شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
صباح الوطن
ما ضرُّكم يا دكتور لو قلتم شكراً:
مقدمة غير حضارية لأربعمائة فعالية (1)
بقلم: قينان عبد الله الغامدي
((أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، هوّن على نفسك يا دكتور، أعصابك يا دكتور، إهدأ هداك الله، الأمر لا يستدعي كل هذا الانفعال الخطب ليس جللاً ولا يحزنون وصحتك أهم من هذا كله، إي والله صحتك ـ على الأقل عند نفسك أهم من كل النوادي والصالونات)). هكذا تصورت أنني أتحدث يوم أمس مع مدير جامعة أم القرى الدكتور ناصر الصالح وأنا أقرأ هجومه اللاذع الذي شنَّه على نادي جدة ومكة الأدبيَّين وعلى بعض الصالونات الأدبية ـ يقصد الاثنينية ـ وعلى التلفزيون ووصف جميع من تقدَّم ذكرهم بالتسرع والجهل، وحاولت أن أتصور شكل الدكتور والدم يغلي في عروقه، وهو يهز يديه أمام المحرر، قائلاً: ((هذه اجتهادات خاصة يتحملون تبعاتها)) يا ساتر، ما هذه التبعات يا دكتور؟ وقد كان توتري يزداد، وانفعالاتي تتصاعد انسجاماً مع إحساس بتوتر الدكتور ـ وعندما وصل إلى القول: ((انقلوا عني أنه لم يتم البدء بتنظيم الفعاليات وما حدث اجتهادات شخصية ولم يتم السماح لأية جهة بالبدء في تنظيم هذه الفعاليات حتى الآن))، أقول عندما وصل إلى قوله (انقلوا عني) هذه، فعلت كما فعل أبو حنيفة وواصلت القراءة، ثم حاولت الهدوء حتى بلغت درجة الاطمئنان عندما قال الدكتور: ((ليس لنا الحق في إيقاف الفعاليات وقرار الإيقاف يملكه صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس الهيئة العليا المنظمة للفعاليات))، لكنني فجأة عدت للتوتر مع عودة توتر الدكتور وهو يصيح ((أنا أرى أنهم أخذوا القضية من دون وجه حق، ومن دون توجيه))، ثم ما لبثت أن هدأت وبدأت أتفهم ملخص القصة عندما اختتم الدكتور هجومه قائلاً: ((أنا كرئيس للجنة المنظمة اعتمدنا أكثر من 400 فعالية بمشاركة 50 جهة وقطاعاً خاصاً وعاماً ستشترك في الفعاليات))، وأنا ككاتب لهذا العمود النحيل أقول إما أن نادِيَيْ جدة ومكة، وصالون (( الاثنينية )) والتلفزيون ضمن الـ 50 جهة المطلوب مشاركتها في الفعاليات، لكنها لم تتريث أو تستأذن الدكتور الصالح فتعجلت بفعالياتها لأن التواصل بينها وبين اللجنة معدوم أو غير كافٍ أو أن هذه الجهات رأت أن لا مشكلة في أن تفعل ما فعلت وما المشكلة؟ أو أنها ليست ضمن الجهات الخمسين فاستشعرت واجبها وبادرت، وفي كلتا الحالين فإنه لو تم غض الطرف عن صفة التسرع التي أطلقها الدكتور لأن النقاش ممكن إذا اعتبرناها من باب العتب، فإنه لا يستطيع أحد أن يجد مبرراً أو قدرة على ((بلع)) صفة الجهل التي وصم بها الدكتور ناديين أدبيين وصالوناً ثقافياً مهماً وجهازاً إعلامياً عاماً. ما ضرُّكم يا دكتور ناصر وأنتم رئيس اللجنة المنظمة، لو قلتم شكراً على ما قدَّموه وننتظر منهم مزيداً من الفعاليات، مكة ـ يا دكتور ـ عاصمة الثقافة الإسلامية والاحتفاء بها ـ دائماً وليس لمدة سنة أو عشر ـ حق مشروع لكل مسلم في الدنيا في أي وقت ومن دون استئذان، فما بالك بأهل الدار وأهل الجوار، مكة ثقافياً ليست ملكاً للجنة المنظمة التي يجب أن يكون تخاطبها مع الناس بمستوى يليق بأم القرى شرَّفها الله! فهذا الخطاب التجهيلي التهديدي الاستعدائي مقدمة غير حضارية وغير حسنة وغير مشجعة لفعاليتكم الأربعمائة!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :366  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 165 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج