شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الطريق
أتقولُ: قد طالَ الطريق؟
نَعَمْ: لقد طالَ الطَّريق
وأيُّ شيءٍ لم يَطُلْ
في رحلةٍ بدأتْ، ولم تَجِدِ الخِتام؟
الوَعرُ.. والوَعثاءُ.. والظَّلماءُ
والأملُ البعيد
والذّكرياتُ مضى بها
عَبْرَ الفضاءِ إلى
الظلام
مدىً سحيق
والأينُ.. والعَثَراتُ
والزّمن العنيد
نَعَم.. وسخريةُ النُّجوم بنا
بأحلامِ العبيد
تَخُوضُ معركةَ الظَّلام
إلى سَنَى الفجرِ الجديد
قلْ يا صديقُ
ألا تَرى في حُلْمِكَ الفجرَ الجديد؟
أفلا تُناضلُ؟ يا شريدُ
لكي تَراه؟
أفلستَ تَزرعُ في خيالِك
عن هَواهُ.. وعن رُواه
وفي رُباهُ ألفَ عيد؟
ولا تقلْ طالَ الطريق
فلن يقصِّره الكلام
واحمِلْ على قَدَميك
واقتحِمِ الهجيرَ.. وليس فيه ما يُجِير
سوى العَذاب
خلالَ معركةِ السَّراب. وقلْ معي:
طُلْ يا عذاب!
وأيُّ شيءٍ لم يَطُلْ
في رحلةِ الآمالِ.. والأحلام
منذ حدا الشَّباب
هُيامَه بِرُؤى الشَّباب؟
ما لِلرَّفيق يَئنّ..؟
يَزفِر كالغَريق؟
ويَميلُ عن نَهج الطَّريق...؟
أتموتُ قِصَّتُنا هنا
عندَ المَضيق؟
أتموتُ أيامُ الكفاح؟
وتَضيعُ أصداءُ الجراح؟
والأُفْقُ راياتُ الجهاد؟
ويختفي حُلُمُ المَعاد؟
الواحةُ الخضراءُ، ها هِيْ والصَّباح
يُضيءُ مثلَ دمِ الشَّهيد
والجثَّةُ الملقاةُ في دَمِها
على ذاتِ الطَّريق
وَإذَنْ، فقط، سَقَط الرَّفيق
وسمعتُ وَلْوَلَةَ الرّياح
تَزِفُّ قافلةَ الهَجير
ورأيتُ قافلةَ الهَجير
تخوضُ معركةَ السَّراب
فعرفت أنَّ الواحةَ الخضراء
من وَحي العذاب
ووجدتُنِي أرمي الطَّريقَ
بنظرتي البَلهاء
ماتَ على جوانِبِها سُؤال
أينَ الرَّفيق؟
وسمعتُ قهقهةَ الطّريق
تَشُقُّ أجوازَ الفضاء
وتُهيبُ بي:
ها أنتَ وحدَك في الطَّريق
وعليكَ وحدَك أن تسير
إلى النهايةِ مُغمَضَ العينينِ
تَهتِفُ باللّواءِ وبالشِّعار
وبدا السُّكونُ
كأنَّما هو قصَّةٌ أخرى
تَطولُ بلا خِتام
وكأنَّما هو جثَّةٌ.. سَقَطت
على ذاتِ الطَّريق
سأسيرُ وحدِي بالطَّريق..
وحدي؟
نَعَم وحدي.. فَهِمتُ..
وكان حتماً أن أسير
وأن أُجَدِّف للفَراغ
لِهُوَّةِ العُمْرِ الممزَّق.. للمَصِير
وهناك.. حيثُ الواحةُ الخضراءُ..
والفجرُ العتيد..
سأعيشُ مِلْءَ رؤايَ..
آلافَ السّنين!!
بين المَلايين، الذين مَضَوا
على ذاتِ الطّريق
مُخَلِّفِين وراءَهم
جُثَثَ الضَّحايا.. الأصدقاء
تَدُفُّ فوقهُمُ الرّياح
الحالِمينَ بكلِّ ما نَشدوه
من حريَّة.. وسعادة
كان السلامُ لواءَها.. ونداءَها
وطريقُها.. هذا الطويل
الأخرسُ.. القاسي
الذي ابتلع الرجال..
وفرَّق الأحلامَ.. والآمال
منطوياً على السرّ الرهيب..
سرِّ الغدِ المنشودِ.. والأملِ الكبير
حُلمي، وحُلمِ الأصدقاء.. الأشقياء..
الذاهبينَ على الطَّريق..
لا يَعرفون سِواه.. منذُ تحرَّكَتْ
أهدابُهم بِسَنى الحياة.
في مَعزِل عنها.. فقد كانت هناك
على الدَّوام.. تُتابِع السعداءَ
واللاّهين عن مأساة
مَن وُلِدوا.. ومَن عاشوا
ومَن سَقطوا على ظَهر الطريق
سأسيرُ ملءَ قوايَ
مِلءَ اليأسِ.. من جَدوى التراجع.
والتوقّفِ.. والسّقوط..
لا شيْءَ إلا أن أسيرَ
وأن أشدَّ على اللِّواء
يدي.. وأهتفَ للشَّعار
 
طباعة

تعليق

 القراءات :433  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 137 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج