شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مقطَّعات
يا ربَةَ البيتِ، ماذا خلفَ رَونَقِهِ الـ
ـبادي من النّقص والتنقيص والقَذَرِ؟
جَلَّتكِ أمُّك للبعلِ الذي اجتذَبت
مرضيّةَ الحُسن والأخلاق والبَصرِ
وكاتَمَتْه على عِلم بحاجته
ما تحتَ ظاهِرك المجلوِّ من غَرَرِ
حتّى تكشّفتِ عن نُكرٍ تخوَّفه
مذْ كان يخبِط بين الخُبْر والخَبَرِ
فإن أطاقَكِ أحنى العبْءُ كاهلَه
وإن أراقَك لم يَسلم من الهَذَرِ
يا لِلحياةِ، أراغَ الصَّفوَ ناشدُها
فلم تَقُد خطوُه إلا إلى الكَدرِ
لا يتّقي عاقلٌ محتومَ غايتِه
بما تعوَّدَ من خوفٍ ومن حذَرِ
* * *
يا خاطبَ الظَّبيةِ الحسناءِ محتقِباً
عنها الأحاديثَ، ماذا خلفَ ظاهرها؟
لا تطلبِ الحسنَ تجلوه مفاتُنها
واطلبْه حُسنَ خَلاقٍ في معاشرها
فربَّ فاتنةٍ يُخفي مقابحَها
عن نظرة المتمنّي وشيُ مئزرها
الحُسن مطلبُ أيامٍ يقصّرها
عَجْزُ المليحةِ عن إشباع ساتِرها
ويا بقيَّة حزمٍ كنتُ أذخَرُها
مضى بها، غيرَ ساع، حظُّ قامِرِها
ماذا عليكَ، وشرُّ الخطَوِ أعجلُهُ
لو اتّأدْتَ قليلاً في بوادرها
كانت نشيدةَ ملتاحٍ تعجَّلها
وراح يحمل إصراً من جرائرها
* * *
وقالوا: تزوّجْ غيرَ ذاتِ جهالةٍ
تفُرْ بهواها خُلَّةً ومُشاكلا
فجاءتْ كما شاء النَّصيحُ أريبةً
وزادت فكانت خَلّةً ومَشاكلا
مَلِلْتُ هواها زينةً وصبَاحةً
لئن ضِقتُ ذرعاً بالطَّوى وشمائلا
لقد كان شرّاً أن طلبتُ عشيرةً
ورأياً على طول التردّد قائلا
يلوم على أني تشاءمتُ صاحبي
ولو أمكن الخطوُ الكسيحَ تَفاءلا
ألا شَدَّ ما يوحي قُواكَ مبغَّضٌ
تراهُ، وقد أوليتَه الصَّرمَ واصلا
* * *
على أيّ حالَينا من العيش نلتقي
زهادةَ سالٍ، أم نهايةَ مخفِقِ؟
وأيَّ ضلالات العواقب يَرتجي
سَؤومٌ متى عاطيتَه الودَّ يَصْعَقِ
عثرتَ، وما كان اختيارُكِ فطنةً
فيا لكِ من خرقاءَ سِيقتْ لأخرقِ
بأيِّ ملاذٍ من عَنائكِ أحتمي
وأيَّ سجاياكِ البغيضةِ أتّقي؟
فما كنتِ إلا صفقةَ الغبنِ باطناً
على ظاهرٍ مما اصطنعتِ مُزّوَّقِ
* * *
تباهينَ جهلاً بالجَمال، وإنّه
ذخيرةُ لهوٍ لا تَدوم لمنفقِ
وما الحُسنُ عندي غيرُ ملهاةِ عابثٍ
إذا لم يزِنْه طِيبُ مَسعىً ومنطقِ
وما حُسنُ أنثى جانبَ البعلُ بيتَها
وجافاه، لم يحفِل، ولم يتشوّقِ؟
لَشَرُّ الذي ألقاه منكِ ودادةٌ
تنازِعُني أشلاءَ صبرٍ ممزَّقِ
تَهيمين بي؟ لو كنتِ ماءً لَعفتُه
على ظمأ، والموتُ يُلوي بمخنقي
رُوَيْدَكِ، ما أجزيكِ بالحبّ صَبوةً
وما هيَ إلاّ رحمةُ المتصدّقِ
ألا ليت يوماً لا ظَني بكِ لم يكن
فما أنتِ إلاّ الدّاءُ حاقَ بمحلقِ
* * *
كلا اثنيهما فيما أباديكِ مُرمِضي
جهامةُ آلٍ، أم عداوةُ مبغضِ
وما صبرُ مثلي عند بلهاءَ يستوي
لديها سروري طافحاً، وتقبّضي
لها منزلٌ عافته نفسي قذارةً
تحوّلَ عنه كالحاً كلُّ أبيضِ
وما عرفتْ من شأنها فيه غيرَ ما
تُزَيّنُهُ من مُذهَبٍ ومُفضَّضِ
لكِ الويلُ ما تحلو عروسٌ بثوبها
لدى بعلِها فيما تَنِدّ وتنتضي
ولكن بأخلاق ومسعاةِ ناشطٍ
لعيدٍ بلبسِ العيش ريانَ، فانهضي
جزيتُكِ بالحبِّ الذي تزعمينَه
إشاحةَ مغبونٍ ونُفرةَ مُعرِضِ
فما فيك لِلمُلتاحِ ريٌّ يُسِيغُه
وقد غضَّ إلا آهة المتمرض
فأيَّ أمانيِّ الهوى فيكِ أقتضي
وأيَّ مرازي طبعِكِ الكَزِّ أرتضي؟
لقد كان رأيي في اختيارِكِ عثرةً
فمَن لي وقد خارت قُواي بمُنهِضِ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :445  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 155 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.