وقبورٌ.. ساكِنَةٌ.. صامِتَة |
في ظلمَتِها.. مَنْسِيَّة.. |
لم يَسقُطْ في عيد، |
من أعيادِ الطُّوفان، عليها |
خيطٌ من نور.. |
من نورِ الذِّكرَى |
نثراً.. أو شِعرا |
هي ماضٍ مُخْضَلّ |
بِدَمِ الإيمان.. المُنْهَلّ |
على جَنَباتِ حَوالَيهِ الديدانُ |
مجالَ بقاء. |
ماضٍ ناضلَ فيه الجرحُ، طويلا |
كي يبقَى جرحاً.. لا يُشفَى.. |
لا يُنسى.. لا يَهدَأُ.. أبدا |
ماضٍ.. مطوِيُّ. مجهول |
مذ أصبحَ تاريخاً.. تَجهَلُه الدِّيدان!! |
يَنبُضُ بالآلام |
ويسبَحُ في ألغازِ الإلهام |
ويَطفَحُ بالآمال.. وبالأحلام |
ويغرقُ في صَمتِ الإبهام.. |
وفي الأشواق.. الكُبرى |
الثائرةِ.. الناريّة |
ماضٍ خالد.. |
في صُوَرٍ دامِيَة |
لم يَخفِضْ فيها الكِبْرُ العملاق |
جبيناً للطُّوفان |
لم يخلَعْ أثوابَ حِدَادِ الدَّار |
لِيلعبَ بالقيثار |
ويرقُصَ فوقَ المسرحِ، للجبروت |
على أحجار السَّدّ.. |
في أعيادٍ.. قَتَلتْ أعيادَ البركانِ.. المطمور |
تلك الصُّوَرَ الوضَّاءة.. |
الصُّورَ.. الآيات.. التاريخ.. |
آلى أن يَطمِسَها المارد |
لَمَّا أعجزَتِ الطُّوفان |
فارتاع بها.. |
بثَباتِ الأُطُرِ المنحُوتَة |
من صخرٍ.. صُلْب.. |
مقالِعُه جَنَبَاتُ الآل.. |
وحِراءٌ، وثَبِيرٌ.. وأُحُد. |
وارتاعَ بأنَّ لها |
في كل بُيوتِ الحيّ، |
ظلالاً.. صُوَراً.. أخرى، |
أكثر مما قَدَّر. |
تحفَظُها الجُدرانُ السُّود.. البُكْم. |
شاراتِ حِداد.. تَنشُرُها. |
في أعيادِ الطُّوفان |
لئلا ينسَى الأطفال |
قبورَ المَوْتَى، |
وجراحَ السَّدّ.. الأسطورةِ.. |
المستشهِدِ في يومِ الطُّوفَان.. |
* * * |