شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليتهم يدرسون التاريخ!
لو فوَّض إليك أحد أصحاب الملايين أن تختار له عملاً خيرياً يجعل أفضل أمواله وقفاً عليه، فلا أشك أنك ستختار له بناء ملجأ أو مستشفى أو أي شيء من هذا القبيل الذي تعوّد المحسنون وقف أموالهم عليه.
ولكن رغم وجاهة رأيك، فإني أرى أن ينفق على غير هذه الوجوه..!
لا تضحك كثيراً مما أبديه.. فربما ثبت لك أنه أفضل وجه يجب أن توجه إليه أعمال الخير في ضوء أحداث الساعة.
أليسوا يقولون إن نظريات الحياة يجب أن تستلهم من أحدث أفكار الساعة؟! إذن فنظريتي لا تعدو هذه القاعدة.. فهي مستلهمة من آخر ما وصلت إليه تطوراتنا!! فهل تسمعني؟
أرى أن ينفق المبلغ في تأسيس فصل يلحق بإحدى الجامعات العليا في العالم، وأن نتقدم باحترام إلى السادة الذين يديرون دفة العالم فوق سطح الكرة الأرضية وعددهم كما هو معروف لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة.. نتقدم إليهم في رجاء حار أن يتفضلوا بالموافقة على التحاقهم بهذا الفصل كطلبة معيدين.
أنا أعرف أن مستواهم الثقافي من أرفع المستويات ولكن ثبت لي بالأدلة القاطعة أن ثمة مادة لها قيمتها العلمية لم تتفق أذهانهم لدراستها دراسة وافية.
تلك هي مادة التاريخ! وسوف لا يرهقهم هذا الفصل بغير الدراسة لهذه المادة وحدها.. وأكبر ظني أن مثل هذا الطلب سوف لا يضيرهم كثيراً..
خصوصاً إذا علموا أن نجاحهم غداً.. إذا قدر لهم فيه النجاح سيترتب عليه نجاح العالم من القطب إلى القطب.
نريدهم ليدرسوا حوادث العالم وما تناوبته من آثام وشرور لازمته طوال الأحقاب التي عاشها على سطح هذه الكرة بسبب الحروب التي كانت تشنها أطماع القادة في أقطار العالم.
نريدهم ليفهموا أن سائر الشعارات التي عاش الطامعون يطالون بها أطماعهم ويقترفون باسمها كل ألوان العدوان والقتل والتدمير في سبيل أن ينصروا مبادئهم.. عجزت كل هذه عن نصرة مبادئهم نصراً مبيناً خالداً!! فالنصر لا يولِّد قط إلاّ محاولات جديدة تهدمه وتثأر للمهزومين فيه. وأنهار الدماء لا تجف في العادة إلاّ لترويها سيول جديدة من دماء جديدة.
نريدهم ليقتنعوا بأنه ليس في تاريخ الأرض حرب استطاعت أن تحل مشكلة، أو تهب نصراً أبدياً.. أو تمنع سلسلة من الحروب تتوالى على أعقابه في فتك أشد وتدمير أكبر.
عساهم بعد هذا يستطيعون أن يحكّموا عقولهم فيما توتر من أعصابهم فيبحثوا عن وسائل أجدى لفائدة البشر وأمان حياتهم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :381  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج