدمْ |
ولكَمْ يؤلِّفُ قادرٌ |
بين المَسرَّة والألمْ |
ما الحُسنُ أعضاءٌ تُوا |
ئمُها القَرابةُ في القِسَمْ |
فلقد يكونُ على تألـ |
ـفِ هذه روحاً يُذَمْ |
وعلى تنافُرها جَما |
لاً، لا يُحَسُّ له سَأمْ |
ولَمِثلُ شَأوِكَ لا يُنا |
لُ، إذا تناظَرت القِيَمْ |
ماذا تركتَ لمُقتفِيـ |
ـكَ، ودون همَّتِك الهِممْ؟ |
ماذا يُريغُ وراءَ أقـ |
ـرَنَ، في ضرابِهما أجَمْ؟ |
أنا ذلك المبهورُ، دو |
نكَ، إن تطاولت اللَّمَمْ |
لَظلمَتنِي، والظُّلمُ أقـ |
ـتَلُ، إن أصابكَ من حَكمْ |
* * * |
يا صاحبي، وخَلاك ذَمّ |
لا كنتَ فِيَّ المتَّهَمْ |
مَن أرسل العُتبى تؤُجُّ |
كما فعلتَ، فقد ظَلمْ |
أتُراك تَعبثُ، أم تَجِدُّ |
وقد تخيَّرت التُّهمْ؟ |
أم تلك نازيةُ الجَما |
ل، إذا تعسَّف فانتقمْ؟
(2)
|
أثخَنتَ قَلبي بالجِرا |
ح، وجُرحُ دَلَّك ما التَأمْ |
أوَّاهُ! من جَنَفِ الجَما |
ل، إذا تعتَّب واحتكمْ! |
أفضاعَ عندك ما ادَّخر |
تُ، وما بنيتُ، قد انهَدمْ! |
فلقيتَني بعد الصّدو |
ف بما قذَفتَ من الحُممْ |
لَقضَت علينا بالهَوا |
ن قيودُ حُسنِكَ والشِّيمْ |
أنا من عفا حتَّى استرا |
ب، ومَن وَفى حتَّى انحطمْ |
أقذى المودَّةِ ما أرا |
ب، وشرُّ عتبِك ما وَصمْ |
* * * |
أتَرى المودَّةَ كالحيا |
ة، على غرائبها، قِسَمْ؟ |
هي تلك فَلسفةُ الحيا |
ة على الطُّفولة والهرمْ |
ما في الحياة إذا سَعيـ |
ـتَ، بغير حظّ، مقتحَمْ |
الحظُّ يعلو بالقُرو |
د على غضافِرة الأجَمْ
(3)
|
ويُطيحُ بالسّادات معـ |
ـتسِفاً، ويصطنع الخَدمْ |
أتُرى مقاديرُ الرجا |
ل على يديه، سوى زُلَمْ
(4)
|
ويقال بعدُ -ألا يقا |
لُ؟: لكلِّ ساعٍ ما اعتَزمْ؟ |
بِمَ نالَها الوغدُ الكسيـ |
ـحُ، وفائتَ البطلَ الحُطَمْ؟
(5)
|
ما سعْيُ مرهوبِ الخُطى |
من سَعي مكفوفِ القَدَمْ؟ |
ما سَعيُ مرتقِب السَّنا |
من سَعْي مرتقِب الظّلَمْ؟ |
لو كان بالسَّعي النَّجا |
حُ، لما تشامَخَتِ الأكَمْ |
لكنّها دنيا الشّذو |
ذ، فلا مَلامَ، ولا نَدمْ |
رُحنا بَوعثاءِ الطّلا |
بِ، وراح قومٌ بالنّعمْ |
* * * |