شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ماذا.. بعد الفتح الجديد؟!
قلتها يوم بدأ العمل في تمهيد جبل كرا.
قال العربي وهو يزهو بكبرياء جبله:
لنا جبل يحتله من بجيرة
منيع يرد الطرف وهو كليل
أصله تحت الثرى وسما به
إلى النجم فرع لا ينال طويل
ترى هل دار بخلد العربي يومها أن جباله المنيعة "التي ترد الطرف وهو كليل" ستتطامن وتستخذي؟؟
وأن فروعه التي سمت إلى النجم حتى لا تنال باتت رهينة العلم الجبار والإرادة الحديدية التي تعصف بأعتى الجبال، وتنفذ إلى أبعد ما يتسع له الخيال؟
لقد أثبت الفيصل عزيمته.. وحقق العلم كفاءته، ولم يبقَ إلاّ أن يؤكد المسؤولون عن عمران الطائف جدارتهم للفتح الجديد.
إنه فتح سيجتذب إليه ألوف المتطلعين ليشهدوا ما بنت أيدينا وشادت عزائمنا، ويستعرضوا مصيفنا الذي شغل حيزاً واسعاً في التاريخ، وتسامع الناس في حاضرنا بالكثير الذي يميزه عن أمثاله من المصائف.. فهل أعددنا ما يصافحهم فيه من الجمال والتنسيق أم سنتركه ليصدم آمالهم فيه ويجعلنا أضحوكة بين المصائف؟!
سيدلج الطريق بالمصطافين والسيّاح الأجانب فهل تواجههم في قمته قرى بدائية لا أثر فيها للحياة إلاّ بعض كراسي الشريط المتهالكة، وصبيان القهوة الذين لا تعرف ألوان ثيابهم من كثرة ما نالها من أوساخ؟!
وإذا سال الطريق بهم إلى الطائف فهل يصافحهم في شوارعها من التنسيق والنظافة ما يثبت حضارتنا؟ وهل تلتقي الشوارع بميادين واسعة مخططة في إبداع؟
وإذا سال الطريق بهم إلى الطائف فهل يصافحهم نظامها ما يشرف سمعة الطائف كمصيف؟ وهل يرون في أزقتنا لو عنَّ لهم أن يتغلغلوا بين منعطفاتها ما تعودوا رؤياه فيما مروا به في أي بلد متمدن؟
والواقع أن الفتح الجديد أحالنا إلى ألوان من الحرج يتعذر الصبر عليها. فالسائح الذي يشهد الطريق العملاق سوف يهيئ نفسه ليصافح في مصيفنا الكثير الذي يليق بما مر به من الفخامة، سوف يهيئ نفسه ليصافح المروج الغنّاء، والاستراحات الجميلة، والشوارع النظيفة، والسواق المنسقة.. سوف يهيئ نفسه ليصافح الجمال شائعاً في كل ما تقع عليه عينه..
فهل أعد المسؤولون عن عمران الطائف عدَّتهم لهذا قبل أن نتعرض لمقت الساخرين ونقدهم؟
إننا نؤمل هذا.. وننتظر!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :386  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.