شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال
الأعمال الكاملة للزيدان؟! (1)
عبد الله عبد الرحمن الجفري
تحضرني الآن عبارة أطلقها شاعر الموال، فلاح مصر/ عبد الرحمن الأبنودي، يوم قال: ((لن أخطئ كما فعل: يحيى الطاهر عبد الله الذي استنفد عمره يقول: إنه شخص جيد وإنسان متميز، ولو تفرّغ لقصصه لتجاوز نجيب محفوظ)).. لأن هذه العبارة تعيدني إلى كلمة قلتها لمعلمي وأستاذي وأبي الروحي/ محمد حسين زيدان ذات يوم وكتبتها بعده بمضمون: أنه لو تفرَّغ للبحث التاريخي، والأنساب.. لترك لنا ثروة هائلة من التحقيقات التاريخية الهامة!
لكن الزيدان/ رحمه الله: قدَّم لنا ما مكَّنته منه ظروفه ومنوال حياته، وهو تراث يستحق أن يُجمع أعمالاً كاملة لمفكر/ مدرسة.. وقد بادر وجيه الاثنينية الأديب الأستاذ/ عبد المقصود خوجه إلى هذا النداء لتعريف الجيل الجديد بأستاذ معلم، ولحفظ تراثه في أعمال كاملة تكفَّل بتجميعها وطباعتها.. وأكد ((أبو محمد سعيد)) على ذلك، من خلال هذا الخطاب الذي تلقيته منه، ويستحق عليه شكر وامتنان المجتمع الثقافي كله.
* * *
أخي الكريم سيدنا (أبو وجدي):
دابت دوحة ((ظلالكم)) الفيحاء التي يتفيّأ بها قراؤكم الكُثْر على أن تطالعهم بحصيف فكركم، ولا سيما حين يتعلق الأمر بمعالجة قضايا الثقافة والإبداع، والحديث عن واحد من الركائز التي دمغت على سجلّها بصمة التميز والخلود/ أستاذنا الكبير ((المعلم)) محمد حسين زيدان، الذي سيظل اسمه يُذكر على كل لسان ويتواتر في كل مكان، فأنتم الذين نثر بين يديكم كنانة علمه فنهلتم من حياض علمه الواسع الغزير، لا تفتأون تُعدِّدون أفضاله، وتلكم خلة محمودة يتزين بها العلماء المتواضعون، وما من شك في أنكم تعطون بذلك المثل والأنموذج في الاعتراف بالفضل لمن هو جدير به
وغنيّ عن القول: إن أستاذنا الزيدان/ المفكر والمؤرّخ والنسابة، سوف يظل بما قدمه من أعمال وطروح اتسمت بالشمولية بعيداً عن ((التخصص)) الضيق: معلماً لكل الأجيال. فلسوف تعلم اللاحقة فضله وهي تقف على تراثه الكبير والغني، فتفيد منه وتتخذ منه منهلاً نميراً ترتشف من حياضه، وسراجاً منيراً تستهدي به نحو آفاق واسعة من العلم.. فهو إن غاب جسداً، إلا أنه يظل بنتاجه المتميز حاضراً، فإبداعه الغزير لم يُدفن معه، وهو أبقى على الأيام من أن يطاله النسيان.
وأما ما أفضلتم به مشكورين من رقيق العبارات إزاء ما يقوم به شخصي الضعيف من خلال العمل على تجميع وإعادة طبع الأعمال الكاملة للزيدان، فلا أملك إلاّ أن أقول: إن هذا لا يعدو كونه جهد المقل، ورد جزء ضئيل من واجب الوفاء إزاء رواد الحرف وفرسان الكلمة الذين خدموا الثقافة والفكر خدمات جُلَّى يظل التاريخ الممتد يحفظها لهم، وهذا واجب نؤديه من باب فرض الكفاية، عسى أن تجد الأجيال هذا التراث الجم داني القطوف، يستثير فيها جذوة الإبداع والخلق فتحمل المشعل، وتواصل الدرب وتتابع المسيرة خير خلف لخير سلف.
* * *
آخر الكلام:
من أقوال المعلم/ محمد حسين زيدان:
ـ تمنيتُ أن أجري وراء الكثير
لأعرف الكثير، وأتعلّم من الكثير
وقد عرفت الكثير والحمد لله!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :376  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية

[للشاعر والأديب الكبير أحمد بن إبراهيم الغزاوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج