يا ربَةَ البيتِ، ماذا خلفَ رَونَقِهِ الـ |
ـبادي من النّقص والتنقيص والقَذَرِ؟ |
جَلَّتكِ أمُّك للبعلِ الذي اجتذَبت |
مرضيّةَ الحُسن والأخلاق والبَصرِ |
وكاتَمَتْه على عِلم بحاجته |
ما تحتَ ظاهِرك المجلوِّ من غَرَرِ |
حتّى تكشّفتِ عن نُكرٍ تخوَّفه |
مذْ كان يخبِط بين الخُبْر والخَبَرِ |
فإن أطاقَكِ أحنى العبْءُ كاهلَه |
وإن أراقَك لم يَسلم من الهَذَرِ |
يا لِلحياةِ، أراغَ الصَّفوَ ناشدُها |
فلم تَقُد خطوُه إلا إلى الكَدرِ |
لا يتّقي عاقلٌ محتومَ غايتِه |
بما تعوَّدَ من خوفٍ ومن حذَرِ |
* * * |
يا خاطبَ الظَّبيةِ الحسناءِ محتقِباً |
عنها الأحاديثَ، ماذا خلفَ ظاهرها؟ |
لا تطلبِ الحسنَ تجلوه مفاتُنها |
واطلبْه حُسنَ خَلاقٍ في معاشرها |
فربَّ فاتنةٍ يُخفي مقابحَها |
عن نظرة المتمنّي وشيُ مئزرها |
الحُسن مطلبُ أيامٍ يقصّرها |
عَجْزُ المليحةِ عن إشباع ساتِرها |
ويا بقيَّة حزمٍ كنتُ أذخَرُها |
مضى بها، غيرَ ساع، حظُّ قامِرِها |
ماذا عليكَ، وشرُّ الخطَوِ أعجلُهُ |
لو اتّأدْتَ قليلاً في بوادرها |
كانت نشيدةَ ملتاحٍ تعجَّلها |
وراح يحمل إصراً من جرائرها |
* * * |
وقالوا: تزوّجْ غيرَ ذاتِ جهالةٍ |
تفُرْ بهواها خُلَّةً ومُشاكلا |
فجاءتْ كما شاء النَّصيحُ أريبةً |
وزادت فكانت خَلّةً ومَشاكلا |
مَلِلْتُ هواها زينةً وصبَاحةً |
لئن ضِقتُ ذرعاً بالطَّوى وشمائلا |
لقد كان شرّاً أن طلبتُ عشيرةً |
ورأياً على طول التردّد قائلا |
يلوم على أني تشاءمتُ صاحبي |
ولو أمكن الخطوُ الكسيحَ تَفاءلا |
ألا شَدَّ ما يوحي قُواكَ مبغَّضٌ |
تراهُ، وقد أوليتَه الصَّرمَ واصلا |
* * * |
على أيّ حالَينا من العيش نلتقي |
زهادةَ سالٍ، أم نهايةَ مخفِقِ؟ |
وأيَّ ضلالات العواقب يَرتجي |
سَؤومٌ متى عاطيتَه الودَّ يَصْعَقِ |
عثرتَ، وما كان اختيارُكِ فطنةً |
فيا لكِ من خرقاءَ سِيقتْ لأخرقِ |
بأيِّ ملاذٍ من عَنائكِ أحتمي |
وأيَّ سجاياكِ البغيضةِ أتّقي؟ |
فما كنتِ إلا صفقةَ الغبنِ باطناً |
على ظاهرٍ مما اصطنعتِ مُزّوَّقِ |
* * * |
تباهينَ جهلاً بالجَمال، وإنّه |
ذخيرةُ لهوٍ لا تَدوم لمنفقِ |
وما الحُسنُ عندي غيرُ ملهاةِ عابثٍ |
إذا لم يزِنْه طِيبُ مَسعىً ومنطقِ |
وما حُسنُ أنثى جانبَ البعلُ بيتَها |
وجافاه، لم يحفِل، ولم يتشوّقِ؟ |
لَشَرُّ الذي ألقاه منكِ ودادةٌ |
تنازِعُني أشلاءَ صبرٍ ممزَّقِ |
تَهيمين بي؟ لو كنتِ ماءً لَعفتُه |
على ظمأ، والموتُ يُلوي بمخنقي |
رُوَيْدَكِ، ما أجزيكِ بالحبّ صَبوةً |
وما هيَ إلاّ رحمةُ المتصدّقِ |
ألا ليت يوماً لا ظَني بكِ لم يكن |
فما أنتِ إلاّ الدّاءُ حاقَ بمحلقِ |
* * * |
كلا اثنيهما فيما أباديكِ مُرمِضي |
جهامةُ آلٍ، أم عداوةُ مبغضِ |
وما صبرُ مثلي عند بلهاءَ يستوي |
لديها سروري طافحاً، وتقبّضي |
لها منزلٌ عافته نفسي قذارةً |
تحوّلَ عنه كالحاً كلُّ أبيضِ |
وما عرفتْ من شأنها فيه غيرَ ما |
تُزَيّنُهُ من مُذهَبٍ ومُفضَّضِ |
لكِ الويلُ ما تحلو عروسٌ بثوبها |
لدى بعلِها فيما تَنِدّ وتنتضي |
ولكن بأخلاق ومسعاةِ ناشطٍ |
لعيدٍ بلبسِ العيش ريانَ، فانهضي |
جزيتُكِ بالحبِّ الذي تزعمينَه |
إشاحةَ مغبونٍ ونُفرةَ مُعرِضِ |
فما فيك لِلمُلتاحِ ريٌّ يُسِيغُه |
وقد غضَّ إلا آهة المتمرض |
فأيَّ أمانيِّ الهوى فيكِ أقتضي |
وأيَّ مرازي طبعِكِ الكَزِّ أرتضي؟ |
لقد كان رأيي في اختيارِكِ عثرةً |
فمَن لي وقد خارت قُواي بمُنهِضِ؟ |
* * * |