شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الثاني عشر (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم الدكتور نذير العظمة (اثنينية - 156) > كلمة المحتفى به سعادة الدكتور نذير العظمة ثم أتبعها بقصائد من شعره.
 
(( كلمة المحتفى به ))
ثم أعطيت الكلمة للمحتفى به سعادة الدكتور نذير العظمة، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وصحبه أجمعين.. آمين.
- كيف لي أن أفي هذه الكوكبة المشعشعة حقها، وقد غمرتني بكلام أقرب إلى الشعر منه إلى الحقيقة؟ لا أريد أن أتظاهر بالتواضع المزيف وأقول أستحق ذلك ولا أستحق، لأنني في حضرة ندوة تكرم الفكر، في حضرة ندوة شاعت أنباؤها في الآفاق، لأنها متصلة بجذر محمد سعيد خوجه والفرع يكمل الجذر، والجذر يضخ في الفرع كرماً، ومروءةً، ونبلاً، وأدباً..؛ وكيف لي أن أفي حق زملائي الَّذين - أيضاً - غمروني بشعرهم وبنقدهم وبكلماتهم من الدكتور المعطاني، الَّذي عهدت فيه فارساً من فرسان النقد؛ والناقد الكبير الدكتور عبد الله الغذامي الَّذي يغمرني بتعاطفه، وبصداقته، وحميميته؛ وبالدكتور مصطفى حسين الَّذي أشعر معه بأننا جئنا معاً إلى هذه الأرض المباركة، من أجل تنمية الإنسان وتنمية الفكر..، وبحمد الله تلاميذنا الَّذين تخرجوا سواء على مستوى البكالوريوس، أو الماجستير، أو الدكتوراة هم خير من يتكلم عنا؛ والدكتور عبد الرحمن إسماعيل الَّذي كان لي شرف الإشراف على أطروحته، أيضاً أشعر بالاعتزاز عندما أسمعه شاعراً وناقداً ومفكراً؛ والدكتور معجب الزهراني الَّذي رسمني كأسطورة، هذا الفكر الَّذي ينضح بورود الباحة وخضرتها الدائمة، وهذا الصدر الَّذي أبداً يتفتح للحياة والحب والمجد، والَّذي فيه شيء مني يذكرني بصباي وفتوتي، من حيث الكلام عن الحق وللحق دون خشية أو وجل.
- وكيف يمكن أن أفي بهذه الكلمة المستعجلة والمرتجلة عبد المقصود خوجه، الَّذي غمرني بتكريمه وبعطفه وتقديره؛ إن لساني ليعجز حقاً أن يفيه حقه، وأشعر في جواره بأنني المُكرِّم لا المُكرَّم، لأنه يكرم الفكر، ويكرم الفكر في زمن أصبح الفكر فيه عملة زائفة، عملة باطلة، وإن أمتنا خسرت هويتها عندما خسرت الفكر والمفكرين، والأدب والأدباء، الَّذين يقولون كلمة الحق ولو على أنفسهم؛ وإنني لأشكره كما أشكر الحضور الذين كرموني بحضورهم، والَّذين في حضرتهم أشعر وكأنني أسقط في يدي عما أتكلم بعد أن تكلم الإخوان.
- هل أتكلم عن كتبي ورسائلي وهي بالخمسينات؟ الأبحاث التي نشرتها في المجلات العربية والدورية كثيرة جداً، الكتب 35، 10 أبحاث، 10 مسرحيات، 10 مجموعات شعرية؛ لا أستطيع أن أفصِّل في هذا المجال، لذلك سوف أستأذنكم بأن أركز في هذه الليلة على الشعر، على القصائد، لأني الحقيقة أتعاطف معكم، بعد ساعتين من الكلام النقدي، والنقد كما ترون فيه شيء من الموضوعية وفيه شيء من الجفاوة أيضاً، وأنا لا أحب أن أضيف على هذه الجفاوة جفاوة، ولكن أترك بين أيديكم بعض النصوص الشعرية، علها تسمو بكم وبي إلى مستوى هذه الندوة التكريمية الجميلة، ومن ثَمَّ نفتح المجال للأسئلة، فإذا أردتم أن تسألوا أسئلة حضارية فأنا مستعد للإجابة عنها، سواء اتصلت بالشعر أو لم تتصل، يعني اتصلت بالنقد، أو بالشعر، أو بأي وجه من وجوه الإبداع الّذي تُلي عليكم بعض ما في سيرتي منه، لذلك سوف ننتقل إلى الشعر إذا سمحتم..
أحب بلادي
وطني لأول من تفتح للحياة وعمَّرا
قل للَّذي جحد البلاد وعقَّها وتنكرا
ومضى يندد بالفساد مهوِّلاً ومكبرا
والخير كل الخير في غير البلاد كما يرى
إن الكرامة في بلادي لا تباع وتشترى
وطني.. وإن آذتني الآلام والجرح افترى
وطويت أجنحتي ممزقة بأفياء الذُّرَا
أحسست ما تشقى به فرأيت جرحَك أكبرا
فمضيتُ من صدري أمزق كي أضمد ما اهترى
وإذا بصدر لي جديد للحياة اخضوضرا
تهتز فيه جوقة الإيمان تنشد للورى
إنَّ الكرامة في بلادي لا تباع وتشترى
* * *
لبنتي لينا:
لبنتي لينا أمزق قلبي وردة
وأصنع من لهب العمر بلدة
لنمضي ونلعب بالأرض في غير أرضي
لبنتي لينا.. أغنيك يا جوع جيلاً شهيدا
وأزرع في رحم الأرض قمحا
وفي حبة القمح جيشاً وفتحا
وأملأ هذا التراب العتيق مني وعودا
أنغم خطو الصغيرة فترسم لي بخطاها الأميرة
دُناً ووجودا
وضحكتها تتخطف عمري.. عمراً جديدا
لبنتي لينا.. حياتي.. دروبي جراح ثخينة
أعلِّمها كيف يخلق كبر، ويعشب صخر
أعلِّمها كيف نمضغ ملح الجراح ونضحك
ونطلع في كل قطرة دم عريشة ليلك
ونبسم جرحاً يفجر في عتمة الآخرين شروقاً وصبحا
أعلمها كيف تحيا بلادي نسوراً وسفحا
من يثقب جدران الأشياء
يملؤها ظلاً أو أضواء
يملؤها ماء
هدبي مرصود بالرؤيا ولأرضي شاكلة الأحياء
مات زياد
لم يفتح أندلساً.. لم يغز بلاداً لم يترك للنجدة بعده
سفن العودة..
* * *
تحفر ذِكرى أمي البعيدة
على قبور الأولياء أحرفاً عنيدة
تجددت سبحتها واهترأت
تكرر اسم الله حولي سنة جديدة
ربي أعده ليضيء وجهي العتيق
ربي أعده وليكفن صدري الحريق
إنْ لم تطرز كفني دموعُه
الموت نفي والقبور عتمة أبيده
وها أنا أرفع راية الرحيل.. أهرب من اسمي على قصيدة
أكفن الجراح بالأصيل
أسأل عن جراحي الجديدة
* * *
تعذبت وحيداً
كنت فرداً وأنا الآن ازدوجت
نطفة الماء التي يولد منها البحر والموج
تعددت وحيداً
أنقش الصخر بأسمائي التي لا تنتهي
زبداً حلماً يصير الدهر أو طيراً يغني
آه من فخ يغطي الأرض
أو يتخذ العشب له وجهاً طريا
وأنا لا مخلب يحمي ولا ريش يذود الموت
والصوت كياني فَْلأُغَنِّ، وَلأُغَنِّ، وَلأُغَنِّ
ربما هذي الفراخ الزغب تكسوني شموسا
تفتح العتمة تستل جبيني من تراب الأرض ورداً أبديا
سنديانا تهمس الريح خطاياه
صبياً يجتني من عتمه بيض الدراري
كنت فرداً فازدوجت، قطر الحب معاني
وأكسير الزمان يستعير النار من صدري
فَكُوني يا حبيبة، ألقَ النار الغريبة
انسلي الأشواك من قلبي وكوني مهرجان..
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :993  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 43 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.