شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أثر
عاصمة الثقافة الإسلامية (1)
محمد المنقري
اقترب الموعد المحدد لاختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، أي العام الميلادي المقبل 2005، ولا أحد يعرف بالضبط الجهة المشرفة التي تخطط للمناشط والفعاليات والبرامج التي ينبغي تكريسها في هذه المناسبة الرائعة، حيث تأتي وقد عشنا تجربة سابقة تمثّلت في اختيار الرياض كعاصمة للثقافة العربية قبل عامين ومرت المناسبة دون أن تحظى بما حظيت به عواصم مجاورة وربما كان لنا العذر حينذاك أما اليوم وقد رأينا تجارب عديدة في العواصم العربية يصبح من العيب أن تمر المناسبة دون خدمتها بالشكل المأمول.
منذ سنتين قرأت أن نادي مكة الأدبي يخطط لهذه المناسبة ثم قرأت أن جامعة أم القرى تستعد لإحياء المناسبة وبعد ذلك قيل إن هناك لجنة مركزية فلم أصدق وفي آخر اثنينيات عبد المقصود خوجه للعام الماضي أعلن أنه سيساهم في إحياء المناسبة بتقديم عدة مطبوعات للأعلام من مكة لم تطبع من قبل وسيعيد طباعة بعض المؤلفات لتوثيق العلاقة بها.
بناءً على التصريحات السابقة يضيع دم المناسبة بين الجهات ونخاف أن ينتهي العام المقبل قبل أن تشهد الساحة نشاطاً نتفاخر به يخص مدينة لها مكانتها في نفوسنا ونفوس المسلمين جميعاً. فالمناسبة ليست احتفالاً عابراً بل محاولة جدية لإعادة ترتيب قواعد البنية التحتية للفعل الثقافي الذي يجب أن تشهده هذه المدينة العريقة ثم إرساء مجموعة من النشاطات التي تذكر بمجدها ومكانتها التاريخية وأهم الملامح والسمات التي تتفوق بها عن سواها، وأخيراً تقديم عدة نشاطات تربط الجيل الجديد بأمجاده وتراثه كما ترتبط المناسبة باستعادة النموذج الإسلامي الراقي الذي تأسس على مبادئ المساواة وإخلاص العبادة لله واحترام الإنسان، ومراعاة حقوق الآخرين ونبذ العداوة والبغضاء.
وباختصار شديد يمكن القول إن المناسبة تستدعي تأسيس مركز بحثي متخصص في تاريخ مكة المكرمة وتشجيع الدراسات المتعلقة بها في كافة المجالات وإعادة إحياء المراكز الثقافية والمكتبات العامة التي عرفت بها وتوسيع محتويات متحف الحرمين الشريفين الذي أنشئ قبل سنوات وعقد ندوات تبحث في الجوانب الحضارية والتاريخية لأغلى مدينة في العالم وعقد ملتقى ثقافي يشارك فيه مثقفون من العالم الإسلامي يتناول الأدوار التي تهيّأت لمكة باعتبارها المركز الحضاري والتذكير برسالتها الخالدة. كما يلزم إعادة نشر التراث المكتوب الذي تناول العراقة المكية وأهم مؤسساتها ونظمها مع الاهتمام الخاص بكتب الرحالة العرب وغيرهم التي نظرت بعين الدهشة والإعجاب للمشهد الحضاري في مكة وتقدير الفنون التشكيلية والفوتوغرافية التي تناولت تفاصيل الحياة في هذه المدينة.
ويمكن في الجهة الأخرى تنظيم معرض متخصص للكتاب تقام على هامشه معارض متخصصة في الجوانب الحضارية التي عرفت بها مكة وعلى رأسها الوقف الإسلامي وبناء المدارس والمساجد ودور الإيواء.
ويضاف إلى ذلك البرامج المنبرية مثل المحاضرات والأمسيات الشعرية والندوات والحلقات الحوارية في مؤسسات التعليم العام والقطاعات الأكاديمية.
وهي مناسبة جميلة لإعلان جائزة دولية تتعلّق بحوار الحضارة والجهود المقدمة في هذا السياق وأظنها من أهم متطلبات المرحلة التي تواجهها الأمة الإسلامية اليوم.
إن المرحلة الراهنة تستوجب مزيداً من الاستثمار العقلاني للمناسبة لتكون فرصة ثمينة لتقديم الصورة المشرقة للإسلام والإسهام في تغيير الصورة النمطية التي زادت قتامة بعد 11 سبتمبر إذ يمكن دعوة الشخصيات الإسلامية المثقفة والمهتمين بدراسات العلاقة بين الحضارات ومن المعروف أن مكة المكرمة تستقبل سنوياً مئات الشخصيات الإسلامية العريقة تأتي للحج ثم تغادر دون أن يعلم بها أحد إلا بعد تبني وزارة الحج في زمنها الجديد ندوة الحج الكبرى.
وأحسب أن وزارة الحج القادرة دون سواها في المرحلة الراهنة لرعاية الاحتفالية بالتعاون مع رئاسة الحرمين الشريفين ودارة الملك عبد العزيز، وذلك خير لنا جميعاً من أن تترك الفعاليات المترهلة لجهات ضعيفة غير قادرة على استيعاب أدوارها الأساسية قبل أن تتبرع بإنجاز أعمال مضافة لا تنجزها النوايا الحسنة والاجتماعات المطوّلة والتصريحات المعدة للاستهلاك الصحافي..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :374  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 71 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج