شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تأمُّلات
آثرتُ أن أظمَا وعِفتُ موارِدي
واعتَضتُ من نومي انتباهةَ ساهدِ
وصرَفتُ نفسي عن عُلالاتِ الهوى
لمَّا أجَلتُ بهنَّ رأيَ النَّاقدِ
ونذَرتُ نفسي للجهادِ، فهالَها
ألا تَشُدَّ على اللُّغوب بعاضِدِ
فإذا مُرادُ النَّفسِ أبعدُ غايةٍ
مما يُعينُ عليه جُهدُ الجاهدِ
وإذا الحياةُ بغيرِ مجدٍ قصَّةٌ
زكَّى القنوطَ بها فَواتُ الشَّاهدِ
* * *
قالوا: استعاضَ المجدَ مُفتقِدُ الهوى،
فبَكت لِفقدِ هَواه عينُ الواجدِ
ولَرُبَّ محسودٍ يَبيعُ نعيمَه
بهناءِ يومٍ من حياةِ الحاسدِ
* * *
آمالُنا مِلءُ النُّفوسِ، فهل تُرى
صَفِرَت من الآمالِ نفسُ الزَّاهدِ؟
وأرى الزَّهادَةَ في مظاهرها تُقىً
من تحتِه لَهَبُ الطِّماح الخامدِ
أعَيِيتَ تطلُبُ في حياتِك راحةً
والكَدُّ دَأبُ طريدها والطَّاردِ؟
يَجري القضاءُ بكلِّ ما هو كائنٌ
فعَلامَ يَعجبُ جاهِدٌ من قاعد؟
* * *
وَجدَ الوليدُ، ولم يَجِدَّ، سعادةً
أرسى دعائمَها شقاءُ الوالدِ
فجزَى أباهُ بالعُقوقِ، كما جَزى
هذا أباه، وتَمَّ حُكمُ الواحدِ
بين السعادةِ والشَّقاءِ متاهَةٌ
عَصَفت بأحلامِ الشباب الواعدِ
والعيشُ معركةٌ تَمَرَّس بالأسى
قلبُ الجبانِ بها كقلبِ الصَّامدِ
وتفاضلت هِممُ الرِّجالِ فقانعٌ
بنصيبِه ومناضِلٌ كالماردِ
لولا دواعي الطَّبع، وَهي عَصِيبَةٌ
لأطَعتُ في الإقدامِ نُصحَ مُراوِدي
كان السُّموُّ عن الصَّغارِ مَزِيَّةً
فإذا المَزِيَّةُ في الصَّغارِ السائدِ
ولو أنَّ زُهدَ العاجزينَ فضيلةٌ
لَوَصلتُ طارفَ فَضلها بالتَّالدِ
فلقد عَجَزتُ، وما زهِدتُ، وصَدَّني
فَرطُ الكلام عن اعتزام الصَّاعدِ
* * *
رعتِ الجماعةُ بعد غَيٍّ رُشدَها
فطوَى الجحودُ العَمدُ فضلَ الرَّائدِ
قالوا: اعتزلتَ النَّاس، قلتُ: مخافةً
مما يُحَرِّك فيَّ سوءَ مقاصِدي
لمَّا دَفنتُ مطامعي وأمنِتُها
ذاعت، وفاضَ بها الخيالُ، مَحامِدي
كالحيِّ عاشَ مضَيَّعاً في قومه
وَقضَى، فأُمطِرَ بالثَّناءِ الخالِدِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :418  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 121 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.