شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مداولات
التدريب أكثر وزناً وأجراً (1)
بقلم: عبد الله أبو السمح
أعتقد بشدة وصدق بأن مستقبل بلدنا، وتنميته الاقتصادية والاجتماعية، من أهم دعائمه التدريب، ولا تستغرب ذلك، فغالبية سكان المملكة من الشباب، وهم الذين سيقومون ـ حاضراً ومستقبلاً ـ بكل أوجه العمل المتعددة، منهم الإداريون والفنيون في جميع المهن التي يقوم عليها المجتمع. والتعليم العام لا يُؤهل الشباب للقيام بالأعمال التي يرغبون الالتحاق بها، ولهذا يستعين رجال الأعمال والصناعة بالعمال الأجانب، فهم مدربون على العمل ويقومون به حال التحاقهم بالوظيفة. وتكثر البطالة بين الشباب السعودي بنسبة، قد تصبح ـ مستقبلاً ـ خطيرة، والسبب هو عدم التدريب. نظامنا التعليمي بكل درجاته مبني على الدراسة النظرية والتلقين، حتى الكليات والمعاهد الفنية ـ مع الأسف ـ تعتمد على التلقين وتفتقر إلى الدراسة العملية والتدريب، ولهذا يقول الخبراء إنه بدون تدريب جدي وحقيقي فإن عملية التنمية في البلاد متأرجحة وغير ثابتة، وكذلك جهود السعودة أو توطين الوظائف والقضاء على البطالة بين السعوديين، تكاد تبدو حتى الآن، مجرد ضرب عشواء، وفرض هذه الأمور قد ينجح ظاهرياً، لكن آثاره سيئة مستقبلاً وتضر الأعمال والصناعة حين نفرض عليها عاملين غير مُدربين ولا مُؤهلين.
عندما تبرع صديقنا عبد المقصود خوجه بسخاء لهوايته (( الاثنينية )) وهي لقاء أدبي أسبوعي، بإيجاد مقر لها وتقرير وقف لها يمدّها بالمال للاستمرارية، كتبت في ((عكاظ)) مقالاً بعنوان ((معهد للطباعة)) أشدتُ فيه بعطائه، ولكن أردفتُ بأن هذا العطاء سيكون أكثر نفعاً لو أن الشيخ عبد المقصود أنشأ بجوار المقر معهداً للطباعة والتجليد لتدريب الشباب على هذه الفنون، التي لا يعرفها السعوديون كمهنة، وهذا مجال جيد للتدريب وللإبداع، فتفضل الصديق عبد المقصود وبعث لي بردٍّ على اقتراحي بأن والده رحمه الله كان مهتماً بالطباعة وأدار مطبعة الحكومة في مكة المكرمة، وهذا يحفزه للنظر في اقتراحي ((وإن كان الحال يشير إلى إمكانية تحقيق الهدف من خلال المعاهد الفنية ومراكز التدريب والتي لا أظن بأن مناهجها تخلو من تعليم فنون الطباعة والتجليد))، وبهذا يتملص من وعد بإنشاء معهد للتدريب. يا أخي عبد المقصود.. القاصي والداني يعرف أن سبب مشكلة البطالة لدينا هي جهات التدريب في بلدنا وبعضها تجاوز عمره الثلاثين عاماً، عجز خلالها أن يوجد كادراً مهنياً ولو بنسبة 5% من عدد العمال، ولو كانت جهات التدريب ناجحة وتعرف الأصول الفنية لعملها لما كان عندنا خمسة ملايين عامل أجنبي في بلد تعداده عشرون مليون نسمة، إنهم يخبطون ويزدادون تخبيطاً، ولو أردت خيراً لأقفلت (( الاثنينية )) وفتحت معهداً للتدريب على أصوله، وسيكون هذا أكثر وزناً وقيمة في ميزان حسناتك، ولك تمنياتي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :380  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل