شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة شعرية للدكتور معجب الزهراني ))
ثم ألقى الدكتور معجب الزهراني كلمة حشا جوفها بمقطوعة شعرية، فقال:
 
- بسم الله الرحمن الرحيم.. أسعد الله مساءكم جميعاً بكل خير؛ وبما أنَّ الأصدقاء سبقوني فتحدثوا عن د. نذير العظمة كما هو، فسأتحدث من جهتي عن نذير العظمة الأسطورة، أي كما أراه أنا.
 
- حينما عدت من باريس في عام 1989م سعدت بلقاء مجموعة من الأساتذة، ولكني فوجئت بلقاء نذير العظمة الَّذي عرفته من خلال نصوصه الشعرية من قبل، وجدت فيه ما يجسد تغريبتي الخاصة ما يذكرني بنخلة تهاجر، ولكنها حينما تكتشف أن السماء والأرض ليستا لها تعود إلى جذورها؛ وآمل أن تبقى وآمل ألاَّ يطعن النخل من جهة الماء، لأن الَّذي يهاجر أو يهجر النخلة هو من يطعن النخل من جهة الماء؛ وجهه - أيضاً - يذكرني بفضاءات الركض لشعراء الصعاليك، بما لديهم من جرأة ونبل وفروسية..؛ ونذير العظمة - منذ أن عرفته وتوطدت علاقتي به - وجدته صعلوكاً يوائم بين الحداثة وبين التقاليد، ولكنها ليست التقاليد الميتة وإنما التقاليد الحية.
- مشاركتي - كما ذكرت - للدكتور الغذامي بالطائرة، في الحقيقة لم يكن لدي أي رغبة بالمشاركة أو أي نية، كنت بالأمس أصحح أوراق مجموعة من الطلاب، فإذا بنذير العظمة أو قرين نذير العظمة يسحب مني الأوراق ويضع أمامي ورقة بيضاء، كتبت أو كتب فيها ما يلي: (لا تحملوني مسؤولية هذا الكلام).
يـا أبـا المجد للشعـر فيـك حيـاة وجـذوة فأنـت هـو وجـوداً وكنهـا
خطفتـك العنقـاء مـن أرض فينيق بالغـرب فعـدت تبحـث عـنا وعنهـا
عدت كالبرق شاهراً في رمادها النار تسري إليك منا ومنها
أرضنا الشرق دارة الخيل والنخيل فبالشعر والفكر صنها
غن حتى الثمالة في عرسها وإن عاندتك أصواتها فغنّ وزنها
هي تدعوك حتى تدوزن أنساقها وأساطيرها فلبها وأعنها
* * *
يا نذيراً ها جدتك الزرقاء تجلـو مرآتهـا ترينـا القادميــن فـي الطرقـات
تفضح الزيف والموات في خطابات من تحتويه عباءة الأموات
وتنادي في كل فج ألا مقام لمن لا يجيد شدو الحياة
الحياة التي تليق بقوم طالما أوغلت خصالهم بكل الجهات
يـوم كانت لنا علـى الأرض حضـارة العقـل والجمـال وشمـس الصفـات
ها أنا مثلك الآن أوجل أحزاني وانتشي معانقاً ذكرياتي
* * *
جئـت للبحـر علّـي ألاقـي عروسه تشعل الموج كيما تزيد فـي الاحتفـال
جئـت مثلك، مثـل الزرقـاء، لا أحمـل إلاَّ كلماتٍ تقـول فيـض سؤالـي
أتعالى فوق الوقائع الشوه في علم كئيب المقال عقيم الفعالِ
حملتني رياحُ وسميةٍ لها شكل صبوتي وعنف خيالي
راودتني عن نفسها كما يليق بالحرة التي إن هوت لا تبالي
وعدتني بمائها العـذب يومـاً وهـذا المسـاء قالـت تعـال.. قلـت: تعالـي
* * *
قد يكون المقال فاض عن المقـام لكـن تكريـم أبـي المجـد أصـلُ انفعالـي
 
طباعة

تعليق

 القراءات :604  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.