شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بيني وبين الأستاذ
محمد حسن فقي
صَوْتُ المودَّةِ لا جَرَمْ
والسَّبقُ من دَأْبِ الكرمْ
أهلاً بِداعيةِ الإخا
ءِ، جَلا مفاتنَها القلمْ
فأتَت بمأثورِ الوفا
ءِ، جرى بمَروِيِّ النَّغمْ
تَسرِي به بِدَعُ العرو
ض، على السَّجيَّة من أممْ
بَيناه يمرَحُ في السُّفو
ح، إذا به فَرعَ القِممْ (1)
فَوضَى الطَّبيعة، لا نِظا
مَ، فلا ضياء، ولا عَتَمْ
لكنَّه فنُّ البليـ
ـغ، على قوالبها انسجمْ
وسجيَّةُ الطَّبع القَويِّ
إذا ترفَّقَ واحتدمْ
ولكَمْ يؤلِّفُ قادرٌ
بين المَسرَّة والألمْ
ما الحُسنُ أعضاءٌ تُوا
ئمُها القَرابةُ في القِسَمْ
فلقد يكونُ على تألـ
ـفِ هذه روحاً يُذَمْ
وعلى تنافُرها جَما
لاً، لا يُحَسُّ له سَأمْ
ولَمِثلُ شَأوِكَ لا يُنا
لُ، إذا تناظَرت القِيَمْ
ماذا تركتَ لمُقتفِيـ
ـكَ، ودون همَّتِك الهِممْ؟
ماذا يُريغُ وراءَ أقـ
ـرَنَ، في ضرابِهما أجَمْ؟
أنا ذلك المبهورُ، دو
نكَ، إن تطاولت اللَّمَمْ
لَظلمَتنِي، والظُّلمُ أقـ
ـتَلُ، إن أصابكَ من حَكمْ
* * *
يا صاحبي، وخَلاك ذَمّ
لا كنتَ فِيَّ المتَّهَمْ
مَن أرسل العُتبى تؤُجُّ
كما فعلتَ، فقد ظَلمْ
أتُراك تَعبثُ، أم تَجِدُّ
وقد تخيَّرت التُّهمْ؟
أم تلك نازيةُ الجَما
ل، إذا تعسَّف فانتقمْ؟ (2)
أثخَنتَ قَلبي بالجِرا
ح، وجُرحُ دَلَّك ما التَأمْ
أوَّاهُ! من جَنَفِ الجَما
ل، إذا تعتَّب واحتكمْ!
أفضاعَ عندك ما ادَّخر
تُ، وما بنيتُ، قد انهَدمْ!
فلقيتَني بعد الصّدو
ف بما قذَفتَ من الحُممْ
لَقضَت علينا بالهَوا
ن قيودُ حُسنِكَ والشِّيمْ
أنا من عفا حتَّى استرا
ب، ومَن وَفى حتَّى انحطمْ
أقذى المودَّةِ ما أرا
ب، وشرُّ عتبِك ما وَصمْ
* * *
أتَرى المودَّةَ كالحيا
ة، على غرائبها، قِسَمْ؟
هي تلك فَلسفةُ الحيا
ة على الطُّفولة والهرمْ
ما في الحياة إذا سَعيـ
ـتَ، بغير حظّ، مقتحَمْ
الحظُّ يعلو بالقُرو
د على غضافِرة الأجَمْ (3)
ويُطيحُ بالسّادات معـ
ـتسِفاً، ويصطنع الخَدمْ
أتُرى مقاديرُ الرجا
ل على يديه، سوى زُلَمْ (4)
ويقال بعدُ -ألا يقا
لُ؟: لكلِّ ساعٍ ما اعتَزمْ؟
بِمَ نالَها الوغدُ الكسيـ
ـحُ، وفائتَ البطلَ الحُطَمْ؟ (5)
ما سعْيُ مرهوبِ الخُطى
من سَعي مكفوفِ القَدَمْ؟
ما سَعيُ مرتقِب السَّنا
من سَعْي مرتقِب الظّلَمْ؟
لو كان بالسَّعي النَّجا
حُ، لما تشامَخَتِ الأكَمْ
لكنّها دنيا الشّذو
ذ، فلا مَلامَ، ولا نَدمْ
رُحنا بَوعثاءِ الطّلا
بِ، وراح قومٌ بالنّعمْ
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :461  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.