الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > "الاثنينية.. مسيرة ربع قرن"

((الاثنينية .. مسيرة ربع قرن)) ⁽¹⁾

بقلم: د. سهيل بن حسن قاضي

الخوض في الشأن الثقافي طريق محفوف ببعض الشوك في دول العالم الثالث فالنقد والتجريح يسبق دوماً الثناء والتشجيع. واليوم تكمل اثنينية عبد المقصود خوجه ربع قرن من الزمان، ترى هل كانت هذه المسيرة مفروشة بالورود بالقدر الذي يحرص مؤسسها على مد جسور التواصل في سبيل بناء بنية ثقافية أصلية وتكريم الروّاد في مجالات مختلفة على الصعيد الوطني والعربي وفي بعض الأحيان إلى أكثر من ذلك.. أحسب أن المهمة لم تكن يسيرة على الإطلاق لولا قدرة المضيف على تحمل تبعات كثيرة وصموده أمام الرياح التي عصفت مرات عديدة عبر بعض أروقة الصحافة وغيرها أو من خلال أفراد لم ترق لهم حال الاثنينية.

ومؤسس الاثنينية له اهتمام بالغ بالأدب والفن والثقافة بمفهومها الواسع وهو من المهتمين بحفظ التراث من خلال اقتنائه لمجموعة من الصور والرسوم والمجسمات ولديه مجموعة من المخطوطات النادرة ولوحات فريدة من نوعها من الخط العربي ومقتنيات أخرى محلية وعلمية، وهو رجل ذوّاق للكلمة ومرهف الحس، يعتني كثيراً بـ (البروتوكول) في المأكل والمشرب والمكاتبة وغير ذلك. وهو أيضاً كثير الاعتداد بوالده الأديب محمد سعيد خوجه يرحمه الله ويحب كل أصدقائه ويواصلهم ويمعن الوفاء بهم، ونحن أمام شخصية نادرة في نوعها قد نتفق أو نختلف معه، ولكن الإنسان دوماً يؤخذ على بعضه ولا ينبغي أن يجزأ فإن غلبت الإيجابيات السلبيات فهذا هو المطلوب، وهذا هو حال أبي محمد سعيد والكمال لله ولسيد البشر.

إن من يطلع على موقع الاثنينية في الشبكة العنكبوتية يستطيع أن يتعرف على إصدارات الاثنينية التي وصلت 23 إصداراً تضم تسجيلاً كاملاً لكل وقائع الأمسيات والحوار معززة ببعض الصور. وهناك إصدارات متفرقة أصدرها الناشر عبد المقصود خوجه فضلاً عن الإصدارات الخاصة التي تجاوزت 33 إصداراً بعضها في عدة أجزاء جاءت متزامنة مع الاحتفالات بمكة المكرمة عاصمة للثقافة وقد صدرت أيضاً في أقراص ممغنطة.

لقد لفت نظري الدعوة التي وجهت من مركز الحوار الوطني إلى الصوالين الأدبية في المملكة وطلبت من الأستاذ عبد المقصود أن يكون أول المتحدثين ربما اعترافاً وتقديراً لدور الاثنينية ولتميزها مع غيرها من المنتديات الثقافية الأخرى، ولا نعلم ما الذي حققه هذا اللقاء لكننا على يقين بأن مركز الحوار الوطني لو استطاع تفعيل إحدى المهام الموكلة إليه عند تأسيسه وهي (قياس الرأي العام) وهي من المهام المعطلة حتى الآن في المركز أقول لو استفتوا الناس في المنتديات الثقافية فربما سيجدون أن بعضاً منها حقق من الإنجازات ما لم تحققه الأندية الثقافية ولعلّ من المناسب أن لا نستبق قياس الرأي العام في هذا الجانب أو في غيره ولكننا ننتظر تفعيله.

ويحسب للاثنينية إشراك السيدات في فعالياتها عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة ودعوة رجال الفكر والثقافة من خارج المملكة امتداداً للتواصل الثقافي مع الشعوب الأخرى وهو جهد يذكر فيشكر. لقد سقت هذه الأسطر احتفاء بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الاثنينية الذي يصادف يوم أمس 23/1/1428هـ استجابة لطلب صحيفة ((المدينة)) أعددتها على عجل لوجودي خارج الوطن في هذه الفترة وهو غيض من فيض مما تستحقه الاثنينية، مع خالص الأمنيات في مسيرتها القادمة، وأن يتمكّن هذا المنتدى وغيره من نقل فعالياته عبر الفضائيات ليعمّ النفع بها، وكان للاثنينية السبق في توثيق كل فعالياتها بالصوت والصورة وقد ظهرت في مجلدات تؤكد أن صاحبها من أولي العزم.

فتهنئة له على جَلَده وقوة شكيمته وآمل أن يظل دائماً في خير وبسعة صدره التي عهدها أصدقاؤه فيه.