شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لُغْزُ الحياة
بِئسَ ما تبتغِي العقولُ طِلابا
فوقَ أنقاضِ حِسِّنا والشُّعورِ
بقيودٍ من الزَّواجرِ، تعتا
ضُ من اللُّبِّ، مهمَلا، بالقشورِ
قد أحلَّت وحَرَّمت، وغدا النَّا
سُ لغاياتِهم، بلا تقدير
والموازينُ قائماتٌ، على العهـ
ـدِ بدعوَى سُلطانِها المدحورِ
ما أرى العقلَ غيرَ راكبِ لجٍّ
باحثٍ عن هُداه، في دَيْجورِ
* * *
إنَّها غايةُ الحياةِ، ومَسرا
ها، وللعقل حَيْرةُ التَّفسيرِ
حَفَلت قصَّةُ الحياةِ، على مُغْلـ
ـلَقِ ألْغازِها، بكلِّ مثيرِ
لن تنالَ العقولُ، من ذلك السرّ
ولو مَزَّقَتْ، ألوفَ السُّتورِ
وستمضي النُّفوسُ.. تَعدو فَراشاً
لاحتراقٍ، في حِلْمها بالنُّورِ
يا سكونَ القبورِ! ما أروَعَ الصّمـ
ـتَ بشيراً يَدعو بصوتٍ نذيرِ
* * *
ستظلُّ الأرواحُ تَسبحُ في ظلـ
ـمَةِ أهوائها، تَهيمُ ضَياعا
مُقْبِلاتٍ على مطالبِها الدّنـ
ـيا، تظنُّ الوجودَ، نَهباً مَشاعا
وتظلُّ العقولُ، تكبُو على الوَعْـ
ـرِ، وتَجفُو لَينَ الحياةِ، مَتاعا
وسترمي بالضَّعفِ والعجزِ والجهـ
ـلِ، وتَأبَى للصَّبر أن يَتداعى
وستبكي بصمتِها المأتمَ الدّا
مي، ولا تهمِسُ الأنينَ، وَداعا
* * *
يا نجومَ الفَضاءِ! هل صدَّعَ الصَّمـ
ـتَ بدنياكِ، رائدٌ للفضاءِ؟
وكذا، مزَّقوا السَّكينةَ في الأر
ضِ، وصاغوا القيودَ للضُّعفاءِ
واستغلّوا الجهودَ، واحتكروا الأقـ
ـواتَ، باسمِ الإصلاحِ والإنماءِ
والشِّعاراتُ زائِفاتٍ، تُحيلُ الـ
ـعيشَ ضَنكاً، يَفيضُ بالأرزاءِ
هكذا دعَ سَحقِهِم (1) ، عالَم الأر
ضِ عُتُوّاً، تطلَّعُوا للسَّماءِ
* * *
مرحباً يا سَماءُ! ضَربتُكِ الكبـ
ـرَى عِقاباً، لجِاحدي العدلِ، عَدْلا
يا نجومَ الفضاءِ! صمتُكِ ما زا
لَ بيَاناً، لو أنَّ للكفرِ عَقلا
ومنَ القولِِ ما يَمُدُّ به الصَّمـ
ـتُ، على أروعِ المشاهد، ظِلاّ
إنه يَبلُغُ الكلامُ مَدى الصَّمـ
ـتِ، بِنجواهُ، مُكثِراً.. وَمُقِلاً
يا نجومَ الفضاءِ! حَسبُكِ من صَمـ
ـتِكِ سِحراً أبانَ عنك وعَبَّر!
أنتِ في عالم السَّكينة، شعرٌ
عبقريٌ، غَنَّى، وأَغنى، وصوَّر
فالزُّهورُ التي تقولُ، ولا تنـ
ـطقُ بالصَّمتِ ما أثار وحيَّر؟
ودموعُ الأسَى، شكاةً، وآلا
ماً عِذاباً، وفرحةً، تتحدَّر؟
صُوَرٌ للبيانِ، أبلغُ من كلِّ
كلامٍ، وفتنةٌ تتفجَّر
* * *
يا زمانَ الهَوىَ أرى بعدَك العُمـ
ـرَ شَريداً، مروَّعاً، يتَعثَّر!
يا شراعاً، أضَلَّ مَجراهُ.. في اليمِّ
وقد هالَه الظَّلامُ فأقصَر!
أين يَمضي؟ وكيفَ؟ لا أُهبَةً تُنـ
ـهِضُ عزماً، ولا حِجىً يتدبَّر؟
يتلقَّى مصيرَه في سكونِ الصَّـ
ـمتِ جُرحاً، بكِبره، يتَستَّر
يا زمانَ الهوى! مضيتَ، وأبعَد
تَ، وخلَّفتَ عَالمَاً قد تحجَّرْ!
* * *
ألمَاً يَجحدُ الفضيلةَ والخَيـ
ـرَ وصوتَ الضَّميرِ والوجدانِ
ومزايا الإنسانِ تَنمو وتسمو
قوةً تحت راية الإيمانِ
واعتقاداً يُنير في ظلمةِ.. الهَو
لِ فيجتازُها دروبَ أمانِ
أيُّها العالَمُ الذي ضَلَّ بالعِلـ
ـم، فساوَى الإنسانَ بالحيوانِ!
إنَّه، في الوجودِ، قلباً وروحاً
وخيالاً، مرآةُ هذا الكيانِ!
يا زمانَ الهوى! تَرامى بكَ الأيْـ
ـنُ، وضاقَت على خُطاك القيودُ
ما أرى للربيعِ بعدَك معنىً
فالسَّنى فيه باهتٌ والورودُ
يا زمانَ الهوى! مضَيتَ بدنيا
يَ، فما اجتازَ بعدها العُمرَ عيدُ!
لم تَزَل ذكرياتُها مِلءَ عينَيّ
حَناناً، يُظِلُّهنَّ الخُلودُ
يا زمانَ الهوى! وَداعاً إلى غَيـ
ـرِ لقاءٍ، فأيّ ماضٍ يَعودُ؟
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :463  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج