فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الرئيسية > كتاب الاثنينية > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي > الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ أحمد السباعي - الجزء الأول > قال وقلت > الجزء الأول > كيفَ يكون الحجّ عَظيم الأثر!!
كيفَ يكون الحجّ عَظيم الأثر!! قال صاحبي: ألا ترى أننا معشر المسلمين ننسى كثيراً من المعاني السامية للحج، ونكتفي بأعماله الحركية. قلت: بلى وذلك شأننا في أكثر فروضنا الدينية. فنحن نؤديها أعمالاً حركية وننسى أنها لا تكون صحيحة إلاّ إذا تعاملنا بما توحيه معانيها من سمو!! وإذا كان موضوعنا اليوم الحج فليس الحج طقوساً مؤداة ننتهي منها إلى الظفر بلقب الحاج، بقدر ما هو تعارف وتقارب وتضامن! إنه عيد يجمع المسلم في أقاصي الشرق، بالمسلم في أقاصي الغرب، بالمسلم في أطراف الشمال، بالمسلم في أبعد الجنوب، يجمعهم على اختلاف ألسنتهم، وألوانهم، ليتبادلوا الرأي في شؤونهم ويتعرفوا أحوال أقطارهم، ويطلّعوا على أحدث ما حدث بين أممهم فيتفقوا على ما يصلح أمورهم، ويتضامنوا على ما يؤيد دعوتهم. وإن ننس فلا ننسى أن الشريعة الإسلامية وهي تتمسك باللغة العربية في تلاوة القرآن وإقام الصلاة كانت ترمي إلى البعيد في سياق هذا الصدد.. ترمي إلى إشاعة هذه اللغة بين أجناس المسلمين لتحيا اللغة كواسطة عقد يجمع الصيني، إلى الهندي إلى قبائل الهوسة في أدغال إفريقيا. حتى إذا جمعهم جامع في مثل مناسبة الحج وجدوا سبيلهم هيناً إلى المفاهمة، وتبادل الآراء، وتوحيد الكلمة على منوال موحد يتضامنون في إطاره ويتعاونون. هو ذا جوهر الشريعة ننساه وربما عنينا أكثر ما عنيْنا بالظاهرة الحركية حتى انتهى أمرنا إلى ما نعانيه من فرقة وما نقاسيه من تأخر. ونحن نشهد اليوم أكثر حجاجنا يهبطون هذا البلد المقدس على أمل أن يقدسوا منسكهم وهي طاعة نتمنى إلى الله أن يغدقها بفيض نعمته.. ولكنها طاعة كم تكون عظيمة الأثر لو عرفنا كيف نجعلها تتسع لحكمة التضامن الإسلامي في ظل بيته العظيم. كم تكون هذه الطاعة عظيمة الأثر إذا عرفنا كيف نتصافح متحابين ونتعامل متوادين. فلا نغبن، ولا نماكس، ولا نشاكس. كم تكون هذه الطاعة عظيمة إذا عرف مواطنونا حقوق ضيوفهم من الكرامة والإكرام، وعرف الحجاج واجبهم من دماثة الخلق ولين الجانب. كم تكون هذه الطاعة عظيمة إذا مشى الأبيض إلى الأسود، والأصفر إلى الأسمر ليسأله الرأي، ويناقشه الأحداث، ويضع يده في يده إيماناً بالوحدة، وتعزيزاً للتضافر، وتوكيداً للتضامن في ظل الإسلام.
طباعة تعليق  القراءات :368  التعليقات :0
صفحة 42 من 156

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج