شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المنتديات الأهلية.. واقع وتطلعات (1)
بقلم: نجيب الخنيزي
مناسبتان مهمتان على الصعيد الثقافي شهدتهما مدينة جدة، وكان لي فيهما شرف المشاركة والحضور، الأولى هي الاجتماع العام المشترك بين المنتديات (الأهلية) الثقافية والأندية (الرسمية) الأدبية، الذي عقد في دارة رجل الأعمال والمثقف المعروف الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، حيث تكرّم مشكوراً وبأريحيته المعهودة باستضافته، وهو بذلك يشكّل نموذجاً ومثالاً للعمل الاجتماعي/المدني/الأهلي التطوعي، حري برجال الأعمال السعوديين الاقتداء والاحتذاء به، لما يتضمنه من رسالة ذات أبعاد ثقافية/اجتماعية/إنسانية رفيعة المستوى. وفي الواقع هذا الاجتماع هو الثاني من نوعه، حيث عقد الاجتماع المشترك الأول الذي استضافته أيضاً اثنينية عبد المقصود خوجه في 30 ـ 31 مارس 2005، الذي التأم بحضور قرابة أربعين من مسؤولي المنتديات الأهلية، والأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة، وقد ناقش ذلك الاجتماع واقع الحركة الثقافية في بلادنا، وجرى تبادل وجهات النظر حول خبرات وتجارب المنتديات الثقافية الأهلية، وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في ما بينها، وبما يكفل تكامل الجهود الأهلية والرسمية في هذا المجال. ناقش الاجتماع الأول جدول الأعمال الذي تضمن تحديد آليات العمل والتعاون بين المنتديات الأهلية من جهة، ومع الجهات الرسمية التي تعنى بقضايا الثقافة والأدب والإبداع والمعرفة والإعلام من جهة أخرى، وقد خرج الاجتماع الأول بتوصيات عدة تصب في اتجاه ترسيخ قيم وتقاليد الحرية، ومفاهيم المجتمع المدني، واحترام التعددية الثقافية، والفكرية، والهوايات الاجتماعية المذهبية في بلادنا، ومن أهمها أولاً: الالتزام بالثوابت الوطنية والدينية الملزمة للجميع، واستذكار ما جاء في التوصيات الصادرة عن المؤتمر الأول للمثقفين السعوديين، الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام بالرياض في شهر شعبان سنة 1425هـ، والدعوة إلى تفعيلها. ثانياً: تمكين المفكرين والأدباء والكتّاب السعوديين، ومن ألوان الطيف الثقافي والفكري كافة، من المشاركة في مختلف الفعاليات المعنية بالحراك الثقافي العام. ثالثاً: إتاحة المجال لإبراز المواهب الأدبية، والإنجازات الثقافية لدى الشباب والعمل على احتضانهم ونشر أعمالهم. رابعاً: التنسيق بين الأندية الأدبية، والمنتديات الثقافية الأهلية، وتبادل الفعاليات الثقافية والأدبية المطبوعة والمسموعة والمرئية، واحتضان نتاجات المبدعين في مختلف صنوف المعرفة والثقافة والإبداع، والعمل على توثيقها ونشرها وفق الآليات المعتمدة للنشر لدى النوادي الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، والمنتديات الأهلية. خامساً: تقديم تعريف موجز بأهداف وفعاليات وخطة عمل كل منتدى، لغرض توثيقها وتعميمها، من خلال تقرير شامل تكفلت (( الاثنينية )) بتوزيعها لدى الجهات كافة المعنية بالشأن الثقافي. سادساً: قرر المجتمعون إقامة هذا اللقاء مرة كل سنة على الأقل، وتشكيل لجنة متابعة للبحث في آليات تنفيذ التوصيات، وإطلاع وزارة الثقافة والإعلام عليها، وطالب المجتمعون بعقد لقاء خاص مع معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني لهذا الغرض. وفي الواقع فإن معظم هذه التوصيات ولأسباب مختلفة، لم تنفذ ما عدا تنفيذ الالتزام بعقد الاجتماع (الدوري) السنوي الذي استضافته مشكورة (( اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه )) وذلك بتاريخ 11/2/2007، وبحضور قرابة 45 من رؤساء الأندية الأدبية وممثلي المنتديات الأهلية، وقد جرت المداولات في جو من الألفة والصراحة والشفافية، وخصوصاً لجهة البطء في متابعة وتنفيذ بعض التوصيات، مثل المجلة، والموقع الإلكتروني الذي يعكس ويبلور نشاطات المنتديات الأهلية، وبالتالي ضرورة الخروج بالتوصيات من دائرة القول، إلى العمل المؤسسي الجاد. ولهذا الغرض جرى تكوين ثلاث لجان عمل للتوثيق، والإعلام، والإشراف والمتابعة، وقد أنيطت بكل لجنة مهام محددة، نأمل أن تتلافى التقصير والخلل، من خلال عمل جماعي هادف ومسؤول، لتحقيق الأهداف النبيلة المشتركة، كما جرى التطرق إلى المعوقات والعراقيل البيروقراطية، التي واجهتها بعض المنتديات الأهلية، وأكد العديد من الحضور على ضرورة تسهيل قيام مثل هذه المنتديات، باعتبارها روافع وروافد هامة في تشكيل مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة. فالدولة ـ أي دولة ـ لا تستطيع الانطلاق والتحليق بجناح واحد فقط، إذ إنها على الدوام في حاجة إلى الفضاء والحيز المدني، مشكلاً جناحها الآخر، الذي يوازن حركتها، ويضفي البعد الاجتماعي الضروري لتطورها الحضاري، وتقدمها الاجتماعي. وبالتالي يظل الحلم والطموح المشروع من مما هو كائن، إلى ما ينبغي أن يكون، وبالتالي ليس هناك من تعارض، ولا ينبغي أن يكون بين الدور الريادي (الرسمي) الذي تؤديه وزارة الثقافة والإعلام، والأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها،وبين المناشط الثقافية التي تمثل الجانب المدني ـ الأهلي، مما يتطلب احترام خصوصيتها، واستقلاليتها ضمن الثوابت الوطنية والدينية. في فضاء حرية التعبير، والتفكير، والكتابة، والتجمع المدني، لن تكون ثقافة التشدد، والكراهية، والإقصاء، والتكفير، والتبديع، قادرة على بث طحالبها السامة في المجتمع أو تشكيل الحاضنة الفكرية للعنف والإرهاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :300  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 197 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.