شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عكاظ.. وصقل الكلمة!؟
مرحلة "عكاظ".. كانت من أغنى فترات تأهيلي للعمل الصحافي، وتوجهي في نفس الوقت نحو إثراء هوايتي وعشقي للكتاب، لعلي أستثمر هذا الإثراء في استنبات موهبتي الأدبية التي كنت أحرص على حمايتها ما استطعت من اعتداء عملي الصحافي عليها، حتى أكتب القصة القصيرة، والكتابة الرومانسية.. وهي أيضاً: المرحلة التي توفر لي فيها المناخ الذي دغدغ أحلام شبابي وغرس في أعماق الإنسان بداخلي هذا العشق المتواصل حتى الآن للكلمة وإبداعاتها.
وهكذا تشكلت وتجمعت شحنات وجدانية كقوس قزح، سكنت وجداناً يفيض بالمشاعر في داخلي... وقد سئلت في مرحلة نضوج كلمتي: لماذا تكتب.. وهل الكتابة ضرورية الآن في زمن لا يعرف كيف يقرأ، أو ينصت؟!
- قلت: أكتب.. لأنني -أولاً- أقرأ.. فالكتابة إذا لم تسبقها القراءة فهي عقم آخر!
رسالتي، ومواقفي، وتأثير الكلمة الصادقة.
وأكتب.. لأن عشقي الأول هي: الكلمة -مكتوبة، ومقروءة، ومسموعة!
الكتابة ضرورية في زمن لا يعرف كيف يقرأ.. لنعلم أهله الآن: ماذا يقرأون، ثم.. كيف يقرأون؟!
الكتابة: قراءة، وإصغاء، وتأمل، وخفقة موقف.
قبل الكتابة: أصيح بالشجون، بالمعاناة، بتدفق النهر، بانبلاج الفجر، بظهور الشفق المائل نحو الغروب.. أناجي الإنسان، والمجداف، ورقصة الزهرة، وحنين الأشواق، وذلك الحلم الذي صار بلا دفء ولا همس!
أتحد مع سؤال الشاعر الرومانسي: "فاروق جويدة" الذي يصيح مثلي، أو أنا مثله:
- (من باع لليل الطويل عيوننا
من أخرس الكلمات فينا
من بحد السيف: ينتهك القلم)؟!!
لكنني في هذا الـ "قبل" للكتابة: أحيا لحظات من أزمنة، وصهيل، وشموخ وانكسار، وحب وصدمة!
أما بعد الكتابة.. فتتحول كل هذه اللحظات إلى ثقة، كما قال كاتب غربي: (أفضل لحظة للحب هي: الثقة)!
لا بد أن تشيع الثقة في ما أكتبه للناس مني في كلماتي، ومن كلماتي في تلقي الناس لها.
وأسترخي بعد كل هذا اللهاث خلف كتابة كلمة: مفيدة أو هامة، أو مريحة للناس.
ولم تكن كتاباتي في شبابي مغايرة عن الجديد بسبب واقع الحياة.... ذلك أنك تجد (الرمز) في كتاباتي القديمة يسيطر، وتجد الرومانسية في هذه العبارة: معنى جميل لكنه مسجون داخل الرمز!
في الماضي.. كنا نكتب بلا خوف، فإذا نشرنا ما كتبناه أصابنا الخوف... أما في هذا الواقع الإنساني اليوم: فقد صرنا نكتب في إسار الخوف.. فلم يعد للنشر قيمة في معنى: الصراحة أو الشجاعة، فعلى امتداد الوطن العربي: كلمة مكتوبة، لكنها -في الغالب- لم تعد كلمة عربية وإن كتبت بأبجدية عربية!
إن الأصعب من (كيفية) الكتابة: أن تتفهم معنى عبارة "تولستوي" القائلة: (أيسر على المرء أن يكتب في الفلسفة مجلدات عديدة من أن يضع مبدأ واحداً في حيز التطبيق)!
إن الكلمة التي ليس فيها اعتراف بهذا "المشترك" بين المتعب المتعب: عقلنا، والمضني المضنى: قلبنا.. فهي كلمة (مكتنزة)، والبعض يكتبها للناس مترهلة، ولا بد للكاتب أن: يسهر على الحقيقة ويحلم دائماً بصورة من النجوى مع الحلم بكل أبعاده!
* * *
الحيرة.. الانطلاق:
وقد سئلت: هل تعتبر الحيرة نقطة انطلاقة تمثل تعبيراً عن الرغبة في البحث والتجريب من أجل التجاوز والتمييز؟!
- وأجبت: عندما قال "ديكارت": أنا أفكر.. إذن أنا موجود، كان يعني بالتفكير: الأسئلة، والرغبة والبحث، واستخلاص التجريب.
وفي رأيي أن "الحيرة" هي النقطة الأولى، والحرف الأول في كل فكرة تولد بعد ذلك.. أو هي انطلاق المخاض في التفكير وله.
فالحيرة -بلا شك- هي نقطة انطلاقة، تمثل تعبيراً عن: الرغبة في البحث والتجريب.. أي تعبيراً عن مولد فكرة، أو عن صلاحية التفكير للعطاء، وللاكتشاف، فالحيرة تبدو وكأنها قد تحولت هي: رؤية العصر الحديث.. فكلما اتسعت نظراتنا وتكاثفت المرئيات والماديات.. عجزنا عن حصر المحسوسات أو إثباتها.. هذه هي الحيرة البالغة.
إن الفن الصحافي يقوم على "القصة".. فالخبر: قصة، والاستطلاع قصة.
والفن القصصي يقوم على "التصوير" بالكلمة.. والتصوير من فنون الصحافة وشواهدها أو وثائقها، لكن الفرق الذي يعكس الملامح والتكتيك.. يتضح في "الأسلوب" وفي العرض، وفي العبارة المكتوبة.. فلا بد أن يكون هناك ملامح للأسلوب الصحافي الذي يعتمد على السرد بالحقائق وبالخبر.. وللأسلوب القصصي الذي يتميز بالصناعة اللفظية، وبالموهبة في التصوير والتعبير، وبالخيال الممزوج بملامح الشرائح الاجتماعية.
لكني أعترف أن الأسلوب الصحافي: سارق.. يسرق الأديب من فرصة أن يكون مبدعاً، لأن العمل الصحافي في طبيعته يعتمد على السرعة والسبق والركض، وبلا شك لقد أثرت "المهنة" على عطائي الأدبي بحكم السنوات الطويلة التي أكلتني فيها مهنة الصحافة.
رغم ذلك.. فلقد حرصت أن أضفي على الكتابة الصحافية الأسلوب الأدبي!!
ولعلك تجد نماذج حديثة معاصرة لبعض كتاب القصة، والقصة الطويلة مثل إحسان عبدالقدوس حينما كتب قصصه بالأسلوب الصحافي، ومثل مصطفى أمين، وأمين يوسف غراب، وغيرهم.
- فهل كل صحافي بامكانه أن يكون أديباً.. وبالعكس؟!
- أعتقد العكس.. يستطيع الأديب أن يكون صحافياً، ولكنه لا بد أن يخسر جانباً من الملامح الأدبية الفنية في أسلوبه، لكن الصحافي لا يتحول أديباً.. لأن البناء الذي قام عليه كيان الصحافي فيه لا يحتمل ذلك.
إن الصحافة هي الوسيلة دائماً، وهي المنبر خصوصاً لدينا في العالم العربي، وإلى وقت قريب.. حيث لم تتوفر المنتديات الأدبية، والمهرجانات أو جوائز الدولة.. فالصحافة كانت لها مساهمة عظيمة في هذا المجال.. بل لقد أبرزت العديد من الأدباء و "لمَّعتهم".
لكن الكشف للأدب كفكرة، وكدراسة، وكعمل أدبي أو فكري.. فلا أعتقد أن هذا دورها، وأيضاً لم تفعل ذلك بالقدر المطلوب كخدمة للفكر أو للأدب.
بالعكس.. أعتقد أن الصحافة شوهت اللغة، وتجنت على "قواعدها" وذلك ما نلاحظه بفزع شديد من أخطاء نحوية ولغوية في العناوين الكبيرة "المانشيتات" وإنني هنا أحمِّل الجامعات والنوادي الأدبية مسئولية هذا الإهدار للغة.
بالإضافة إلى أن التفاخر بلغة أجنبية قد انعكس تأثيره كذلك.. وتجد أن هنالك شباباً من الخرِّيجين المؤهلين الحاصلين على الدكتوراه.. ويكتب في الصحافة وتكتشف العديد من الأخطاء النحوية.. والعديد -في مقابلها- من المصطلحات المكتوبة بالإنجليزية، وهي كلمات يعجز الباحث أو الكاتب عن ترجمتها إلى العربية!
وهذا هو الخطر القادم والجسيم والمهول.
وفي مقابلة صحافية أجراها معي الأديب والصحافي السوداني/صديق شايفي، سألني:
- عبدالله الجفري/يحمل لغيره الشكل والمضمون لقضية الإنسان المعاصر من خلال همومه الأدبية.. والكثيرون من قرائه يقولون إنه يغرق كثيراً في كثافة وشاعرية الألفاظ حتى يرهق القارئ في إيجاد القضية.. ماذا تقول في هذا الاتهام؟!
- قلت: ألست معي بأن هذه الشاعرية تكاد أن تتحول إلى عطش؟!
أما أنها تهمة، فأجيب بعبارة سعد زغلول: شرف لا أدعيه، وتهمة لا أدفعها!
وأيضاً.. لعل هذه العبارة الأخرى لسعد زغلول أو لمحمود فوزي -لم أعد أذكر- ولكنها تقول: (أرجوكم.. أعذروني.. للإطناب، فليس عندي وقت للإيجاز).. ذلك أن الإيجاز يستغرق وقتاً أطول من الكاتب.
أيضاً.. فإن هذه العبارة الشاعرة، أو اللفظ الشاعر.. هو الأصعب في الكتابة، لكنه الأعمق الملتحم بالنفس، ولقد استغرقني هذا الأعمق والأمتع.. صرت أولد فيه وأنبجس وأغتسل وأضيء!
أكاد أنفي تلك العبارة عن الإيجاز والإطناب.. فكل الأشياء نوجزها إلا الكلام.. أصبح هو ثرثرتنا وهمومنا وأنفاسنا وتنفيسنا، ولكنه لم يعد في كثير منه هو عمقنا ومشاعرنا وغناؤنا!
الكلمة غناء، وشدو.. لأنها الصدق، والحق، واليقين، والمنطق.
ونحن في هذا العصر الطباشيري، الآخذ، المنطلق، المتوتر.. نحتاج إلى تجسيد قضايانا المرهقة والمؤلمة والغارقة في كثافة أحزاننا.. نجسدها في شكل يبعد القارئ بها عن مرهقاته.
وعندما أتشبث بهذا اللون من شكل الكلمة ورداء التعبير وألوانه.. فلأنني كاتب أقف داخل المساحات بتفاؤل، وأركض في المسافات نحو هدف يستشرف الإنسان.. والإنسان في حقيقته هو وجدان!
إن حركتي إنسانية قبل كل شيء.. والحركة حياة.
إنني مفتون بسلوك الخيل.. والخيل -عندما نتأمل حركته ورقصاته- نجده صاحب أداء شاعري.. تماماً كاللفظة الشاعرة، أو العبارة الشاعرة.
إن لغتنا العربية.. من أسمائها: اللغة الشاعرة!
إنني أحفل بأن يتبلور التعبير عندي إلى اعتبار.. ولو سكبت العبرات!
إنني أشجب (الرفض الماورائي).. وأكثر عباراتنا المباشرة اليوم، والخالية من الحس الشاعري هي ذلك الرفض الماورائي.. ومع ذلك أضطر أحياناً أن أفلسف لحظة الاصطدام أو الدخول في صلب الأشياء والهموم والأوجاع والأماني والأحلام للإنسان!
* * *
زمن المثقف التكنوقراط:
ويتحدثون عن: زمن المثقف التكنوقراطي والسلام المضرج بالدماء... وأحسبه زمن (التضخم)، ومثلما أن التضخم يضر بالاقتصاد، فإنه في الثقافة اليوم أفرز: أغنياء حرب الكلمة، إن جاز التعبير، وصار (الكل) يكتب!
ولا أجمل مما رصده أحد الكتاب العرب في ثمالة الثمانينات وهو يصف عقل المواطن العربي والمبدع خاصة، فقال عن هذا العقل: "لقد اعتقل وتحول إلى مستودع للأسرار المصادرة، وصار في داخل كل مبدع: مخبر يقظ يملي عليه عملية الكتابة، ودجن على هذا السبيل حتى صار أكثر وحشية من السلطة"!!
و.... هكذا: إنه زمن الثقافة المضرجة بالوحشية!!
ولكن... أين ضاع (الحلم) منا؟!
حقاً... الحلم لا مسافات له... إنه يمتد أحياناً ليصير وكأنه اللا مدى المتواصل مع السماء... وهذا ما ينبغي أن نحرص عليه: أن لا يتقلص لدينا الحلم.. أن لا يموت حلمنا.. أن لا نسمح لأي من كان أن يغتاله أو حتى يطعنه.. فالحلم -حتى في الفكر- بوصلة نشاهد من خلالها: الغد!
وأخاف أن يغضب مني المثقفون لو قلت: إنهم فقدوا (الحلم) بمعنييه.. الحلم/هدوء النفس وسكينتها وطيبتها، والحلم/المرتبط بالأمل وبالأماني لتحقيق ذلك المناخ الذي يترعرع فيه الإنسان كقيمة، وإبداع عقل، وقوس قزح وجد!
* * *
إنفرادات عكاظ:
وبهذه الرؤية لدور الكلمة وأبعادها: توحدت أهدافنا في "عكاظ" كأسرة واحدة تعطي للكلمة قيمة رسالتها من خلال الأداء الصحافي، وأكثر ما كان يستحوذ على نقاشات وحوارات أسرة التحرير التي كانت تلتئم برئاسة/عبدالله خياط: أهم القضايا التي شغلت الناس طوال الأسبوع الفارط، وما يمكن أن تضيفه "عكاظ" من طرح صحافي يقوم على مناقشة السلبيات والأخطاء، وما يهم شرائح المجتمع.. حتى أن الكثير من قراء الصحيفة أطلق عليها صفة: (صحيفة الوطن) لأن خدماتها الصحافية كانت تركز على معالجة هموم الوطن وطموحات المواطن.
وقد انفردت "عكاظ" في تلك المرحلة بمناقشة قضايا هامة، كان من أبرزها: سوء الخدمة التي كانت تقدمها شركة الكهرباء الخاصة ومعاناة الناس، وتولى هذه القضية من ألفها إلى يائها: رئيس التحرير/عبدالله خياط الذي تعرض لضغوطات من الرقابة، والمساءلة، ولكنه لم يكف عن مواصلة الكتابة في هذه القضية ربما حتى يومنا هذا، ومنذ كان يعمل سكرتيراً لتحرير صحيفة (البلاد) قبل رئاسته لتحرير (عكاظ).
والقضية الثانية التي تبنت "عكاظ" الكتابة عنها طوال عامين، كانت عن: المجالس البلدية وإعادة تفعيلها وإعطائها دورها وتكوينها من جديد، وإجراء انتخابات... حتى صدر الأمر بإغلاق النقاش وعدم الكتابة عنها!
وفي الجانب الأدبي: احتفت "عكاظ" بتحريك مياه نهر الشاعر الكبير/حمزة شحاته الشعري، فاتفقت مع الشاعر الرقيق/محمد صالح باخطمة، وكان قنصلاً للمملكة في مصر، وصديقاً ملاصقاً للشاعر الكبير، لإقناع "شحاته" بنشر الجديد من قصائده، فانفردت الصحيفة بذلك الجديد الذي كانت تدفع (2000) ريال مقابل كل قصيدة في ذلك الزمان.. وكانت الصحيفة ترسل مكافأة الشاعر إلى الأستاذ "باخطمة" ليتولى توصيلها... وبعد فترة: اكتشف الشاعر الكبير/حمزة شحاته أن الصحيفة تدفع ذلك المبلغ لقاء كل قصيدة، وأن صديقه/محمد صالح باخطمة كان يحول المكافأة إلى ابنة الشاعر التي كانت تدرس الطب في تركيا لتعينها على مواصلة الدراسة.. فضحك الشاعر الكبير لهذا الموقف النبيل من صديقه "باخطمة" وقال عبارته الجميلة الساخرة: "كان للشعر في زمن الجمال قيمة.. وما كنت أحسب أنه في عصر الصاروخ له هذه القيمة"!!
وكانت "عكاظ" أول صحيفة أشرعت صفحاتها لقلم وفكر ورؤى (المرأة).. فكانت قد خصصت أول عمود يومي تكتبه امرأة، وقدمت من خلاله: "فوزيه أبو خالد" كاتبة واعدة وملفتة، ونشرت موضوعات للدكتورة/فاتنة أمين شاكر، ومن شعر/ثريا قابل، وأفسحت المجال للمرأة لتشارك في تقديم الصفحة الأسبوعية المميزة (الصفحة السابعة)، فساهمت بقلمها: فوزيه أبو خالد، وهنادي.
ونشرت "عكاظ" في غياب رئيس التحرير خارج الوطن: تغطية صحافية لفعاليات مؤتمر في الخارج ناقش دور المرأة في المجتمع، وأطلقوا عليه اسم: "مؤتمر الحب"، وكانت تغطية "عكاظ" مواكبة لمشاركة امرأة سعودية أكاديمية مثقفة في تلك الفعاليات وهي/د. فاتنة أمين شاكر، فاستدعي رئيس التحرير/عبدالله خياط لمساءلته في الرياض، وقال له مسئول كبير: لم يبق لديكم إلا الحب لتغطيته صحافياً؟!
وهناك من صار يطلق على "عكاظ": صحيفة الحريم، بعد فتح المجال أمام أقلامهن!!
ولعلّها هي الفترة نفسها التي (خلع) عليَّ البعض صفة: كاتب المرأة... ولهذه الصفة وقفة في مشواري على البلاط سأكتب عنها!!
وضمن عمودي اليومي (ظلال): كتبت مقالاً وصفه البعض بانتمائه إلى مدرسة الرمز، وثارت حوله ضجة أكبر من المعنى الذي حمله، وكنت قد كتبت عن امرأة تلبس نظارة سوداء في الليل، واعتمدت على العبارات المجنحة.. وفوجئت بمن يتهمني بأن للصورة خلفية حقيقية ولا بد من التحقيق معي، واستدعاني يومها/الأمير مشعل بن عبدالعزيز، أمير منطقة مكة المكرمة، (فاستنجدت) بحكماء الأدب والصحافة، وذهبت برفقة أستاذي ومعلمي/محمد حسين زيدان، والأستاذ/عبدالمجيد شبكشي، رئيس تحرير البلاد، وشرحت للأمير ما قصدته، وأن المقال لا يحتمل كل هذه الضجة... وشفع الأمير لي، برغم أن هناك من المتنفذين آنذاك من طلب قطع لساني!!
ومن أهم (المعارك) الأدبية التي اندلعت على صفحات عكاظ ما عرفت بمعركة: (جيم جدة) وكانت بين الأستاذين الكبيرين المؤرخين: عبدالقدوس الأنصاري، وحمد الجاسر، واستمرت عاماً كاملاً!!
وامتازت "عكاظ" بمحدودية صفحاتها: بإخراج الصحيفة الذي توليت من خلاله رسم صفحات الجريدة، وتوزيع المادة الصحافية، وبالصياغة الصحافية التي حرصنا -كأسرة تحرير- على توحيدها، ليظن القارئ أو يحس أن هناك كاتباً واحداً هو الذي صاغ مواد الصحيفة... وكانت "عكاظ" قد انفردت بنشر كاريكاتير سياسي يومي بعرض خمسة أعمدة يرسمه من بيروت الرسام الشهير "بيار صادق" ولاقى الكثير من المتابعة لسخونة الأفكار التي يطرحها!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :628  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 39
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج