شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أربعاويات
((الاثنينية)) ولعاب القراصنة (1) !!
بقلم: محمد صادق دياب
أدين لـ (( اثنينية )) عبد المقصود خوجه بالكثير من الفضل في التواصل مع رموز جيل الروّاد، ففي ذلك الصالون الأدبي تعرفت ـ والكثير من أبناء جيلي ـ على أحمد السباعي، طاهر الزمخشري، عبد العزيز الرفاعي، حسين سراج، حسين عرب، عبد القدوس الأنصاري، محمود عارف، عبد الله بلخير، محمد حسين زيدان، صالح جمال، حسن قزاز، وكوكبة كبيرة من جيل الروّاد في مجالي الصحافة والأدب.
فلقد كانت (( الاثنينية )) في مبناها القديم تضم أسبوعياً تلك الوجوه المبهرة التي لم نكن نعرف عنها من قبل أكثر مما تكتبه أو يكتب عنها في الصحف، ولم نكن نظن أننا سنجلس إليها ذات يوم لنستمع ونتحدث إليها، بل وتربطنا ببعضها علاقات صداقة ومحبة.. لم يكن ذلك ليتحقق لنا لولا هذا الصالون الأدبي المتميز الذي آثر صاحبه أن يجعل منه معلماً من معالم هذه المدينة، يزهو به ويختال وجه الوطن.
ولـ (( الاثنينية )) دورها الخاص والهام والرائع في التوثيق لسير الروَّاد، ولو لم يكن لها سوى تلك الخاصية لكفتها، رغم أن لها أدوارها الأخرى والهامة أيضاً في تحقيق مبدأ تواصل الأجيال والتعريف بوجوه الثقافة العربية ونشر الثقافة.
واليوم يعتزم صاحب (( الاثنينية )) تحويلها إلى مؤسسة ثقافية عامة يديرها مجلس إدارة يتكوّن من أعضاء مستقلين، وهو يأمل أن يحقق بذلك لـ (( الاثنينية )) فرص الديمومة والاستمرار والتجدد. هذا التحول إن كان على المستوى النظري مرحباً به من قبل الكثيرين لضمان استمرارية هذه المؤسسة الثقافية، إلا أنني أعترف أنني أخاف عليها أن تفقد الجهود الذاتية لصاحبها فتبتلع حيويتها ومرونتها وحيادها شللية اللجان وتحزبات المجالس الإدارية، كما هي الحال في الكثير من المؤسسات الثقافية التي تعيش حالة عزلة تامة عن محيطها الاجتماعي، لأنها لم تستطع أن تحافظ على حياديتها في التعامل مع مختلف التوجهات الأدبية والثقافية، فغرقت في دوامة الصراعات حتى غدت وكأنها جزء من الممتلكات الخاصة لأعضاء مجالس إدارتها.
أطرح هذا الهاجس الذي ينتابني هنا بصراحة بين يدي صاحب (( الاثنينية )) لأنني أخاف على هذا الصالون الأدبي الجميل الذي ندين له بالكثير من الإسهامات في مسيرتنا الثقافية أن يقع في قبضة قراصنة الثقافة ليصبح مجرد ذكرى عزيزة من ذكريات الأمس.
فلو قدِّر لهذا التحول أن يتم، فليتنا نسلِّم هذه الأمانة الثقافية لمن يدرك أن هذه الأمانة لا تحمل فقط نبض صاحبها فحسب، لكنها تحمل ذكريات مجتمع وفخر مدينة.. فهل ترانا نفعل؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :359  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 160 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.